شمس نيوز/تمام محسن
تصوير/ حسن الجدي
مزيج من مشاعر الرهبة والحزن.. هذا ما ستشعر به حيال رؤيتك أعمال الفنان محمد أبو حشيش، إلا أن تقترب من إحدى المنحوتات وتعاينها من قرب وتتأكد أنها ليست سوى محض مواد شمعية وجبس!
محمد أبو حشيش، فنان تشكيلي، من قطاع غزة، يصنع منحوتا فنية لأطراف آدمية من شمع العسل ومواد أخرى، يحاكي فيها واقع الأطراف التي نثرتها آلة الحرب الإسرائيلية.
وتعد قضية الأطراف المبتورة، قضية مهمة بالنسبة للفلسطينيين، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى وجود نحو 100 من مبتوري الأطراف قد انضموا إلى آخرين خلّفتهم الهجمات السابقة على غزة، ما زالوا بحاجة إلى تأهيل علاجيّ ، بالإضافة إلى عدد من الشهداء الذين دفنوا أشلاء متناثرة.
ففي حرب صيف2014، استشهد الشاب هاني أبو حشيش- الأخ الشقيق لمحمد- وتناثرت أشلائه، ما اضطر ذويه لدفن نصف جسده وتاليا دفن النصف الآخر. الحادثة تركت أثرا عميقا في ذاكرة الفنان محمد فنفذ مشروعه الفني "كرامات".
ويقول أبو حشيش" الفكرة تتعلق بكرامة الإنسان وحقه بالدفن.. الأطراف التي فقدت من جسد هاني كان يجب أن تكرّم بالدفن".
ويشرح مشروعه الفني الذي استغرق نحو عامين على إنجازه، بوصفه عمل تركيبي نحتي، يضم عددًا من الأعمال النحتية لأطراف البشر الآدمية، والتي صنعت بمواد مختلفة، كمادة شمع النحل والألمنيوم والجبس، ومن ثم تثبيتها على قواعد خشبية.
وتختلف تكوينات وألوان الأعمال التركيبية، فمنها فضي لامع ومنها "البيج" ومنها الأبيض.
ويشمل مشروع "كرامات"، ثلاثة مجموعات فنية تسلط الضوء على عديدة من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وانتهاك إنسانيته.
فكانت المجموعة الأولى بعنوان "أطراف الخلية" وتتألف من ست قطع منحوتة من مادة شمع النحل وهي عبارة عن أذرع وأرجل لشهداء غيبوا تحت التراب بدون هذه الأطراف.
"يدان كبيرتان مصنوعتان من الألمنيوم، الأولى تمتد من الأعلى والأخرى تخرج من صندوق أسفلها" وهي مجموعة "نخوة فطرية" التي تحاكي اندفاع الناس للنجدة وانتشال الضحايا في أعقاب القصف.
ومجموعة ثالثة، تحمل عنوان "عاشق ومعشوق" وعي عبارة عن ساق فضية ملتصقة بشيء ما يثبتها بالأرض.
والأخيرة "إخلاء" وهي مجموعة أقدام منحوتة من مادة الجبس تخطو على درج، وهذه تشير إلى لحظة إخلاء البيوت قبيل قصفها، وبصورة خاصة تعيد إلى الأذهان لمأساة إخلاء برج "الظافر4" الذي قصف في الحرب الأخيرة فاضطرت أكثر من 50 أسرة للمبيت في العراء.
وحول اختيار مادة الشمع على رغم من ارتفاع سعرها، يوضح أبو حشيش " كمادة جديدة لونها قريب من لون بشرة الانسان، سهلة التشكيل بالإضافة إلى الشكل السداسي الذي يضفي نوع من الحداثة على العمل".