شمس نيوز/ توفيق المصري
رغم مرور ثلاثة أعوام على عدوان صيف 2014، إلا أنها لم تضع أوزارها بعد، ولا تزال نيرانها مشتعلة داخل دولة الاحتلال، خاصة بعد اتخاذ الأوساط السياسة والعسكرية قراراً، بفتح ملف لرصد حيثيات الاخفاقات التي مُنى بها الاحتلال خلال حربه.
وخلال الأسبوع المنصرم، كشف تقرير مراقب الدولة، يوسف شابيرا، عن جملة اخفاقات للجيش، كان أخطرها بالنسبة لـ "إسرائيل" عدم التخطيط بين العمل الاستخباري والعسكري على الأرض، وعدم مواجهتهم للأنفاق، وهو ما أدخل جنوده في متاهات، وكلف الاحتلال أكثر من 70 جندياً قتيلاً، وغيرهم من الأسرى لدى المقاومة.
وتعقيبًا على ما ورد في تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي، قال "غادي ايزنكوت"، رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، إن جيشه استخلص العبر من حرب 2014 التي شنها على قطاع غزة.
حرب داخلية
بينما يرى محللون سياسيون، أن الاحتلال يمر بمرحلة حرب داخلية، خاصة بعد تنامي قدرات المقاومة في قطاع غزة وجنوب لبنان، ويؤكد ذلك المحلل والخبير العسكري يوسف الشرقاوي خلال حديثه لـ "شمس نيوز".
ويوضح الشرقاوي، أن تقرير مراقب الدولة اتهم كل الأوساط السياسية والعسكرية بالتقصير وكشف عن ثغرات جيش الاحتلال وأهمها، عدم التنسيق بين الاستخبارات وبين أذرع الجيش على الأرض.
ولفت الشرقاوي إلى أن، حديثاً في "اسرائيل" يدور عن تهديد السلاح النووي والصواريخ والأنفاق والسايبر، والتي ما هو موجود منها في قطاع غزة وجنوب لبنان، والتي تشكل تهديدات استراتيجية "لإسرائيل".
ويتوقع الخبير العسكري، استعداد الاحتلال لشن حرباً جديدة أقوى، للمقاومة في غزة أو في جنوب لبنان؛ لتلافي إخفاقات حربي 2014 و2006.
قطف العشب
وافقه المختص بالأمن القومي ابراهيم حبيب، مشددًا على أن ما خرج به تقرير مراقب الدولة بيّن أن الحرب على غزة واردة.
وأضاف المختص خلال حديثه لـ "شمس نيوز"، ما تبنيه المقاومة من قوة وتراكم من قدرات في فترات الهدوء، يقابله بلا شك تحريض "اسرائيلي" لافتعال حرب يتم استنزاف قدرات المقاومة، تبنياً لاستراتيجية عسكرية تسمى "قطف العشب".
وأشار إلى، أن الجيش الاسرائيلي والقيادة باتت مهيأتين لشن حرب جديدة، وأن الاقليم العربي ووجود ترامب على رأس الادارة الامريكية، يشي أن هناك ضوءً أخضر أميركي وعربي لشن حرب جديدة.
وحول ما إذا كان نتنياهو يسعى لرفع شعبيته من خلال شنه لحرب جديدة، قال حبيب: "درجت العادة أن تكون الدماء الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، وقود الحملات الانتخابية الإسرائيلية على مدى عشرات السنين لتحسين صورته عبر جر المجتمع الاسرائيلي من خلال الهروب نحو الامام لعدوان جديد على قطاع غزة".
ليست نزهة
أما المختص في الشأن الإسرائيلي وليد المدلل، استبعد ما ذهب إليه المحللان السابقان، مضيفًا: أن ما جاء في التقرير عكس مخاوف الاحتلال، حيث تمكنت جبهة غزة من صناعة قوة ردع وتوازن الرعب، حيث أوضح التقرير أن المقاومة تمكنت في دب الرعب في قادة الاحتلال، ودفعتهم للتفكير قبل إرسال جنودهم إلى غزة والذهاب لحرب جديدة.
وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن عرض التقرير وتناوله وطرحه، يؤكد على أن الاحتلال لا يمكن أن يعالج قطاع غزة وقضاياه في حرب جديدة، وأن الطرق الجديدة بحاجة إلى وقت، بعد أن يتعافى المستوى السياسي".