شمس نيوز/تونس
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل السبت لتثبيت انتصار قطاع غزة على الكيان الإسرائيلي بخمس خطوات تشمل ملفات إعادة الإعمار، والمصالحة الوطنية، وآلية إدارة الصراع، وملاحقة الاحتلال، وأولوية القضية الفلسطينية.
وطالب مشعل- خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر حزب المؤتمر التونسي- بالمسارعة في إعادة بناء القطاع دون إبطاء أو معاذير أو علل مصطنعة، مؤكدًا عدم جواز تعطيل الإعمار والإغاثة بأي ذريعة من الذرائع.
وأضاف "لا نريد أن يسجل الإعمار وهذه الإغاثة لصالح حزب أو حركة إنما لأهل غزة. اذهبوا لغزة وقدموا الدعم للناس
وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس أهمية المضي سريعاً دون إبطاء في استكمال ملفات المصالحة الفلسطينية وفق ما اتفق عليه في السنوات الماضية بما يشمل ملفات الانتخابات، وإنجاح حكومة الوفاق، وإعادة بناء منظمة التحرير، وتكريس نهج الشراكة مع الاحتكام لصناديق الاقتراح، ومعالجة ملف الحريات العامة، والمصالحة المجتمعية، وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك.
وشدد على أن حركة حماس لا تقبل العودة لصفحة الانقسام من جديد، وأن أي خلافات يجب أن تُحل بالحوار المباشر وليس عبر التراشق عبر وسائل الإعلام.
وقال مشعل إن التفاوض مع الكيان الإسرائيلي دون قوة "تسول على أعتاب الأعداء وتوسل لا يليق بشعبنا وأمتنا"، داعيًا لأخذ العبرة من "سجل المفاوضات العقيمة" التي بدأتها السلطة قبل أكثر من 20 عامًا، لكنه لفت في نفس الوقت لعدم ممانعة حركته لأي تحرك سياسي أو دبلوماسي شرط الاستناد إلى المقاومة.
وأكد ضرورة الاتفاق على آلية وطنية لإدارة الصراع مع الكيان الإسرائيلي، وعدم العودة لإنتاج "المشاريع الفاشلة" للمفاوضات والاستئثار بالمسيرة الوطنية.
وأضاف "لقد اشتغل عشرات الآلاف في تصنيع السلاح وحفر الأنفاق والتغلب على الحصار في ظروف قاسية أرادتنا أن ننفض عن خيار المقاومة، لكن غزة قدمت أنموذجًا في الإرادة والا مستحيل للشعوب".
ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس الرئاسة الفلسطينية إلى المسارعة لتوقيع ميثاق روما لملاحقة قادة الكيان الإسرائيلي قضائيًا أمام المحاكم الدولية على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن جميع الفصائل الفلسطينية تنادي بذلك.
وأوضح مشعل أن الملاحقة مسئولية فلسطينية وعربية ودولية لزيادة عزلة "إسرائيل"، "ولنقول أن الكيان بات عبئًا على الدول الغربية والمسيحية واليهودية ومتمرد على القيم والأخلاق".
وتابع "هذا الكيان لم يعد صالحًا لأي توظيف من القوى الاستعمارية، ولن يُفلت من يدعم الكيان ماليًا أو بالسلاح أو اقتصاديًا أو يغطيه بالفيتو في مجلس الأمن".
وطالب مشعل العرب والمسلمين- رغم انشغالاتهم الداخلية- بالتركيز على دعم القضية الفلسطينية كأولوية تستحق ذلك، مؤكدًا أن المشروع الصهيوني هو الأخطر عليهم وأن "كثيرًا من مصائب أمتنا حتى في ساحاتنا المحلية لإسرائيل أصابع فيها".
ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس للاستثمار في معركة فلسطين رغم ما يجلبه من متاعب.
وأضاف "هذا الذي يستثمر في ساحات مختلفة فليستثمر في معركة فلسطين؛ فإنها استثمار ناجح إن شاء الله، قد يجلب بعض المتاعب لكنه خير كله، يرفع رؤوسنا ويعز بلادنا، وكل زعيم يقترب من فلسطين الله يرفع ذكره، والذي استثمر بحسابات خاطئة قلنا له سامحك الله. استثمروا بعض معشار ما استثمرتم في الاتجاه الخاطئ وسترون النتائج.
وجدد مشعل إشادته بالمواقف التونسية في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنها كان سباقة في اصطفافها إلى جانب شعبنا ومقاومته، "ووقفت كما لم يقف غيرها في معركة فلسطين".
وشن الكيان الإسرائيلي عدوانًا همجيًا على قطاع غزة بدأ بتاريخ 7 يوليو الماضي وانتهى بعد 51 يومًا إثر توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار برعاية مصرية، وخلّف نحو 2160 شهيدًا و11 ألف جريح، إضافة لتدمير نحو 2500 بيت بشكل كلي و40 ألفًا بشكل جزئي.