شمس نيوز/تمام محسن
تصوير: حسن الجدي
تدلى من سقف الورشة، منحوتات خشبية، وازدحمت الرفوف الممتدة على طول الحائط بالزخارف والأواني التراثية. تمنح الداخل إلى ورشة الحاج هشام كحيل في حي التفاح (شرق غزة) إحساساً بدقة فائقة بالتفاصيل.
بين الحين والآخر ينقل النظر بين مشغولاته كأنه يريد التأكد من أنها لازالت هناك.
هشام كحيل (56 عاما)، يمتهن نحت الخشب منذ نحو 38 عاما، عقب تخرجه في أحد المعاهد الفنية، امتهن النجارة ونحت الخشب وعمل في مؤسسات عدة إلى أن آل به الحال إلى ورشة صغيرة في حي التفاح شرق غزة.
يقول كحيل إنه بدأ العمل بالخشب كمهنة للارتزاق منها، لكنها أصبحت مع طول الوقت فناً يروق له ممارسته أياماً متواصلة دون أن يشعر بالكلل لحظةً.
وينتقد في حديثه لشمس نيوز غياب العمل الحرفي، ويقول "هناك مخارط تجارية بكميات كبيرة لكنها تفتقد الحس الفني فتبدو صمّاء".
يجلب قطع الأخشاب التي تستخرج من مواطنه الأصلية ويقطعها إلى أجزاءٍ صغيرة، وبطول أناة يعيد تشكيلها تحفا جميلة تصطاد عين الرائي لدقة صنعها.
يحاول كحيل أن يربط بين جيلين مستعينا بأحد أبنائه الذي تخرج في قسم هندسة الديكور، وبدوره يشرف على تصميم والده ويضيف لمسات الحداثة إلى القطع القديمة حتى يربط الماضي بالحاضر.
وحول أنواع الخشب المستخدمة في عمله، يذكر أن "اللوزيات والحمضيات والسرو أنسب الأنواع خامات متوفرة في البلد وبسهولة يمكن الحصول عليها"، مضيفا أنه يُشترط في الخشب المستخدم الصلابة وأنتحتوي أليافها على عروق تضفي لمسة جمالية للعمل.
ويشير كحيل أن هناك طلبا واسعا على منحوتات الخشب، ولا يخفي فرحا بتوقف المارة أمام محله متسائلين عن حرفته، قائلا إن هدفه ليس تجاريا فقط.
أما عن آلية العمل يوضح "أولا نقوم بتجهيز المواد الخام، ثم تصميم الشكل المطلوب، وأخيرا النحت باستخدام المخرطة والإزميل معا لإنتاج المنحوتة".
ينحت كحيل صورا من الذاكرة الفلسطينية العميقة، فعلى أحد الرفوف يستقر "جرار زراعي" يقول إنه يمكن ان يستخدم كعلبة شوكولاته أو تضم باقة ورود تضفي شكلا عصريا مميزا.