شمس نيوز/ توفيق المصري
تصوير/حسن الجدي
العشرينية دعاء، لم يحبطها الشلل الذي رافقها منذ طفولتها، ولم تحبط لعدم حصولها على وظيفة بعد أن درست السكرتارية وأتمتة المكاتب.
وتقول: "لم أرغب أن أصبح رقمًا في قاموس المقعدين، أو في قاموس الخريجين العاطلين عن العمل بعد أن تخرجت من الجامعة".
دعاء، واحدة من بين 43 ألفًا و642 فلسطيني يعانون من الإعاقة في قطاع غزة، بنسبة تبلغ 2.4% من عدد السكان، وفقا لتقرير مشترك لجمعيتي الإغاثة الطبية والجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين في أيارمايو 2015.
ويواجه ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاع المحاصر أوضاعًا إنسانية واقتصادية صعبة، إضافة إلى التهميش وعدم الاندماج في المجتمع.
وتضيف: في العام 2014 وفور انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع، اتجهت لتعلم صيانة الهواتف الذكية ببرنامج إرادة للتأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الاعاقة بالجامعة الاسلامية في غزة.
بعزيمة وإصرار على قهر الاعاقة، أرادت دعاء أن تمتهن صيانة الهواتف، وأن تزاحم الرجال في مهنتهم.
أما عبير (21عامًا) الأخت الأصغر لـدعاء، فتنتظر نزولها عن كرسيها المتحرك، فهي تشاركها نفس الإعاقة والكرسي.
وتعاني دعاء عدة معيقات وسط تجاهل المؤسسات المعنية باحتياجات ذوي الإعاقة، منها الكرسي المتحرك الذي تتشارك فيه هي وأختها عبير، في ظل عدم مقدرة العائلة على شراء كرسي آخر.
ولتجاوز أزمة الكرسي المتحرك المستمرة، تعمل الأختان على تحديد أوقاتًا معينة لكل منها.
فأختها عبير، تُقله صباحاً حتى الثالثة عصرًا، ذلك أنها تدرس في أحد جامعات غزة، أما عبير فتقوم فترة غياب الكرسي بالجلوس أرضًا وتصليح الهواتف لحين عودتها، وفور عودتها تقوم بالتنقل فيه لتوزيع الهواتف التي قامت بإصلاحها.
حلم دعاء، في أن يكون لها محل خاص بها لتصليح الهواتف الذكية، تبدد، بعد أن طرقت كل الأبواب لمساعدتها ولم يستجب لها أحد، ومع ذلك تُصرُ على العمل داخل منزلها، لتوفير مصروفها.