شمس نيوز/ منى حجازي
مجريات كثيرة، حدثت على مدار ثلاث حروب، ومعادلات سياسية وعسكرية جديدة، كان الاختلال في ميزان القوة العسكري بين "إسرائيل" و"حماس" واضحاً فيها، تبعها زيادة في تطوير الإمكانيات العسكرية والأمنية لحركة "حماس"، ليحيى السنوار الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" دور أساسي في تطويرها.
مؤخراً، وصل السنوار عن طريق انتخابات هادئة رصينة، سعت إلى التجديد، ليقود الحركة، ويكون بذلك أول رجل أمني وعسكري يقود التنظيم، ويدير دفة الأمور.
الكاتب والمحلل السياسي، هاني حبيب، وصف أن ما حدث "انقلاب عسكري هادئ"، باعتبار أن العسكر بات مهيمناً على الحياة السياسية، من خلال تربع العسكري ـ الأمني السنوار على مقاليد الحكم في الحركة داخل قطاع غزة.
ويضيف: الجناح العسكري في حركة حماس كان هو الذي يقود الساسة في حماس، سواء لجهة العلاقات الخارجية للحركة، أو تفاعلات الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، والأهم، قرارات الحرب والسلم".
وتابع الكاتب حبيب، في مقاله: نعتقد أنه ومنذ زمن ليس بالقصير، كان هناك قلب للمفاهيم السياسية التي تقوم على أساس أن العمل العسكري، الأجنحة العسكرية، الجيوش، تخضع لقرارات الساسة وتنفذها، في حركة حماس، كان الأمر على خلاف ذلك، ليس فقط بعد وصول السنوار إلى سدة القيادة السياسية للحركة في القطاع، وخلال معظم مراحل المواجهة السياسية في الداخل الفلسطيني والعسكرية مع الاحتلال، ما هو مختلف الآن، تصحيح للصورة السرية غير المعلنة، إلى العلن، ليس إلاّ.
وافقه بذلك الكاتب فهمي شراب، معتبراً صعود التيار العسكري فشلاُ للسياسيين في حماس، في عدة ملفات ذكر منها الفشل في المفاوضات خلال حرب صيف 2014، وعدم تحقيق نتائج سياسية بعيد الحرب، يضاف إليها موقف الحركة "المتردد أو المهادن" تجاه حكومة الوفاق والتحالفات الإقليمية والتوجهات الدولية.
فيما استبعد المحلل العسكري، يوسف الشرقاوي، أن ما حصل يعدّ "انقلاباً عسكري داخلي"، بقدر ما يعتبر تقدير للكوادر التي كافحت وقدمت وناضلت لأجل الحركة، فالمعيار لدى حماس الكفاءة وليس الولاء، وفق وجهة نظر المحلل.
وأوضح المحلل لـ "شمس نيوز": أن حماس كحركة تحرر رأت أنه من الأحرى بعد التجارب الأخيرة، أن يقودها رجل عسكري يقود الحرب المتوقعة على غزة، ويدير دفة الأمور بحنكة تامة".
وأضاف: كما يهدف تنصيب السنوار إلى إحداث تناغم بين الأمين العام لكتائب القسام محمد الضيف غير القادر على الظهور وبين يحيى السنوار القادر على الظهور والتفاوض مع المصريين في الملفات الشائكة، وبالتالي وضع حلقة وصل مناسبة بين الأطراف السياسية والعسكرية داخل الحركة.
واتفق المحللان حبيب والشرقاوي، على أن يحيى السنوار لن يغير في نهج حماس، التي يتفق عليها الجميع في قياداتها، كما لن يكون أكثر تطرفاً ولا أكثر اعتدالاً، بل منفذاً لهذه السياسة الجمعية للحركة، خاصة في ظل انعدام الخيارات السياسية وفشل القيادة الرسمية الفلسطينية على كافة الأصعدة، السياسية منها على وجه الخصوص.
وتصدر القيادي في الحركة اسماعيل هنية، ويحيى السنوار، ومروان عيسى الذي يعتبر من المجلس العسكري نتائج انتخابات حماس في ساحة قطاع غزة.