غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الإختراق المتبادل

بقلم / حافظ البرغوثي

يمكن وصف الإتصال الهاتفي بين الرئيسين محمود عباس ودوناد ترامب بأنه اختراق متبادل لكتلة جليدية كانت تضفي برودة على العلاقات بين الادارة الجديدة والقيادة الفلسطينية. فالرئيس الاميركي لم يكن في وارد الإنغماس في الصراع  الفلسطيني الاسرائيلي الا بقدر محدود ولاحقا  وليس الآن، لكن التنطع الاسرائيلي الذي هدف الى تحويل البيت الابيض الى منطقة محظورة على الفلسطينيين ادى الى نتائج عكسية، ولعل عبارة حل لدولتين او دولة واحدة التي وردت على لسان الرئيس ترامب اشعلت الضوء الاحمر في الجالية اليهودية في اميركا  لأن الدولة الواحدة تعتبر كارثة بالنسبة للمشروع الصهيوني فهي إن لم تحول اسرائيل الى دولة ثنائية القومية  تتحول خلال سنوات الى اغلبية عربية فإنها  ستحولها الى دولة فصل عنصري جديدة على غرار جنوب افريقيا سابقا، وهو ما يرعب الحريصين على بقاء اسرائيل دولة ذات اغلبية يهودية سواء داخل اسرائيل او في  اميركا.

ويبدو ان الرئيس الاميركي استنتج بعد اسابيع من دخوله البيت الابيض ان القضية الفلسطينية ليست هامشية وان السلام الاقليمي الذي روج له نتنياهو ليس الا خيال سياسي فالقفز عن الرقم الفلسطيني ليس سهلا . ولعل زيارة العاهل الاردني الملك عبد الله  لواشنطن واتصالاته المكثفة وحرصه على الاردن والقضية الفلسطينية معا ساهمت في فتح عيون الادارة الجديدة على مخاطر تجاهل القضية الفلسطينية وخطر الدولة الواحدة او  القضاء على حل الدولتين. فيما ان القيادة الفلسطينية كانت تستعد للعب اوراقها السياسية الباقية على المستوى الدولي والمحكمة الجزائية الدولية  وهذا كله اسفر عن اتصالات ذات طبيعة امنية تمثلت في اختراق اللواء ماجد فرج لسور البيت الابيض وقدوم مدير المخابرات الاميركية الى المقاطعة فلمس الاميركيون جدية فلسطينية في التعاطي مع الرئيس الجديد . فالرئيس ترامب يركز ميدانيا على سوريا ومكافحة الارهاب في اليمن لكنه يريد من جبهة الصراع العربي الاسرائيلي  ان تتحرك ايجابيا نحو التفاوض واستكمل طاقمه التفاوضي المختص من مبعوثه القادم الثلاثاء المقبل وهو دوف غرينبلات  وصهره كوشنر ووزير خارجيته  تيليرسون ومستشاره للامن القومي هيربرت ماكماستر.واهم  ما في المكالمة والدعوة للبيت الابيض انها توجهت الى العنوان  الصحيح في خضم ضجيج الماكنة المؤتمراتية التي تحاول  سحب البساط من تحت السلطة الوطنية  وتشكيل جسم بديل لمنظمة التحرير وحصر الدولة في امارة غزة بتزييت تركي قطري وايراني واطراف عربية . نحن بحاجة الى ترامب وهو بحاجة الينا فالاختراق متبادل  ، وتبدد حلم نتنياهو وغيره في ابقائنا بعيدين عن اسوار البيت الابيض.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".