شمس نيوز/ وكالات
كتبت جين شيابتري على تقريرًا حول أهم الكتب التي ستغزو أسواق 2017، والتي ستكون جديرة بوضعها على قائمة جداول القراءة. بعضها كتب ستفتح شهية المترجمين العرب لتناولها بالترجمة والنقل للقارئ العربي.
براد غوش: سر الرومي
يتعقب الكاتب الأمريكي براد غوش خطوات جلال الدين الرومي، الشاعر والمتصوف الكبير، المعروف بكتبه الروحية الستة المسماة بـ"المثنوي"، ومئات من قصائده الشعرية، وفي سيرته الطويلة يغرس غوش قلمه في حياة الرومي منذ بدئها في مسقط رأسه في ما بات يُعرف اليوم بكيستان إذ ولد عام 1207، مرورًا برحلته إلى سمرقند وسوريا، حيث درس في دمشق وحلب في العشرينات من عمره، ومن ثم إلى قونيا في تركيا ليقضي آخر 50 عامًا من حياته، جعل غوش الأحداث المضطربة في التاريخ تنبض بالحياة، من حصارات جنكيز خان، وذروة حياة الرومي حين قابل شمس التبريزي، الواعظ التقليدي والرحالة الصوفي الزاهد عام 1244. ثم بدأت قصائده تفيض بالمشاعر تزامنًا مع اختفاء معلمه شمس ثلاث سنوات، تقول إحدى ترجمات غوش: إن التأويلات تجعل الأشياء أكثر غموضًا، أما المحبة فإن الصمت يجعلها أكثر وضوحًا".
شيلا كولر: عندما كنا أختين
تحفر الروائية الجنوب أفريقية شيلا كولر في ماضيها عن ذكريات ترجع إلى حب تحول إلى قاتل. هي قصة شخصية ألهمت خيالها الواسع إلى جوار رواياتيها: أن تصبح "جين آير" و"حب طفل". الكتاب يحكي أنها وأختها "ماكسين" نشأتا معًا في ولاية جوهانسبرغ حتى وفاة والديهما، ثم أرسلتا إلى مدرسة داخلية. تزوجت كل منهما وأصبحت أمًا في سن صغيرة. ثم سافرت كولر إلى باريس، ثم إلى الولايات المتحدة، بينما بقيت أختها ماكسن في جنوب أفريقيا.
شعرت كولر أن زواج أختها كان صعبًا، لكنها صُدمت عند وفاة أختها ماكسين، وهي لا تزال في الثلاثينات، عندما انحرفت سيارة زوجها عن الطريق، وحين حاولت التحري عن وفاة أختها شجعتها العائلة. قصتها المتماسكة تعكس التناقض القوي بين حب أختها الباقي، والطرق التي يحمي بها المجمتع حجة عنف الرجل.
خوان رولفو: الديك الذهبي وكتابات أخرى
خوان رولفو الكاتب المكسيكي المجدد بروايته "بيدرو برارمو" (1955)، التي أثرت في كتابة غابرييل غارثيا ماركيز لا سيما في روايته "مئة عام من العزلة"، التي كانت بمثابة الكتاب المرشد للتيار الأدبي "البَوم" الذي عُرفت به أمريكا اللاتينية في الستينيات والسبعينيات.
"الديك الذهبي"، الرواية الثانية لرولفو، كانت أصلًا مشروع فيلم كتب السيناريو الخاص به مع ماركيز وكارلوس فوينتس في الخمسينيات. تأخذ حكاية رولفو مكانها في حلقات مصارعة الديوك، في البارات وصالات القمار في مكسيك ما بعد الثورة. الرواية تصور حال قرية مكسيكسة في أوقات الشدة والاحتفالات.
هذه النسخة الإنجليزية من الرواية التي ترجمها دوجلاس ج ويذرفورد، تم نشرها بالتعاون مع مؤسسة رولفو في المكسيك، للاحتفاء بمرور مئة عام على مولده، وكنقطة انطلاق مجموعة من الفعاليات الدولية لإعادة تقديمه إلى القراء.
روكسان جاي: امرأة صعبة
تحضر جاي صوتها السردي القوي كروائية وكناقدة ثقافية في 21 قصة قصة قصيرة تشكل مجموعتها القصصية. بعضها يبحث في المسيرة الإنسانية الحميمة التي تخوضها النفس من الخوف إلى الألم إلى النجاة والقوة. في قصتها "سوف أتبعك"، تكتب قصة أختين تتعرضان في صمت إلى إساءة جسدية في طفولتهما، وتحكي كيف حمت كل منهما الأخرى كراشدتين. وفي "أنا السكين"، تحكي قصة امرأة جعلتها الخسارات المتتالية أقوى، قصص أخرى تخوض في الفروق الدقيقة بين الانجذاب الجنسي والضعف، وفي "لا نيجرا بلانكا"، أو السوداء ذات اللون الأبيض، تحكي قصة طالبة من أبوين مختلطي الأعراق، تعرض نفسها في الجامعة بوصفها "راقصة تعري" فتتعرض للمطاردة. "امرأة صعبة" كتاب مهم ولا يُنسى.
محسن حميد: المخرج في الغرب
من قائمة البوكر القصيرة عن كتابه "المتردد الأصولي"، تأتي رواية إضافية تتحدث عن الكارثة العالمية الحالية "زمن الهجرات"، في بلدة بلا اسم، في دولة لا اسم أيضًا، تهبط الحرب الأهلية، تتقابل نادية وسعيد كطالبين، يعجل العنف بعلاقتهما، تُقتل والدة سعيد فتنتقل نادية للعيش معه، يسألها والده أن يطلعا إلى بر الأمان، لينضموا إلى لاجئين آخرين، ليكون لهم منفذ إلى أبواب غامضة، وأماكن أكثر أمنًا. من خلال أحد الأبواب يصلون إلى شاطئ مدينة ميكونوس، ومن خلال باب آخر يصلون إلى أحد النُزل في لندن، تراكم اللاجئين يجعل من المدينة فوضى كاملة، وعندما تقترح نادية أن يقرعوا بابًا جديدًا إلى مدينة مارين، على ساحل المحيط الهادئ، يوافق سعيد بحزن.
رواية حميد الجديدة تنبع بالأصالة والشعرية، وتخوض غمار عالم الغيب المخيف.
كارا هوفمان: الركض
الرواية السوداء والديناميكية لكارا هوفمان تقع أحداثها في أثينا عام 1988، من خلال ثلاثة شباب متمردين؛ بيردي وغاسبر وميلو. يتشاركون الطابق العلوي لفندق متداع في منطقة "الريد ديستركيت"، أو المنطقة الحمراء، يحصلون على غرفهم مجانًا، ويحصلون على أجر زهيد لقاء إرشاد السياح إلى فنادق رخيصة.
تبدو حياتهم هانئة ولكن هناك جوانب مظلمة: السرقات، الضرب، الجوع. وعندما يجاورهم الولد الأيرلندي ديكلان يظهر من تصرفاته أنه مدرب على القتل، ويفكر بيردي في أن الخوف من ديكلان هو الخوف من الهواء. تخوض هوفمان مغامرتها في الكتاب بدقة محسوبة.
إليزابيث ستروت: أي شيء ممكن
أسماء الشخصيات، في روايتها السابقة "اسمي لوسي بارتون"، بمثابة الأساس لهذه الرواية التي تبدو مكملة لروايتها الأولى، التي تتشكل من مجموعة قصص اتخذت مكانها في مسقط رأس لوسي بارتون، في منطقة أمجاش في ولاية إيلينويز الأمريكية.
هناك أيضًا تومي، بواب المدرسة الثانوية، الذي شعر بضعفها، وانعكس ذلك على نجاحها ككاتبة، بعض زملائها في الفصل الدراسي منهم من أصبح مستشار توجيه مهني، بعضهم ترك البلدة مثل كارول التي كانت تسيء إليها، وتظهر يوم توقيع كتبها في بوسطن لتقول لها إنها فخورة بها، بعد سبعة عشر عامًا من مغادرة لوسي منزلها، تعود إلى بيتها إلى حيث شقيقها وشقيقتها.
قصص ستروت واضحة الملامح وتحمل لحظات بوح للأبطال غير متوقعة.
ريتشارد فورد: بينهم
يقدم ريتشارد فورد، الحائز على رواية البوليتزر، ذكريات بكتابة رشيقة عن والده ووالدته، يتذكر والده السيد باركر البائع المتحول حامل الحلويات معه دومًا، ووالدته الجميلة النابضة بالحيوية إدنا، التي مضت على الطريق مع والدهما مدة 15 عامًا، حتى حملت بابنها، أصيب باركر بنوبته القلبية الأولى حين كان في 43 ورحل، ولا يزال فورد في مراهقته، تاركًا ابنه يتكهن بأن والده مضى في حياته، وأنه أبدًا لن يصبح الكاتب الذي يريد. يقول فورد: "كنت شخصًا واحدًا، رباه شخصان مختلفان تمامًا، كان كل منهما يتبنى منظورًا مختلفًا للتأثير بي"، إنها صورة حزينة حكيمة ومُحِبة.
مين جين لي: بيتشينكو
هذه الرواية المتعمقة تتبع أربعة أجيال من العائلات الكورية منذ عام 1910 عندما ضمت اليابان كوريا، خلال القرن العشرين، صياد عجوز وزوجته، يديران نزلًا بالقرب من مدينة بوسان الساحلية، ابنهما الوحيد الذي بقي على قيد الحياة، بسقف حلق مشقوق وساق ملتوية، تزوج أخيرًا، أما ابنته المراهقة التي حملت بعد زيارة رجل أعمال لهم، عطف عليها راع طيب وتزوجها وذهب بها إلى أوساكا، بعد وفاته، كان إصرار سونجا وعملها الجاد هو ما ساعد الأسرة على الصمود في سنوات الحرب الصعبة، ابنها الأكبر تمكن من دخول جامعة واسيدا، أما ابنها الأصغر كانت أحواله تزدهر من خلال تشغيل صالات الباتشينكو، حيث يلعب المقامرون، ولكن المستقبل يخيم عليه خيانات الماضي وأسراره.
فيت تان نايجين: اللاجئون
في روايتها "المتعاطف"، التي جازت على جائزة البوليتزر، كانت تصور مجتمع اللاجئين الفيتناميين في كاليفورنيا. الكاتبة تمت مهاجتمها بوحشية بينما كانت تفر من الحرب مع عائلتها. طالب بالمدرسة يشهد على محاولات أمه المضنية وضع الماضي وراءهما وتركه. مدرس استطاع الوصول بأمان هو وزوجته، بعد عقود يجد نفسه ينادي زوجته باسم آخر، ويقول إنه لم يعد يعرف من هي. شخصيات نايجين يصطادها الماضي وتكافح من أجل تصور جديد للمستقبل.