غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "اسرائيل" ما بين حربي 1973 و 2014.. العاقبة في الخواتيم

ذكر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في تقرير له، أن رئيس جهاز الموساد الأسبق "أفرايم هاليفي" يحث إسرائيل بالتفكير بخيارات أخرى غير الحرب، والاستعداد للجولة القادمة مع حماس، متسائلاً: هل انتصرت إسرائيل في عملية الجرف الصامد؟ وهل هُزمت حماس؟ مرجحا أن يكون الطرفان انتصرا أو خسرا معاً، وقد نعرف الجواب فقط حينما تنتهي محادثات القاهرة، لأنه في خمسين يوم قتال بينهما عرف الطرفان ارتفاعات وانخفاضات، وأرادت إسرائيل في الأسبوعين الأولين وقف المواجهة العنيفة على أساس مبدأ "الهدوء مقابل الهدوء"، لكن توجهاتها لم تُستجب.

وأضاف: استقر رأي المجلس الوزاري الأمني المصغر مع ازدياد إطلاق الصواريخ، ومحاولة حماس استخدام أنفاق القتال على الارتفاع درجة، والعمل البري داخل قطاع غزة، وهو إجراء فضلت إسرائيل الامتناع عنه، وبعد أن انتهى القتال اضطرت حماس للتخلي عن أكثر المطالب التي اشترطتها لوقف إطلاق النار، ومنها إقامة ميناء ومطار، لكن ذلك ليس المعيار الوحيد الذي يُحدد بحسبه من انتصر.

وأوضح أن حرب "يوم الغفران" عام 1973 استمرت أقل من نصف مدة "الجرف الصامد"، وانتهى أسبوع القتال الأول حينما نجح جيشا مصر وسوريا بالتقدم لسيناء وهضبة الجولان، وأوقعا من الجيش الإسرائيلي مئات الخسائر من الأرواح، وأسقطا ثلث قوة سلاح الجو بواقع 80 طائرة، ودمرا 800 دبابة.

وفي نهاية الحرب وقف الجيش على الضفة الأخرى من قناة السويس على شريان النقل الرئيس عند مدخل القاهرة، ودمشق مستهدفة لمدافعنا، إن انتهاء الحرب بنصر واضح لإسرائيل لا يمنع مصر أن تحتفل كل سنة بنصرها في حرب أكتوبر، وكان نصر الجيش الإسرائيلي حادا ساحقا، لكن الحكومة التي قادت لهذا النصر اضطرت للاستقالة بضغط الرأي العام، الذي أعطى نتيجة المعركة النهائية تفسيرا آخر.

وفي هذه المرة في حرب غزة، مُنح كل طرف إمكان أن يعرض الرواية التي يريدها، ولا خلاف أن حماس ضُربت ضربة عسكرية شديدة جدا، فقد قتل ألف من مقاتليها، وفيهم قادة كبار.

لكن في نظر المواطن الغزي الذي يقعد عند أسفل بيته المدمر تشمل صور المعركة ما يوصف بأنه فرار سكان إسرائيل من بيوتهم على طول حدود القطاع، وتوقف جزء مهم من مطار بن غوريون مدة 36 ساعة، والتخلي مسبقا عن هدف القضاء على حماس باعتبارها جسما مقاتلا، رغم أن الحرب دارت في ظروف إقليمية ممتازة، وفي وقت كان فيه العالم غارقا في صراعات أخرى.

 

نزع السلاح

وخلص إلى القول: قدرة الطرفين أن يزعما بصدق النصر مهدت بعد حرب "يوم الغفران" طريق القيادتين الاسرائيلية والمصرية لتحريك مسيرة انتهت لاتفاق سلام، ولا تشبه نتيجة معركة الجرف الصامد نتيجة حرب يوم الغفران، لأن إخفاق حماس أكبر من مصر في 1973، أما قدرات إسرائيل في مواجهتها فأكبر من قدراتها بمواجهة مصر وسوريا في تلك الحرب.

وختم "هاليفي" بقوله: لو علمت إسرائيل أن المعركة ستدوم 50 يوما، وعلمت نتائجها السلبية والايجابية، فهل كانت تقود مجريات الأمور بصورة مختلفة حتى نشوب عملية الجرف الصامد؟ لا يوجد من يقدم جوابا متفقا عليه عن ذلك، لكن من المناسب أن نفكر بذلك في الوقت الذي نحرك فيه الأمور نحو جولة أخرى ستحين، في وقت ما في المستقبل مثل رد فعل شَرْطي.

وقال: يحسن بعد 3 جولات بلا حسم أن نفكر في البحث عن خيارات أخرى سوى حصر العناية فقط في الحاجة لضمان نتيجة أفضل في المرة القادمة، وهذا هو الفرق بين "العيش على السيف إلى الأبد"، وكأنه قضاء وقدر، وبين اختياره طوعا.

من جهتها، اعتبرت وزيرة القضاء الإسرائيلية "تسيبي ليفني" انتهاء حرب غزة دون أن يكون عبر سلسلة تسويات دولية مشتركة لنا وللمجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة والسلطة الفلسطينية واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خطأ فادحا.

وزعمت أن القوة العسكرية أضعفت حماس، لكن تحتم إضعافها أكثر، وأن نختتم الحرب بعمل سياسي يقود لاستبدال حكمها في غزة، وقد كنا بحاجة للقدَم السياسية، ليس لنعطي حماس شيئاً، إنما لنفرض ترتيبات جديدة في القطاع، هكذا كنا سنستفيد فتتغير مكانة إسرائيل، وتكون جزءاً من الائتلاف الدولي الذي يواجه التهديدات الإسلامية في المنطقة.

وتابعت: المطلوب أن تبادر إسرائيل لعملية سياسية جديدة من خلال إدراكها أن في ذلك مصلحة لها، وللحصول على دعم العالم لحربنا على حماس، وينبغي تحديد جملة مبادئ دولية تحدد نزع السلاح عن المنظمات في قطاع غزة كهدف استراتيجي في المدى القريب، وأن نراقب مسار تحويل الأموال للقطاع لتكون عبر السلطة الفلسطينية، وتخصَّص فقط لسكانه، ومراقبة البضائع والمنتجات التي قد تستخدم في العمل المسلح.

فيما وصف وزير الشؤون الإستراتيجية "يوفال شتاينتس"، الحرب على غزة لمدة 50 يوماً بأنها جزء من الاضطرابات الإقليمية الحالية، وأن إسرائيل ليست وحدها في مواجهة المنظمات المعادية، رافضا الاتكال على قوات دولية أو فلسطينية، لأن الولايات المتحدة استثمرت مليارات الدولارات في العراق لتشكيل جيش عراقي، وبعد مدة وجيزة سحبت قواتها، فاستولت على الأراضي "داعش" وغيرها.

المصدر: صحيفة القدس