قائمة الموقع

خبر مرضى السرطان في غزة.. أزهار أذابها الوجع وإغلاق المعابر

2017-02-04T10:18:02+02:00

شمس نيوز/ خاص
صوت الأنين والوجع وتفاصيل الإعياء المحفورة في قسمات وجوه الأطفال ممن ابتلوا بالسرطان في هذا العمر المبكّر؛ كان المشهد الأكثر بروزًا في أقسام الأورام في مستشفيات قطاع غزة. 

مرضٌ أكبر بكثير من أعمارهم وآلامه أشد من طاقة احتمالهم؛ اختزل حياتهم بين زوايا المشفى على سرير ضرير لا روح فيه ولا راحة، وعلى وقع جهاز النبض والمحاليل تغفو عيونهم وهي تفيض بالدموع من حرقة الدواء ومرارته؛ وعلى قدر ما اخترقت العين من مشاهد، في هذه المستشفى؛ لن تجد صدىً للوصف. 

ممنوعون

بصوت يملؤه الحزن، عبر الطفل حمزة نصر "12عامًا" المصاب بمرض سرطان النخاع العظمي والذي أنهك جسده وحرمه التمتع بطفولته واللهو مع أقرانه. 

يقول حمزة: "أتمنى أن يشعر العالم بنا وينظر لنا بعين الإنسانية والرأفة فنحن لا نجد الفرصة للعلاج بالخارج ما يزيد مرضنا ووجعنا لا أريد البقاء هنا أكثر؛ المكان غير مريح والكهرباء تقطع وتؤخر علاجي؛ كثيرًا ما أصل البيت مساءًا بعد أن أقضي يوم كامل هنا". 

غير بعيد عن حمزة، ترقد الطفلة مريم أبو العوف "6 أعوام" على سرير مستشفى الرنتيسي للاطفال، وهي تترقب قطرات محلول الكيماوي التي تتسلل عبر أنبوب بلاستيكي المشبوك بجسدها النحيل؛ فهي تعاني من سرطان الغدد الليمفاوية. 

بصوت واهن متقطّع تقول مريم:" "كل يوم شعري بخف، وبتعب أكتر لأن ما سافرت على مصر لأتعالج قبل ما تبدأ المدرسة واجيب الشنطة وزي المدرسة من مصر زي ما ماما وعدتني". 

بتنهيدة حارقة تستهل والدة الطفلة نور القاضي (7 سنوات)، -المصابة بورم في الرأس منذ يونيو العام الماضي- حديثها:"بعدما اكتشفنا المرض، تم تحويلنا إلى مستشفى مار يوسف في القدس، هناك استأصلوا الورم ، وطلبوا مني العودة بعد أسبوعين للمراجعة واستكمال رحلة العلاج". 

تتابع الأم بحسرة: "ذهبنا للقدس بداية شهر رمضان العام الماضي، لنعود بعد شهرين بدل الأسبوعين، كان المرض قد عاد ثانية، لكن هذه المرة تم تحويلنا إلى مستشفى شنايدر في "إسرائيل" لكن الاحتلال مازال يمنعنا". 

نقص أدوية طبيب الدم والأورام د. محمد أبو شعبان يوضح أن مرضى السرطان يحتاجون للعديد من الأدوية؛ مضيفاً:”إن نقص بعض الأدوية نتيجة الحصار يعيق مواصلة الرحلة العلاجية لمرضى السرطان مثل/6TG –CCNU – TEMODAl وأدوية لحالات اللوكيميا (سرطان الدم) مثل VCR وغيرهم". 

يؤكد د.أبو شعبان أنّ هناك الكثير من الحالات المرضية والمحولة التي تحتاج للسفر بشكل طارئ وسريع بعد الانتهاء من مرحلة التشخيص المبدئي والحاجة الماسة للعلاج بالخارج إلا أن إغلاق المعابر يقف عائقًا أمام استكمال العلاج. 

وفيما يتعلق بسرطان الأطفال، يقول إن نسبة الأطفال لعمر أقل من 12 عام 7.9% من إجمالي مرضى السرطان في قطاع غزة، وكان متوسط الحالات الجديدة 59 حالة سنويًا، إذ أن اللوكيميا هي الأكثر انتشارًا بنسبة 31% يليها (الليمفوما) بنسبة 16.7% . 

جانب آخر، المصابات بمرض الثدي بغزة، طبقا لعدد الحالات الجديدة المبلغ عنها، بنسبة 17.8% من مجموع حالات السرطان، وبلغت نسبتها 33.7% من مجموع حالات السرطان المبلغ عنها لدى الإناث، وبمعدل إصابة بلغ 33.1 حالة جديدة سنويا في كل مئة ألف أنثى في فلسطين. 

أم اياد المرأة الخمسينية واحدةً منهن، والتي بدت ملامحها وقسمات وجهها وكأنها شابة في مقتبل العمر، تقول:" حينما أصبت بالمرض بغتة دون سابق انذار، في يوم اجتمعا فيه الفرح والحزن معاً، يوم خطبة ابني، تأثرت كثيراً في بدايتها من الصدمة، ولكن سرعان ما تجاوزت تلك الازمة وقررت ان افرح بزفاف ابني". 

وتقول مريضة أخرى: "حينما اكتشفت انني مصابة بسرطان الثدي، منذ ست سنوات مضت، اصبت بحالة اكتئاب، وخضعت لعلاج نفسي، لفترة من الزمن، وحينما توجهت للمؤسسات وتعرفت على أقراني مريضات السرطان، اللواتي سبقت تجربتهن تجربتي، فهذا كان بمثابة طوق نجاة لي". 

بينما تواجه السيدة أم خالد وضعاً صحياً صعباً بعد انتشار الخلايا السرطانية في عدة مناطق في جسدها، إلا أنها ما زالت تمتلك ارادة ومقومات الصمود". 

على بوابات المعابر الصمّاء تموت آمال المرضى الذين يحلمون بالتعافي من هذا المرض اللعين، وتزداد بالمقابل آلامهم وأوجاعهم دون أن تلامس هذه الاوجاع ضمائر ما عادت تعرف للإنسانية معنى. 

في السياق، أفادت إحصائيات رسمية صادرة، أمس الجمعة، عن وزارة الصحة الفلسطينية، أن معدل الإصابة بالسرطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بلغ 83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان. 

وبحسب البيان الصادر عن الوزارة لمناسبة اليوم العالمي للسرطان، والذي يصادف اليوم الرابع من شباط/فبراير، فإن 52.5% من حالات السرطان الجديدة المسجلة لدى الفلسطينيين هم من الإناث، و47.5% من الذكور.

وأشار إلى، أن ما نسبته 34.4% من حالات السرطان وقعت في الفئة العمرية فوق الـ65 عاما، علما بأن نسبة هذه الفئة من مجموع عدد السكان هو 2.9% فقط، وسجلت 59.8% من الحالات في الفئة العمرية من 15-64 عاما، وهي فئة السكان في سن العمل والإنتاج، وسجلت 6.8% من الحالات في الفئة العمرية دون سن الـ15 عاما.

اخبار ذات صلة