بقلم / حافظ البرغوثي
اعتقد ان دعوة قادة المستوطنين الى حفل تنصيب الرئيس ترامب لا تختلف عن دعوة أي مواطن اميركي آخر ، فقادة المستوطنين يحملون الجنسية الاميركية فضلا عن الاميركية فهم اميركيون اصلا قبل ان يكونوا اسرائليين ، وهم يعتمدون على جمعيات اميركية وتبرعات اميركية في تمويل الاستيطان وأغلب اموالهم تأتي من جيب المواطن الاميركي لأن المتبرعين يخصمون تبرعاتهم من حساب الضريبة اي يحجبونها عن المواطن الاميركي لصالح المستوطن الاميركي الأصل .
ولو قام مستوطن مزدوج الجنسية بقتل فلسطيني فهو اسرائيلي واسرائيل تحمي القتلة بينما لو تعرض مستوطن مزدوج الجنسية الى القتل في عملية ما فهو اميركي وينشط "الف بي آي" لتعقب من قتله بينما هو مستوطن يقيم في ارض محتلة ويسرق الارض ويقتل البشر ويقتلع الشجر .
قد تكون دعوة ترامب لأنسبائه مقدمة للاعتراف بالاستيطان ونقل السفارة الى القدس وهذا قد يحل مشكلة للاحتلال لكنه يخلق مشاكل اكبر للإدارة الاميركية الجديدة ، لأن مثل هذه السياسة المنحازة تبدد اي امل في حل الدولتين وتوجه اسرائيل نحو الكيان العنصري الذي سيكافحه المجتمع الدولي بإستثناء الادارة الاميركية وميكرونيزيا العظمى.
اذا كانت هذه هي وجهة السياسة الاميركية التي ترضخ لليمين العنصري الفاشي الاستيطاني فإن الولايات المتحدة هي المستوطنة الاكبر لاسرائيل في العالم لأنها كدولة عظمى ستكون قد تخلت عن عظمتها عندما تحول مجموعة من المستوطنين الى قوة تسير سياستها الخارجية .
فهذه السياسة هي التي ستدفع بالامور في المنطقة الى نقطة اللاعودة ليحتدم الصراع ويأخذ مداه المهلك الى ما لا نهاية وستتضخم القوة المتطرفة في الجانب العربي االاسلامي بموازاة تضخم القوى المتطرفة اليهودية برعاية الادارة الاميركية الجديدة ولن يكون شعبنا وحده من يدفع الثمن لأن ساعة الجحيم ستشمل الكل من نأي ومن اقترب يا ترامب.