شمس نيوز/خاص
مع وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض انتعشت آمال اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يشكل الغالبية في "إسرائيل".
وكانت خلافات كبيرة طغت على العلاقة بين واشنطن و "تل أبيب"، في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو الأمر الذي ظهر بجلاء في الاتفاق النووي الإيراني، والذي تم برعاية أمريكية ومعارضة إسرائيلية، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن الدولي (2334 )المتعلق بإدانة سياسات الاستيطان الإسرائيلية.
وعلى صعيد متصل، تستمر "إسرائيل" قيامها بمناورات عسكرية تحاكى وقوع حرب "شاملة" على مختلف الجبهات، المناورات تجري بوتيرة متسارعة ومكثفة الأمر الذي يثير تكهنات باندلاع حرب على الجبهة اللبنانية أو قطاع غزة، في الوقت الذي بات يدرك فيه الإسرائيليون أن زمن الحروب الخاطفة قد ولى.
قرار عسكري
المختص بالشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، استبعد ذهاب نتنياهو إلى شن حرب فهذا الأمر "ليس بسيطاً"، مضيفاَ: الاسرائيليون يقتنعون أن نتنياهو يمر بأزمة سياسية خانقة، ولديهم قناعة واضحة إذا ما فكر نتنياهو بافتعال حرب في غزة أو لبنان، يعني ذلك انقاذ نفسه من الورطة القانونية والسياسية، فهذا لن يمر مرور الكرام على المنظومة العسكرية والأمنية.
وأشار أبو عامر، في حديثه لـ "شمس نيوز" إلى، أن العسكر في "إسرائيل" لديهم قناعة بأن الأوضاع مستتبة ومستقرة، وليس هناك حاجة ضرورية وماسة لافتعال حرب على لبنان او غزة.
وحول تنصيب "ترامب"، أكد المختص أن مسألة شن "إسرائيل" حرب على غزة ليست بالضرورة مرتبط بوصول ترامب للحكم، وأن قرار الحرب عند الاحتلال قرار عسكري وأمني وسياسي بحت،بالاضافة إلى أن العوامل المتعلقة بترامب وسواه هي عوامل خارجية هامشية، تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار الحرب، ولكن ليست هي الأساس.
وافقه بذلك، ثابت العمور، المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي، والذي رأى أن تنصيب ترامب رسميا رئيسا للولايات لا يدفع باتجاه اشعال الحرب في المنطقة، موضحا أن "ترامب الذي تحدث خلال فترة الترشح ليس هو الحالي.. فهو رئيس أمريكا الأن وسيسعى لحل القضايا الداخلية أولا ولن يتورط بأي مشكلات خارجية حتى فيما يتعلق بنقل سفارة واشنطن إلى القدس".
ليست سهلة
وقال العمور، لـ "شمس نيوز": إن على نتنياهو التفكير جيداً قبل الخوض في حرب على القطاع، مشيرا إلى أن "غزة لم تعد سهلة كما كانت في السابق في عام2008.. المقاومة الآن لديها أكثر من تجربة في خوض الحروب".
وتابع في القول: نتنياهو لا يستطيع تحمل تبعات شن حرب ضد قطاع غزة، لأن المجتمع الدولي متحزب ضده، لافتا إلى أن العمليات تتزايد في القدس، فهناك فشل أمني ذريع يلحق نتنياهو، فهو لم يشترح أي حل أو عملية تسوية، ولن يستطيع اعادة الجنود الأسرى في غزة.
وحول المناورات التي تحدث على حدود القطاع، قال العمور، إن "الكيان الاسرائيلي يعيش على اختراق العدو فهو لديه نظرية أن هناك دائماً عدو، وبالتالي هذه المناورات مناورات تنشيطية، وهي أيضا عملية تأمين، وبالتالي طبيعي جدا"ً.
واردة جدا
على خلاف سابقيه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، إن احتمال شن حرب ضد لبنان أو قطاع غزة واردة جدا.
وأضاف الشرقاوي في حديثٍ لـ "شمس نيوز"، أن إسرائيل تسعى لإغلاق الحساب مع قطاع غزة، مذكرا بما صرح به وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان والذي قال إن المعركة المقبلة مع القطاع ستكون الأخيرة.
وحسب الشرقاوي فإن الحرب لا يمكن أن تقع إلا بقرار أمريكي لأن قرار الحرب يخضع لوجود إرادة أمريكية وحسب المصلحة ولأن إسرائيل أعجز من أن تشن حرب لوحدها، مشيرا إلى أن الاحتلال وأميركا التي تعانى من اخفاقات في اليمن وسوريا والعراق تعتقدان أن الظرف الدولي والإقليمي مناسب لهما لشن حرب على لبنان وغزة.