شمس نيوز/هيئة التحرير
يعتبر ملف الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أكثر الملفات ألما للفلسطينيين، فيما تستمر قوات الاحتلال باعتقال 56 أسيرة بينهن أطفال في ظروف إنسانية قاسية.
وأفاد، نادي الأسير الفلسطيني، بأن (56) أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال، بينهنّ (12) قاصر (أدنى من عمر 18 عاماً)، وأقدمهنّ الأسيرة لينا الجربوني المعتقلة منذ العام 2002، علاوة على أسيرتين قيد الاعتقال الإداري.
وأوضح نادي الأسير، في بيان أصدره اليوم الأربعاء، بمناسبة يوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من آذار/ مارس، أوضح أن الأسيرات يقبعن في سجني "هشارون" و"الدامون"، في ظروف اعتقاليه صعبة، منها نقص وسائل التدفئة والتبريد، والتّضييق على إدخال الملابس والأغطية الشتوية والأحذية النسائية.
وأيضا، تعاني الأسيرات من وجود غرفهن بالقرب من غرف الأسيرات الجنائيات الإسرائيليات، ما يضطرهن لسماع الصراخ المستمرّ والشتائم البذيئة.
ووفقا للبيان، فإن الاحتلال يحرم الأسيرات من زيارة أقاربهن من الدرجة الأولى من الأسرى، علاوة على معاناتهنّ من ظروف النّقل عبر "البوسطة" إلى المحاكم والمستشفيات، علمًا أن عددًا منهن جريحات أو يعانين من أمراض مختلفة ويحتجن للنقل المتكرّر إلى المستشفيات.
بالأرقام**
تاريخيا، كانت المرأة الفلسطينية دائما في دائرة الاستهداف الاسرائيلي منذ حرب حزيران 1967، حيث اعتقلت سلطات الاحتلال منذ ذلك التاريخ ما يقارب 15 ألف امرأة فلسطينية بينهن أطفال.
وكانت أكبر حملة اعتقالات طالت النساء الفلسطينيات، إبان الانتفاضة الأولى عام 1987 حيث وصل عدد حالات الاعتقال الى 3000 أسيرة فلسطينية.
ومنذ العام 2000 حتى نهاية عام 2009 بلغ عدد حالات الاعتقال في صفوف النساء الفلسطينيات 900 امرأة.
ومنذ منتصف 2009 تراجع عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال اذ يبلغ عددهن حاليا 12 أسيرة فلسطينية بعد أن تم الإفراج عن 21 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو سلمته حركة "حماس" لإسرائيل عن الجندي الإسرائيلي الأسير السابق جلعاد شاليط يوم 1/10/2009، والافراج عن 27 أسيرة خلال صفقة التبادل بين اسرائيل وحماس في18/10/2011.
أوضاع إنسانية صعبة**
وبالعودة إلى وضع المرأة داخل سحون الاحتلال، تتعرض الفلسطينيات اللواتي تعتقلهن قوات الاحتلال للضرب أو الإهانة والسب والشتم خلال النقل إلى مركز الاحتجاز، ولا يعلمن بالجهة التي سينقلن إليها كما لا ترافق مجندة إسرائيلية وحدة الجنود التي تنفذ الاعتقال، هذا وقد يعتدي عليهن بالضرب لدى وصولهن مركز التحقيق.
وفي مراكز التحقيق لا تفرق المخابرات الاسرائيلية بين الأسرى الرجال والأسيرات النساء اذ كثيرا ما صاحبت عملية اعتقال النساء ضرب وإهانة، وترهيب وترويع، ومعاملة قاسية حيث تعرضن لأصناف مختلفة من التعذيب والضرب المبرح دون مراعاة لجنسهن واحتياجاتهن الخاصة، جاهدين باستمرار إلى ابتداع السبل لإذلالهن وقمعهن والمساس بشرفهن وكرامتهن من خلال مرور السجانين في اقسامهن ليلاً وأثناء نومهن.
وكثيرا، ما يتم اقتحام غرفهن مباشرة ليلاً وفجأة من قبل السجانين دون أن يتمكنَ من وضع المناديل كغطاء على رؤوسهن، فضلا عن وجود الفئران التي باتت تقيم في الزنازين مع الأسيرات تقاسمهن الطعام الذي هو سيء أصلا، وغير صحي ولا يفي بالحد الأدنى لاحتياجات الجسم وكثيرا ما وجدون فيه الذباب والحشرات والأوساخ، بالإضافة للبرد القارس في الشتاء والرطوبة، ونقص الأغطية، والازدحام وقلة التهوية.
وتشكل منهجية إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في اعتماد أسلوب الإهمال الطبي المتعمد عاملا إضافيا وعبئا ثقيلا على الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية حيث تشارك عيادة السجن الإدارة في تعذيب الأسيرات وتهمل أوضاع المريضات.
إلى ذلك، فإن سلطات الاحتلال تمارس سياسة العقاب الجماعي بحق الأسيرات ومنع الاهالي من زيارتهن حيث ذكرت بعض الأسيرات في إفاداتهن أن أفراد عائلاتهن لا يستطيعون زيارتهن، أو حتى التكلم إليهن عبر الهاتف.
ومن ناحية ثانية، فإن سلطات الاحتلال الاسرائيلي لا تزال تحتجز جثامين عدد من الشهيدات الفلسطينيات في ما يسمى مقابر الأرقام السرية العسكرية، وترفض تسليم رفات الشهيدات الى ذويهن وهن: دلال سعيد محمد المغربي، دارين أبو عيشة، زينب عيسى أبو سالم، هنادي تيسير عبد المالك، وفاء علي خليل ادريس، آيات محمد لطفي الأخرس، هبة عازم دراغمة.