شمس نيوز/ خاص
عادت البضائع المصرية تغزو الأسواق الغزية، بعد غياب استمر لأكثر من ثلاثة سنوات، وذلك إثر عودة عمل الأنفاق التجارية الممتدة من الأراضي المصرية إلى محافظة رفح جنوب القطاع من جديد بشكل جزئي.
ومن البضائع التي بدأ يُشاهدها المواطن الغزي، السجائر المهربة، الأسماك بأنواعها، قطع غيار الدراجات النارية، الخراف والأدوية، وبعض الأصناف التي كانت مقطوعة من قبل، وبأسعار أرخص من السابق.
أحد العاملين في الأنفاق، أكد أن الأنفاق عادت للعمل بشكل جزئي، مشيراً إلى أن البضائع التي تدخل معظمها صغيرة الحجم، ويتم إدخالها في فترات معينة وبسرعة.
ويوضح العامل لـ "شمس نيوز"، أن استعادة الأنفاق نشاطها ليس بالأمر السهل، فقد استغرق عدة شهور من العمل، من أجل ضمان عدم تعرضها للخطر، معرباً عن أمله أن تستكمل عملها، وإدخال كل ما يلزم سكان قطاع غزة.
وكان تجار وصيادون، اشتكوا من تزايد البضائع المصرية في أسواق القطاع مؤخرا، لما تشكله من منافسة للبضائع المحلية والأسماك التي يتم صيدها من البحر، ما يلحق خسائر كبيرة لبعض التجار والصيادين.
مصلحة للطرفين
ويُجمع مختصون في الشأن الاقتصادي على، أن عمل الانفاق ولو بشكل جزئي يُحقق المنفعة للطرفين (الفلسطيني والمصري)، ومن شأنه انعاش الحركة الاقتصادية، الأمر الذي يلقي بظلاله على المواطنين.
الدكتور معين رجب استاذ علوم الاقتصاد في جامعة الأزهر، أوضح أن عودة عمل الانفاق يدلل على وجود منفعة متبادلة للطرفين، كونها تحقق أرباحاً لهما.
وقال رجب في حديثه مع "شمس نيوز"، إن دخول السلع عبر الانفاق يعطي قدراً من التيسير على المواطن، ويسمح بجلب السلع عبر مصر، وبأسعار أقل من أسعار السلع الواردة من "اسرائيل"، مشيراً إلى، أنها قد توفر سلعا يمنع الاحتلال ادخالها.
ولفت إلى، أن دخول مثل هذه البضائع يُمكّن المواطنين من ذوي الدخل المنخفض من اقتناءها، خاصة في ظل غلاء أسعار البضائع المستوردة عبر معبر كرم أبو سالم.
ويتفق مع ذلك، المختص في الشأن الاقتصادي أمين أبو عيشة، حيث يؤكد، أن ادخال بعض السلع عبر الانفاق، قد يساهم في انعاش الاقتصاد الغزي، والتخفيف على المواطنين من أعباء الأسعار المرتفعة.
ويشير أبو عيشة لـ "شمس نيوز" إلى أن، الارتباط التاريخي والجغرافي بين غزة ومصر سمح بتبادل السلع والخدمات خلال فترات زمنية، ومؤخرا عبر الأنفاق.
قلق "اسرائيلي"
إزاء ذلك، فإن الاحتلال، يتخوف من عودة عمل الأنفاق "بشكل جزئي" وإدخال بعض المواد عبر معبر رفح، وهذا ما أكدته صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن "اسرائيل" قلقة من إدخال البضائع إلى قطاع غزة، بسبب المخاوف من "استغلال حماس للمعبر للحصول على مواد متعددة الاستخدام، بحيث يمكن استخدامها لحفر الأنفاق وصناعة الوسائل القتالية".
وقالت الصحيفة، إن مصر باتت معنية بتقديم تسهيلات لقطاع غزة، حيث أن فتح المعبر يسمح بإدخال بضائع على نطاق واسع إلى القطاع، وأن قسما كبيرا من هذه البضائع، إسمنت ومواد بناء ومركبات، يتم إنتاجها في مصانع تابعة للجيش المصري وأذرع الأمن، أو تدخل القطاع بوساطة عناصر الأمن الذين يحصلون على عمولات عالية مقابل ذلك.
معبر رفح
وأجمع المختصان على، أن عمل الانفاق لا يلغي أهمية فتح معبر رفح وإدخال المواد والبضائع بشكل رسمي.
وأكدوا، على ضرورة أن يكون هناك تبادل تجاري رسمي وتفعيل معبر رفح على مدار الساعة، وبشكل قانوني، مطالبين بوجود علاقات اقتصادية ينتج عنها مصالح مشتركة وضمن اتفاقيات رسمية.
يذكر، أن السلطات المصرية فتحت معبر رفح البري خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ، وسمحت بإدخال بعض السلع والبضائع مثل السيارات والاسمنت وكان آخرها القمح.
