قائمة الموقع

خبر زوجات في غزة يروين لـ"شمس نيوز" أفلام رعب يعشنها مع أزواجهن

2017-01-24T14:42:28+02:00

شمس نيوز/ خاص

الزجاج المتكسر ينتشر على الأرضية، بعضها أصاب وجه الرضيع محمد. أواني الطعام على أرضية المطبخ كأن زلازل ضرب أركان البيت.

جزء من المشهد اليومي الذي تعيشه السيدة (أم طارق.ح) مع أطفالها الستة بسبب الحالة النفسية والعصبية المرضية التي يعاني منها زوجها،  منذ 7سنوات.

وتقول لشمس نيوز:" كل وقت بحال أحياناً يكون طبيعي جدا ويجلس معنا، وأحيانا أخرى يطلب منا التجمع بغرفة واحدة ويقوم بضربي وأطفالي، وإن لم يفعل ذلك يقوم بإغلاق المطبخ على نفسه وتكسير الزجاج وإلقاء أغراض المطبخ من الشباك".

أفلام رعب

عايشت "شمس نيوز" جزءا من تفاصيل الحياة اليومية لعائلة أم طارق، تظهر ملامح الخوف واضحة على وجوه الأطفال، يخشون موجة تكسير مفاجئة قد تصيبهم بعض شظاياها. لكن أم طارق تقول إنها اعتادت ذلك وتعيد مرارا " ما في اليد حيلة".

وفي إحدى المرات التي فاض بها الكيل خرجت إلى بيت أهلها تشتكي مرارة العيش مع زوجها، لكن والدها رفض بقائها عنده وأعادها بنفسه إلى بيت زوجها.

السيدة أم محمد قصة أخرى، لسيدات يعانين قسوة العيش مع زوج مريض نفسي ونظرات الانتقاص من المجتمع.

أم محمد، وهي أم لثماني بنات وولدين، زوجها مصاب بمرض" الوسواس القهري" فيخيل إليه كثيرا أن زوجته " تمارس الرذيلة"، فيدفعها إلى الشارع بشكل متكرر في منتصف الليل مع أولادها بعد جولة من الضرب والتكسير.

البحث عن الحياة

فصول معاناة أم محمد لا تتوقف عند الضرب والطرد، يضاف إليها التهديد بالقتل أمام أطفالها، وضغط أهلها للطلاق والرجوع إلى بيت والديها.

وفي ظل غياب المعيل، اضطرت ابنتها الكبرى للعمل في أحد معامل الخياطة حتى حصّلت مبلغاً من المال، فقررت استئجار بيت آمن لتربية أولادها بعيدا عن "أفلام الرعب" في كل ليلة.

ومع هذا  لم تتخلى عن دورها كزوجه، وواظبت على إرسال الطعام لزوجها، مع أحد أولادها، و يقوم برعايته وتنظيفه وإطعامه، ثم العودة للبيت، مع تغيير الطريق حتى لا يتعقبه والده.

على الرغم من حرص الأم لكنه حصل على عنوان العمارة في أحد الأيام و هاجمها بالشتم والألفاظ العنيفة، إلى أن تدخلت الشرطة لمنعه، واضطرت الأم من جديد لاستبدال الشقة بأخرى .

في نفس الخانة

يرى فضل أبو هين، أخصائي اجتماعي، أن هناك وصمة اجتماعية اتجاه المرضى النفسيين لا يقبلها المجتمع ولا يقبل أي فكرة اتجاه المريض، وأشار أن هذه الفكرة لا تُطال فقط المريض بل أيضا زوجته وأطفاله.

وقال: "ذلك من شأنه أن يضع زوجة المريض ضائقة وفي موضع صعب جداُ"، موضحاً أنه قد يكون الرجل مريض ولا يستطيع تحمل المسؤولية، فتقع المسؤولية على الزوجة وتصبح مرهقة في حياة اجتماعية صعبة وفي تغطية حاجات الزوج وسلوكياته وفي مرافقته إلى المستشفيات والمرافق الاخرى وغيره وهنا يُصبح ما ينطبق عليه ينطبق عليها في نظر المجتمع.

نحو شهر

وفي السياق، يوضح د.إسماعيل ابو ركب، مدير مركز التأهيل والإرشاد الأسري في مستشفى الطب النفسي(مؤسسة حكومي)، أن مساعدة زوجات المرضى النفسيين  من خلال عقد جلسات نفسية يتم متابعتها في العيادات التي يقصد المريض، موضحاً أن معظم الأمراض النفسية التي يتم علاجها تأخذ ما يقارب الشهر ونصف حتى التعافي.

وأشار د. أبو ركب إلى تشكيل فريق مختص لمساعدة المرضى الذين لا يستطيعون قصد العيادات، بتقديم الجلسة في منازلهم.

ونوه، إلى وجود مركز للتأهيل النفسي الموجود في غزة، يحاول تطوير قدرات المرضى العملية، سواء كانوا مريضات في التأهيل المنزلي أو التأهيل من ناحية الصناعة، أو جوانب أخرى.

ولفت إلى مشروع ينفذه مركز التأهيل لتغيير الواقع "المفاهيمي" حول الأمراض النفسية تحت عنوان " مكافحة الوصمة" وتم تعميم هذه الفكرة على المجتمع، مصيفا أنه جرى عقد لقاءات تثقيفية لنحو 3 سنوات ضمن البرنامج لرفع درجة الوعي نحو الأمراض النفسية.

للقانون كلمة

إلى ذلك أكد صلاح عبد العاطي، المحامي المختص في قانون الأحوال الشخصي، أن دولة فلسطين في عام 1999 صادقت على قانون خاص يحمي الاشخاص ذوي الاعاقة ومنع الاعتداء عليهم وضربهم أو تهميشهم.

وأضاف أن أي اعتداء عليهم سواء من أهلهم أو من أشخاص أخرين، يتم تصنيفهم إلى " مجرمين" بحسب القانون وبالتالي معاقبتهم على أفعالهم.

وأشار عبد العاطي إلى أهمية تحرك الشؤون الاجتماعية والأطراف المعاهدة من أجل تحسين حياة هؤلاء الاشخاص، وأكد على ضرورة متابعة هذه الحالات من قبل المؤسسات العاملة في هذا المجال وأيضا من قبل السلطة؛ للحد من هذه الانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء الأشخاص وخاصة هؤلاء النساء.

ولفت إلى، أن هذه القضايا تتحرك بناءً على شكوى أو علم السلطة، وأنه يمكن علاج هذه القضايا تدريجياً، أولا من خلال عمليات التوعية لأن هذا الأمر يتطلب وقاية ثم نُشرع بعمليات العلاج.

وذكر أن، الجهات التي يُمكن تقديم الشكوى إليها في حالات الاعتداء هي النيابة العامة والشرطة وأيضاً الشؤون الاجتماعية التي عهدت بحماية هؤلاء الأشخاص والقضاء بإنصاف والحصول على حقَه.

اخبار ذات صلة