شمس نيوز/منى حجازي
تصوير/حسن الجدي
لا يعلمون بخطورة ما يعانون منه حتى لو أخبرتهم بذلك، فيبقون على هذه الحالةِ أياماً، ثم يبدأ الشعور بالوحدة يتسلُّل إلى قلوبهم، وتبدو عليهم ملامحُ الحزن، ثم لا يلبثوا أسابيعاً حتى تَظهرَ عليهم أثارُ المرض وتأثيراتُ العلاج، فتكتسي بشرتِهم صفرة ويتساقط شعرهم وتَنحَلُ أجسامهم وتَذبلُ عيونهم وتضيق أنفُسُهم بأنفُسِهم، حتى يصبح زرع البسمة على شفاههم أشبه بزرع الياسمين في الصحراء
بعيداً عن مرارة الصورة تلك، يختلف الأمر في غزة، وقبل أن تدخل المكان، تتسارع إلى آذانك خطواتهم، بعضهم ينادي " هاتها لي " والآخر " هيا هنا "، تفتح الباب وإذ بـ " كرة قدم " تتنقل بين أرجلهم متفاعلين معها وكأنهم في مونديال عالمي.
ترفع رأسك عن أقدامهم متناسياً جسدهم النحيل وتبحث عن ملامحهم فتجد بشرة صفراء ورأس أصلع، فهم أطفال بعمر الزهور أراد مرض "السرطان" أن يبني عندهم مسكناً، لم يستسلموا له، وأخذوا يلعبون هنا وهناك، تارة بكرة القدم وتارة أخرى يمارسون تمارين اللياقة البدنية.
يتدربون تحت أنظار المدرب والمشرفين في أكاديمية "تشامبيونز" والتي أسسها مجموعة من الشبان مطلع العام الجاري في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى فلسطين.
تم تخصيص جزء من أكاديمية "تشامبيونز" الرياضية لكرة القدم لأطفال "السرطان" في محاولة للتخفيف عنهم وطأة المرض وإبراز مواهبهم ودمجهم في المجتمع.
وكانت سجلت نسبة الإصابة في السرطان بين الأطفال (دون سن ال15) نحو 6.1% من بين الحالات المصابة بالسرطان في فلسطين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية للعام 2016. ويعد سرطان الدم أكثر أنواع السرطانات شيوعا بينهم.
وتضم الأكاديمية 300 طفلا تتراوح أعمارهم من (6-14) عاما، إضافة إلى 30 طفلا من مرضى السرطان الذين تم تسجيلهم واستيعابهم مجانا وبدون رسوم، بالإضافة إلى 16 موظفا ما بين طبيب وأخصائي نفسي واجتماعي وإداريين.
ويوضح المدير العام للأكاديمية حسن سكيك: "إن اختيار الأطفال مرضى السرطان والتدريبات الفنية تتم وفق رؤية الطبيب المختص التي تقوم أساسا على عملية دمج الطلاب المرضى مع الطلاب الأصحاء كجزء هام وضروري في عملية علاجهم وهو الوحيد الذي يقرر الذين سيتم استيعابهم من الأطفال المرضى لممارسة اللعبة وتدريباتها".
ويقول خلال حديثه لـ "شمس نيوز": كما أن المختص الأقدر على اختيار نوع التدريب والمهارة التي تعطى لكل طفل حسب حالته وقدرته الجسدية على التحمل وتكون التدريبات تحت أنظاره ورعايته ومتابعته".
ويشير سكيك إلى، أن الأكاديمية تسعى أيضا إلى جانب الاهتمام بالرياضة إلى إقامة برامج ترفيهية وحفلات ومسابقات ثقافية ودورات تعليمية في بعض المواد الأساسية وتقديم جوائز للمتفوقين في المجالات المختلفة اضافة الى اقامة رحلات إلى العديد من الأماكن الترفيهية والسياحية داخل فلسطين وخارجها بالتعاون مع المؤسسات المختلفة".
وفي الأعوام الأربعة الأخيرة، حل مرض السرطان في فلسطين في المرتبة الثانية كمسبب للوفيات بين الفلسطينيين بعد أمراض القلب والأوعية الدموية .