قائمة الموقع

خبر "الدولة الواحدة".. فرقعات في نفق الظلام

2017-03-02T12:25:29+02:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

بعد إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة، تخليها عن نهج الولايات المتحدة الطويل في إنهاء صراع الفلسطيني-الإسرائيل المستمر منذ نحو القرن، تجد السلطة الفلسطينية نفسها في مأزق البحث عن خيارات أخرى.

وأمس الأربعاء، قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن السلطة الفلسطينية تقبل حل الدولة الواحدة شريطة أن يعيش فيها "الجميع على قدم المساواة".

وأوضح العالول، في حوار صحافي، " أن المسألة ليست لها علاقة بنوع الحل وشكله، بل متعلقة بالشروط، وبالنسبة لنا همنا الأساسي هو الحرية والاستقلال والسيادة".

وأضاف: "لا نتسرع باتخاذ الأحكام على شكل حل الدولة الواحدة مثلاً، إذا كان بشروط إسرائيلية، أي دولة واحدة ونظام تمييز عنصري، فهذا مرفوض، وموضوع الدولة الواحدة نحن أول من طرحه، وقلنا دولة ديمقراطية يعيش فيها كل المكونات الموجودة على هذه الأرض".

الحد الأدنى

في هذا الإطار، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن برنامج منظمة التحرير مرتكز لأي حلٍ في المنطقة ما بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

وأضاف أبو يوسف، في حديث خاص لـ "شمس نيوز"، أن أي حل لا بد أن يستند إلى قرارات منظمة التحرير وبرنامجها، وأن أي حل أو سلام أو أمن في المنطقة لا بد أن يستند إلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بحسب قرار 194، وإلى حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ولفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إلى أن هذا الحل بحده الأدنى الذي يقبل به الشعب الفلسطيني

ترويج لمواقف

من جانب آخر، اعتبر محللون سياسيون أن أي إعلان للسلطة قبول حل الدولة الواحدة هو "ترويج لمواقف سياسية لكن في باطنه ضعف".

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، أن قرار السلطة يندرج تحت إطار الترويج لموقف فلسطيني يبدو أمام العالم أكثر ليونة وجهوزية للتعاطي مع كل الخيارات.

وقال عطا الله، خلال حديثه لـ "شمس نيوز": "إن كل الخيارات مريحة للفلسطيني، سواء خيار حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، وتعددها في صالح الفلسطيني"، وفق وجهة نظره.

وأضاف: أن القرار الفلسطيني يقول أي خيار ستؤيده "اسرائيل" نحن جاهزون لتطبيقه، ولا نقف عقبة أمامه.

لكن هل تقبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ أجاب عطا الله بالقول "الإدارة الأمريكية لن تقبل بالدولة الواحدة؛ لأنها تعني نهاية دولة "اسرائيل"، ولأنها ستصبح دولة بأغلبية عربية فلسطينية، وبالتالي تنتهي دولة "اسرائيل" كدولة يهودية".

ونوه أن: "إعلان السلطة نوع من التهديد، في أنها تذهب باتجاه خيار مكلفًا أكثر لـ "إسرائيل" إذا استمرت على تنكرها لحل الدولتين".

ويتفق المحلل السياسي المختص في الشأن الفلسطيني، أحمد رفيق عوض، مع سابقه، في أن "اسرائيل " لن تقبل بالدولة الواحدة للسبب ذاته.

لكن عوض اعتبر إعلان السلطة، جزء من العلاقات العامة وتعبيرا عن حالة اليأس والاحباط، أو محاولة للبحث عن مخرج قانوني وأخلاقي.

وأشار إلى، أن حل الدولة الواحدة ليس حلاً يمكن لـ "إسرائيل" أن تذهب إليه، لافتا إلى أن هذا الشعار قد يرضي" غرور الليبراليين والديمقراطيين لكن على أرض الواقع "اسرائيل ترفضه تماماً ".

وأضاف: المشروع (الصهيوني) لم يأت لأجل الفلسطينيين، بل ليحقق أحلام اليهود في إقامة دولة يهودية.

السلطة تجهل

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ناجي شراب، أشار إلى تراجع في الفكر السياسي الفلسطيني، من تأييد الدول الديمقراطية العلمانية الواحدة إلى الدولة ثنائية القومية وأخيرا الدولة الواحدة.

ونوه إلى أن، ما تعنيه "اسرائيل" بالدولة الواحدة لا يقصد به ما يريده الفلسطينيون، بدولة تمتد من النهر إلى البحر في ظل دولة مواطن واحد وصوت واحد.

وتابع شراب "إن تراجع الموقف الفلسطيني يدل على التراجع في عناصر القوة، لأسباب كثيرة منها حالة الانقسام والتغلغل الاقليمي والدولي في الحالة الفلسطينية".

وأضاف: أن أمام الفلسطينيين خيارات عديدة، لكنه يستدرك بالقول إن القرار الفلسطيني ضعيف، كما أن السلطة "تجهل" ما يعنيه خيار الدولة الواحدة، وفق قوله.

وقال شراب: إن السلطة تحتاج إلى مراجعة خياراتها والاستراتيجيات، وتحديد الاهداف بعيدة المدى وقريبة المدى القابلة للتنفيذ، وأنه لا بد من مراجعة شاملة للخيارات الفلسطينية والاهداف الفلسطينية، والرؤية الاستراتيجية الفلسطينية وآلياتها.

 

 

 

اخبار ذات صلة