شمس نيوز/ منى حجازي
يدور الحديث حول وثيقة سياسية جديدة لحركة "حماس"، تتضمّن مواقف الحركة من مجمل الجوانب المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى طبيعة العلاقة مع الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
الدكتور يوسف رزقة، القيادي في حركة "حماس"، أوضح في حديث سابق لـ "شمس نيوز" أن الوثيقة التي تعتزم حركته نشرها في الوقت القريب، ستنطوي على مرونة أكثر و" أقل تأثرا في الجوانب العاطفية" من الوثيقة السابقة، مشيرا أن التطورات على الساحة الفلسطينية والإقليمية تتطلب ذلك.
وأضاف: أن الوثيقة السابقة كتبت في حقبة بعيدة من الزمن، وهناك ظروف تبدلت وتغيرت، لذلك رأت "حماس" أنه من الضروري مراجعة مواقفها السياسية من بعض القضايا، التي ذكرت بالميثاق وغيره.
تحول فكري
الكاتب حسام الدجني، يرى أنه من الطبيعي أن يكون هناك تحول في الفكر السياسي لحركة حماس فيما يتصل بالملفات المهمة في المنطقة، والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الدجني لـ "شمس نيوز" إنه من الظلم محاسبة حماس على ميثاق بلغ عمره أكثر من 28 عاماً، وإنه يجب أن يكون هناك بناء على أفكار جديدة تنسجم مع طبيعة الواقع، وطبيعة البُنية التنظيمية للحركة؛ باعتبار أنها تتقدم الفصائل الفلسطينية اليوم، وتقود شعباً في قطاع غزة.
ورأى أن الضرورة السياسية تفرض إعادة قراءة لميثاق حماس بما يتوافق مع الوزن السياسي الكبير لها في المنطقة العربية اليوم، وبحكم تطور علاقاتها العربية والإقليمية، باعتبارها فاعلاً سياسياً مؤثراً.
وأضاف: أن الوثيقة الجديدة لا تعتبر انقلاباً على ميثاق الحركة بقدر ما هي استدراك له بما ينسجم مع المتطلبات الإقليمية الحاضرة، مؤكداً أن حماس باتت اليوم حركة فاعلة في المشهد الإقليمي والدولي، "وهذا يفرض أن تترجم هذا الدور إلى رؤية تتفق مع الواقعية السياسية".
وانتهى الدجني إلى القول بأن الوثيقة الجديدة تعتبر تحولاً مهماً يخدم حركة حماس، وترجمة للعديد من المطالب التي سبق أن أرسلها إلى قيادة الحركة كثير من المختصين في الملف الفلسطيني.
تجارب "مريرة"
يشار إلى، أن حركة حماس لا تعترف بوجود "إسرائيل"، وتطالب بإزالتها، وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية، ولا تقبل بشروط اللجنة الرباعية الدولية للسلام (الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة)، التي تطالبها بالاعتراف بـ"إسرائيل".
خالفه بالتحليل والرأي، الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، وقال إن التطوير في سياسة حماس نتاج تجارب الحركة "المريرة" خلال الـ 10 سنوات التي دخلت فيها الحكم والسياسة، مضيفا: "سنوات وحماس تحاول أن تسجيل لنفسها حضوراً في الإقليم وفي النظام الأممي، لتكتشف بعد الفترة تلك أن لا أحد يتقبلها، فقط علاقات ليست رسمية مع دولة قطر وتركيا".
وتابع عطالله لـ "شمس نيوز": إلى جانب الخصومة في الداخل الفلسطيني والإقليم، والمجتمع الدولي، اصطدمت بحقيقة أنه من الصعب الفرض على العالم أيدلوجياتها، كما أنها دفعت ثمن امتداها لجماعة الإخوان المسلمين بمصر فأصبحت تبحث عن التنصل من علاقاتها مع الجماعة وتحسين العلاقات".
وتساءل الكاتب، هل هذه المراجعة جدية وواقعية أم أن الأمر نتاج أزمة؟، مستبعداً أن يمس هذا التغيير المواقف الجوهرية والثوابت الراسخة لدى حماس، فلا يمكن للحركة أن تتغير بدفعة واحدة.
وفي رده، هل تلك التغييرات ستكون طوق نجاة للحركة، قال المحلل السياسي: المطلوب من حماس أكبر من ذلك كما كان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات حيث كان مطلوب منه أن يعترف بإسرائيل ويقضي على الإرهاب حتى يصبح مقبولا من قبل المجتمع الدولي، مستدركاً: لكن الوثيقة المرنة بالتأكيد ستحسن علاقات حماس على المستويين الفلسطيني والعربي".