بقلم / د.هاني العقاد
تتصاعد حالة التوتر العام بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في ظل عدم وجود اي خطط حقيقية لحل الصراع وتنكر اسرائيلي واضح لحل الدولتين وتغاضي امريكي لم يسبق له مثيل عن حرب الاستيطان المجنونة في الضفة الغربية والقدس وحتى اراضي العمق الفلسطينيين عام 1948 , وما نشهده منذ فترة اكثر من نصف عام تهديدات اسرائيلية مختلفة وبترددات متصاعدة تصدر عن المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل تشير بكل تأكيد الى رغبة اسرائيل في جولة اخيرة من القتال تفرض على اساسها معادلة جديدة غير المعادلة الحالية في قطاع وهذا ما يفسر كثافة الحديث الاعلامي اليومي للصحافة الاسرائيلية عن الحرب قد تكون في الربيع الحالي, ولعل الغارات الاسرائيلية المكثفة بزعم صواريخ تسقط على اسرائيل من قبل المقاومة في غزة تشير ايضا الى ان اسرائيل تحاول إبقاء رماد النار ساخننا وما الجديد في الغارات الاخيرة هو استهداف المدفعية الاسرائيلية لكثير من نقاط المراقبة الخاصة بالمقاومة الفلسطينية على طول الحدود مع غزة و التهديد علنا برد اكثر قسوة عند كل صاروخ ينطلق من غزة .
لعل من المهم في الحديث عن ارتفاع تصاعد حدة الحديث الاسرائيلي عن الحرب وارتفاع درجة حرارة الربيع في غزة ان نستعرض بعض التصريحات التي تعتبر مؤشرا هاما لمدي انحياز اسرائيل للغة الحرب معللين ذلك بانتخاب القيادي السنوار رئيسا للحركة في زاعمين ان مبررات ذالك اصبحت جاهزة في غزة, رئيس ما يسمي لجنة الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلي (افي ديختر) قال حينها انه يتوجب على اسرائيل تعزيز قدراتها العسكرية لتدمير البنية التحتية لحماس , وتبعه بيوم واحد تصريح (يوفال شتاينتس) القائم بأعمال رئيس وزراء حكومة اليمين بنيامين نتنياهو صرح خلال مرافقته نتنياهو الى واشنطن الشهر الماضي ان انتخاب (السنوار) رئيسا للحركة يعني ان المواجهة القادمة مع حماس مسالة وقت , وحاول ليبرمان ان يفرقع تصريحا في الهواء لتغطية نية الجيش بالاستعداد الكبير للحرب بتصريحه ان اسرائيل على استعداد للسماح ببناء ميناء ومطار ومنطقة صناعية لغزة شريطة ان تتخلى المقاومة عن السلاح وحفر الانفاق ,هذا تصريح يقصد به اظهار اسرائيل كضحية وان سلاح المقاومة في غزة يهدد استقرارها ليل نهار و يعطي اسرائيل الحق في نفس الوقت للتخلص من تلك التهديدات في غزة .
معاريف تحدثت الشهر الماضي عن ان حالة الاحباط في اسرائيل قد تدفع قادتها السياسيين الى العمل على اغتيال رئيس حركة حماس في غزة وقالت ان سياسة الاغتيالات ليست سياسة فخر وها يشير الى ان اسرائيل بالفعل قد تلجأ لاغتيال مهم في غزة وبالتالي تتفجر الحرب وتطال كل شيء وتسقط الالاف القذاف الاسرائيلية فوق رؤوس المدنيين الفلسطينيين وستستكمل اسرائيل هدم غزة , لابد وان نهتم كثيرا بما يقوله الجميع في اسرائيل بان مبررات الحرب القادمة جاهزة ,تقرير مراقب الدولة الاخير يشير الى امكانية ان تكون هناك جولة قتال اخيرة في غزة ونتنياهو نفسة اصبح اكثر من اي وقت مضي يدرك ان مخرجة الوحيد من ازمته في الحكم والتخلص من ملفات الفساد هي الحرب على غزة , ما كتبة جدعون ليفي في لصحيفة هآرتس تحت عنوان” اسرائيل تحب الحروب ” يدلل كثيرا وبلا شك ان اسرائيل مقدمة على حرب وهي على مسافة اقرب منه عن اي تفاهمات او خطط سلام , ليفي كتب اسرائيل تحب الحرب وهي بحاجة اليها وهي لا تفعل اي شيء واحيانا تسعي اليها ولا تسعي لمنعها واكد ليفي ان اسرائيل ترفض جميع البدائل وهي تريد الحرب واصاب ليفي عندما قال ان اسرائيل كان يمكنها منع كل الحروب , ولابد ان نؤكد هنا ان اسرائيل دولة حرب وجدت في داخل الاقليم من اجل ابقاء المنطقة العربية مضطربة قرون من الزمان حتى تتفكك كل الانظمة وتتجزأ الدول وتتغير الجغرافيا ويتجسد المشروع اليهودي الاستعماري بين البحر والنهر .
اذن اسرائيل تفعل كل ما تفعله لتهيئ لحرب جديدة على غزة الى جانت الحرب المشتعلة بالاستيطان بالضفة الغربية والقدس وما تجريه من مناورات عسكرية ومناورات على مستوي الجبهة الداخلية ما هي في اطار الاستعدادات لحرب محتملة ولا ارجح ان تكون الحرب بالتزامن على الجبهتين الشمالية والجنوبية مع ان اسرائيل اخلت مخازن الامونيا في حيفا وهذا فقط لتفادي اي تهديد بتفجير هذه المخازن من قبل حزب الله اذا ما تفجرت جبهة الشمال , لكن يبدو ان اسرائيل تعتبر جبهة غزة اكثر تهديدا لها لأنها اقرب الى التجمعات الاستيطانية وتعتبر كيان معاد وبالتالي تريد ان تحل مشكلة غزة الى الابد وتجرد المقاومة هناك من السلاح لتنهي حالة القلق المستمرة من تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية, كل هذا يجعل الربيع القادم اكثر سخونة من صيف العام 2014وحتى لو كانت اسرائيل تصعد في لهجتها من باب الابتزاز فلا من اخذ كل تلك التهديدات وفهم تلك اللغة على ان اسرائيل جادة في معركة جديدة لأنها تخدمها كثيرا على المستوي الداخلي والدولي والإقليمي .