شمس نيوز/ خاص
يحيط انتخابات حماس الداخلية، الكثير من الاهتمام، خاصة في ظل توقعات بتغير مرتقب لقيادات الحركة على كافة المستويات والأصعدة الأمر الذي من المتوقع أن يجري تغيرات في سياساتها.
وأمس الإثنين، قالت مصادر مقربة من حركة حماس إن الحركة اختارت يحيى السنوار الذي تم الإفراج عنه عام 2011 في تبادل للأسرى مع "إسرائيل" بعد أن قضى أكثر من 20 عاما في السجن ليكون رئيسا جديدا لحماس في القطاع، فيما جرى انتخاب القيادي خليل الحية نائباً له.
وسيلعب السنوار دورا رئيسيا في عملية اتخاذ القرار داخل حماس وسيكون عضوا في القيادة التنفيذية التي تضع السياسات بما في ذلك تلك الخاصة بـ"إسرائيل" والعلاقة مع مصر وإيران، وملف المصالحة.
تغيير واضح
الكاتب والمحلل السياسي ، مصطفى الصواف، أكد لـ"شمس نيوز" أن نتائج الانتخابات اتسم عليها طابع التغيير الواضح في أعضاء المكتب السياسي، وغياب بعض الشخصيات، وحضور أخرى.
وأوضح الصواف، أن النتائج وفق رغبات المؤسسات التابعة للحركة، ولم يفرض أحد من الخارج، بأن يكون عضوا في المكتب السياسي، "وهذا ما تتبعه حماس أنها تحتكم للمؤسسات وليس للشخص"، وفق قوله.
وأشار إلى، إنه خلال الفترة الماضية كان هناك ارهاصات بأن السنوار سيترأس المكتب السياسي في غزة، "لذلك لم يكن الأمر مفاجئا كثيرًا"، على حد تعبيره.
وذكر أن السنوار رجل يدرك الأمور السياسية والأمنية، وليس كما تخوّف بعض المواطنين، خاصة وأن قرار الحركة مؤسسية مهما اختلف الشخص، مشيرا إلى أنه كان عضوا في المكتب السياسي وعلى دراية بكل القضايا المتعلقة بالحركة، وهو رجل قيادي في السلم والحرب.
ماذا بعد؟
ويخالفه في الرأي، الكاتب فهمي شراب، الذي اعتبر صعود التيار العسكري يعكس فشل السياسيين في حماس، في عدة ملفات ذكر منها الفشل في المفاوضات خلال حرب صيف 2014، وعدم تحقيق نتائج سياسية بعيد الحرب، يضاف إليها موقف الحركة "المتردد أو المهادن" تجاه حكومة الوفاق والتحالفات الإقليمية والتوجهات الدولية.
وتوقع شراب في حديثه لـ"شمس نيوز" أن تحصد الحركة عقب فوز السنوار، دعم ايراني أكبر (مالي وسياسي) لفوز أنصارها في فلسطين، واستمرار للخط التصالحي مع مصر.
لكن الخبير في شئون الحركات الإسلامية، حمزة أبو شنب، لا يرى خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن مصطلح "سيطرة العساكر على القيادة السياسية" لحماس صحيحا.
ويوضح "لا يوجد داخل حركة حماس مصطلح السياسيين والعسكريين بما تعنيه المصطلحات في الدول لأن حركة حماس هي حركة مقاومة".
ويستدرك " يحيى السنوار ذو خلفية أمنية وكان مدير الملف العسكري حلقة الاتصال بين الجهاز العسكري والسياسي لحركة حماس، لكن باقي أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس من جميع أطياف وتوجهات الحركة سواء الدعوية أو المؤسسات الاجتماعية أو الإدارية ".
لكنه يتفق مع شراب، متوقعا أن تشهد علاقة الحركة تطورا ملموسا مع كل من مصر وإيران، قائلا إن" السنوار من أكثر الشخصيات داخل حماس براغماتية، وسيسعى لتطوير العلاقات مع مصر وطهران".
وتوقع أيضا أن يكون السنوار أكثر انفتاحا على المصالحة الفلسطينية، مشيرا أنه كان من أشد المؤيدين لتوقيع اتفاق الشاطئ عام 2014.
من جهة ثانية، أظهرت وسائل الإعلام العبرية مخاوف برزت على السطح، إثر اختيار السنوار قائدا لحماس، ويوضح الخبير أبو شنب "لدى إسرائيل إشكالية مع السنوار، فهو يتسم بالصلابة (...) ربما تعكس مزيد من التشدد في صفقة تبادل الأسرى. الرجل يريد أن يطور قدرات المقاومة الأمر الذي يثير مخاوف إسرائيل".
وقد بدأت الانتخابات الداخلية في حماس منذ نهاية شهر يناير الماضي، ومن المتوقع أن تستمر لمدة شهر تقريباً، وفق ما ذكره نائب المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق.