قائمة الموقع

خبر سبعون دولة اجتمعت لأجل "السلام".. فماذا حصدت ؟

2017-01-17T09:06:27+02:00

شمس نيوز/ ولاء جبريل

استطاعت فرنسا حشد 70 دولة ومنظمة، الأحد الماضي، في العاصمة باريس لبحث "السلام" في الشرق الأوسط، الذي يعد المؤتمر الأول من نوعه، والذي يعقد على هذا المستوى منذ سنوات، وسط ترحيب فلسطيني ورفض إسرائيلي.

وأكد البيان الختامي للاجتماع الدولي، الذي استمر يوما واحدا، أنه لا يمكن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا من خلال حل يقوم على أساس وجود دولتين، وحذر من عدم الاعتراف بأي خطوات منفردة من أي الجانبين يمكن أن تصدر حكما مسبقا على المفاوضات.

ومع اختتام المؤتمر أعماله سارع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، المشارك في المؤتمر إلى طمأنة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو" أن المؤتمر لن يتمخض عنه أي قرار مستقبلي"، وفي حال حدوث ذلك ستعترض عليه واشنطن في مجلس الأمن والأمم المتحدة.

"شمس نيوز" استطلعت آراء وتحليلات المهتمين والمراقبين السياسيين، حول ما صدر عن المؤتمر، وما سيُبنى عليه مستقبلاً، في ظل التغييرات الدولية والمراهنات الفلسطينية.

قطع الطريق

البداية، مع المحلل والكاتب هاني حبيب، الذي يرى أن مؤتمر باريس قطع الطريق على الولايات المتحدة بانفرادها واحتكارها للعملية التفاوضية عل الملف الفلسطيني الاسرائيلي.

وأوضح خلال حديثه لمراسلنا، أن  المؤتمر لن يكون له مفعول على الأرض بسبب التعنت الاسرائيلي، لكن مخرجاته تشير إلى أن العملية التفاوضية يجب أن تكون بشكل مباشر بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.

وأكد حبيب، أن نقطة القوة في المؤتمر، هي إعادة القضية الفلسطينية إلى مستواها الدولي، والرأي العام، مشيراً لوجود أطراف أخرى، تُشجع على بذل الجهود، من أجل الضغط على "اسرائيل" للالتزام بقرارات مجلس الأمن، فمن شأن هذا الضغط أن يعزز وضع السلطة باستثمار هذا الموضوع على الصعيد الدولي.

وحول محادثة وزير الخارجية الأمريكي كيري مع نتنياهو، علق حبيب، بالقول: إنها تأتي في الوقت الضائع، لأنه سيترك وزارة الخارجية الأمريكية، وليؤكد أن الولايات المتحدة ستبقى الحليف الأقوى لـ "إسرائيل" في كل الحالات.

قرارات باهتة

أما المحلل السياسي، د. ناجي البطة، اعتبر أن مؤتمر باريس "محاولة أممية" للتأثير على  المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين المتعسرة، موضحاً أن المؤتمر لن يتبنى الأجندة الاسرائيلية بالكامل، مما حذا على الاسرائيليين مقاطعته.

ووصف المحلل، خلال حديثه لـ "شمس نيوز"،  قرارات المؤتمر "بالباهتة"، ولا تفيد الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه، وأن السلطة لم تشارك بسبب خوفاً من إسرائيل، على حد قوله.

وأضاف: الاستيطان والاعتقالات وسياسات العنف التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين، قضايا عالقة لن يحلها المؤتمر ولن ينظر إليها، فإسرائيل تضرب بعرض الحائط كل المبادرات الدولية التي لا تتماشى مع سياستها.

وأشار إلى، أن  نقاط قوة المؤتمر هي التي لاتريدها إسرائيل بحكومتها اليمينية المتطرفة، وهي عدم إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه بما يعرف بحل الدولتين.

تفريغ محتواه

وعدّ المحلل، تطمينات كيري لنتنياهو، تعني أن المؤتمر تم تفريغه من محتواه، وليس هناك ما يُلزم "إسرائيل" بأن تتقدم خطوة لدفع استحقاق سلام في المنطقة.

من وجهة نظر تفاؤلية، أكد حاتم أبو زايدة المحلل السياسي، أن مؤتمر باريس نقطة سياسية ومعنوية جيدة للشعب الفلسطيني، كونها تؤكد على عدم شرعية الاستيطان وتتمسك بقرار مجلس الأمن الذي يعترف بعدم شرعية الاستيطان.

لكن من ناحية التطبيق، أوضح المحلل أبو زايدة، أن كل ما صدر عن المؤتمر ما هو إلا قرارات ورقية لن يتم تنفيذها على أرض الواقع، وأن خيار "حل الدولتين" لن يجدي نفعاً ولن يُغير من واقع الاحتلال، ولكن قد تمهد لمفاوضات ستصل إلى حد معين.

وأشار أبو زايدة إلى، أن هناك شبه اجماع دولي بنسبة 75%، فهي نسبة تدفع بتقدَم القضية الفلسطينية إلى الصدارة، مؤكداً أنها لن تأتي في صالح الإدارة الأمريكية، مهما قدمت من تسهيلات لإسرائيل؛ بسبب تعارضها مع رغبة المجتمع الدولي في الحفاظ على ما يسمى بحل الدولتين، ودعم مؤسسات السلطة في الضفة.

اخبار ذات صلة