قائمة الموقع

خبر هل انقضى "شهر العسل" بين السلطة والقاهرة؟

2017-03-06T15:13:04+02:00

شمس نيوز/ تمام محسن

لم يعد سرا أن العلاقة بين القيادة المصرية والسلطة الفلسطينية أصابها شرخا عميقا، على خلفية مجموعة من الأحداث المتراكمة، كان آخرها منع السلطات المصرية جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة" فتح" من دخول أراضيها، رغم تلقّيه دعوة رسمية من الجامعة العربية لحضور المؤتمر الوزاري حول "الإرهاب والتنمية المجتمعية" في مدينة شرم الشيخ السياحية.

بالإضافة إلى السماح بحراك ملحوظ لمحمد دحلان القيادي المفصول من "فتح" والغريم الطموح لرئيس السلطة محمود عباس على الأراضي المصرية، واستضافة سلسلة من المؤتمرات لدحلان.

وعلى صعيد آخر، فتحت القيادة المصرية قناة للاتصال مع حركة "حماس" في غزة، بعد قطيعة بين الجانبين منذ سيطرة العسكر في يوليو 2013 على مقاليد الحكم في القاهرة والإطاحة بمحمد مرسي.

فهل انقضى "شهر العسل" بين رام الله والقاهرة؟ وإلى أين تسير العلاقة بين الطرفين؟ وما هي تداعيات هذا الخلاف على القضية الفلسطينية؟

توجه جديد

إبراهيم أبراش الكاتب والمحلل السياسي، يعزو الخلاف بتوجه جديد لدى القيادة المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية، في إطار عنوانين، الأول محاولة ابراز محمد دحلان كأنه الزعيم الفلسطيني القادم، والآخر يتمثل بإعادة النظر في العلاقة مع "حماس" وهذا ما بدى واضحا في تغير الخطاب وظهور نغمة تصالحية لم تكن معهودة لدى حماس والقاهرة، وفق قوله.

وقال أبراش: "هذا التوجه الجديد ارتبط بعودة العلاقات مع قطاع غزة بصفته يمثل حلقة مركزية للعمق الأمني لمصر، فلاحظنا في الآونة الأخيرة تعامل مباشر مع غزة دون الرجوع إلى السلطة في رام الله".

وأشار أبراش إلى، أنه "في بداية حكم السيسي كان تجمع مصر والقيادة برام الله علاقة جيدة، على خلفية إحساس بالانتماء المشترك لمشروع مواجهة مجموعات الإسلام السياسي وخصوصا الاخوان المسلمين في مصر وقطاع غزة، بالتالي كان هناك عمل مشترك بين الطرفين".

لعبة الأقاليم

واستدرك بالقول: "لكن يبدو أن مصر أرادت توظيف السلطة الفلسطينية في إطار حربها على جماعة الاخوان وفي إطار مشروع محور عربي تقوده مصر لمواجهة محاور أخرى في الساحة العربية كمحور قطر".

لكن الكاتب أكرم عطا الله، يرى أن الخلاف لا يعدو كونه محاولة من مصر لـ" دفع حركة فتح لاستعادة دورها على الساحة السياسية الفلسطينية"، موضحا أن "مصر تحاول إرسال أكثر من رسالة إلى القيادة في رام الله مفادها أنها تنتظر عودة حركة فتح، وأنها لا ترى أن حركة فتح يمكن أن تكون إلى محور قطر أقرب منها إلى مصر".

وأضاف عطا الله: " مصر تريد أن تقول لقيادة فتح في رام الله أنها ستحاول إيجاد بدائل عبر دحلان أو حماس في الساحة الفلسطينية إذا ما استمرت فتح في توجيه بوصلتها بعيدا عن القاهرة".

وتابع بالقول: "لكن رام الله أدارت ظهرها وبالمقابل عززت علاقتها مع كل من تركيا وقطر وهذا ما أثار غضب القاهرة وعّبرت عنه مؤخرا بطرد الرجوب من أراضيها ".

إلى أين ؟

واستبعد الكاتبان، أن تقطع مصر الوصل مع عباس ومنظمة التحرير أو تشارك في خلق كيانية سياسية جديدة منافسة أو بديلة لمنظمة التحرير ولسلطة عباس، ويقول عطا الله" هناك علاقة توأمة تاريخية بين مصر وفتح على اعتبار أن فتح هي التنظيم الأقرب لها منذ انطلاقتها ... ما يحدث يمكن تشبيهه بشق عصا طاعة الابن على أبيه".

في حين رأى المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن التوتر بين الطرفين نتيجة لمحاولة القاهرة فرض الوصاية على القرار الفلسطيني والتدخل في الشأن الداخلي من خلال ممارسة الضغوط على محمود عباس لقبول محمد دحلان خليفة له.

وأضاف: أن حدة التوتر زادت عقب محاولة الرباعية العربية بقيادة القاهرة ممارسة ضغوط على محمود عباس لدفعه إلى التصالح مع محمد دحلان، الأمر الذي رفضه عباس معتبرا إياه تدخلا في الشأن الفلسطيني الداخلي.

ويتوقع الصواف ألا يصمد رئيس السلطة أمام ضغوطات الرباعية العبرية، قائلا" عباس في حالة من الضعف الشديد ...اعتقد أنه ربما يرضخ لهذه الضغوط".

اخبار ذات صلة