شمس نيوز/تمام محسن
تلقفت الأوساط الفلسطينية الرسمية دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس السلطة محمود عباس إلى البيت الأبيض، بالكثير من الاهتمام والتفاؤل.
إذ جاء توجيه الدعوة خلال مكالمة هاتفية بين ترامب وعباس، الجمعة، في الاتصال الأول بين الاثنين منذ تولي الأخير السلطة في 20 يناير/كانون الثاني.
وكان استقبل ترامب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو في زيارة وصفها الأخير بـ"التاريخية"، ألمح خلالها الرئيس الأمريكي بتخليه عن حل الدولتين كخيار لتسوية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ويساور الفلسطينيون مخاوفًا حول هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة التي تنتهجها منذ عقود تجاه الصراع في الشرق الأوسط.
ويتفق محللون، أن الزيارة المرتقبة قد تحمل في طياتها المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية، خاصة وأنها جاءت بُعيد إعلان واشنطن تحويل المساعدات المالية كان قد خصصها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في نهاية ولايته، إلى قنوات أخرى غير السلطة الفلسطينية.
وأشار، المحلل السياسي، عادل سمارة، إلى أن ترامب لم يظهر حتى الآن أي نهج مخالف للإدارات الأمريكية السابقة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ليست مضطرة لإظهار مرونة للفلسطينيين.
ويرى سمارة، أن اللقاء المرتقب سيحمل المزيد من الضغوط تمارسه واشنطن على السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه يأتي بعد أيام من قرار الإدارة الأمريكية بتحويل المساعدات المالية المحتجزة منذ عدة شهور إلى "منظمات إنسانية" وليس للسلطة.
وقال: "ترامب يرى السلطة متطرفة، وهو بعد ممارسة الضغط (عبر المساعدات) يطلب اللقاء مع عباس، بمعنى بعد التهديد يمكن أن نتحاور".
وأضاف سمارة، أن التصريحات المتفائلة التي أعقب المكالمة الهاتفية بين ترامب وعباس، للاستهلاك الإعلامي، ولا تعكس حقيقة الأمر.
وعلى خلاف سابقه، يرى ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، أن الدعوة الأمريكية ليست بالأمر المستغرب، قائلا إنها تأتي من منطلق الواقع السياسي، إذ لا يمكن لأمريكا في الوقت الذي تتحدث فيه عن استئناف العملية التفاوضية والسلام أن تتجاهل الدور الفلسطيني.
وقال شراب: إن هناك الكثير من المعطيات على الأرض تشير إلى أن اللقاء يأتي في الوقت المناسب، مضيفًا أن مواقف عباس منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض "واقعية إلى حد كبير وتؤكد على استعداده الدائم للسلام".
وتابع بالقول: "لا يمكن أيضا تجاهل العامل العربي، وتوجه العاهل الأردني إلى واشنطن وتأكيده على حل الدولتين" كحل مقبول عربيا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
واعتبر أن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي وعباس، تشير إلى سعي الإدارة الأمريكية الجديدة لاستئناف العملية "السلمية"، والتأكيد على أن "الحلول الإقليمية لا يمكن أن تتم بدون الدولة الفلسطينية".
لكن شراب يتفق مع سابقه، بأن الزيارة ستحمل المزيد ممارسة المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية لتقديم المزيد من التنازلات لدفع عملية "السلام" المجمدة منذ توقف آخر جولة للمفاوضات في العام 2014.
إلى ذلك، قال الكاتب حسين حجازي، إنه بات متوقعًا أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو لتحقيق وإحلال السلام أو الإطار العام لما يسميه الصفقة التاريخية أو الكبرى، كما وعد في حملته الانتخابية.
وأضاف حجازي في مقاله الأسبوعي بصحيفة الأيام المحلية، أن ترامب يريد إنجاز (صفقته التاريخية) اليوم قبل الغد لأسباب غير خافية، كإنجازه الأول الذي يعزز من صورته الداخلية والعالمية.
وتابع بالقول " سنرى عما قريب قوام هذه الصفقة التي يعرضها ترامب لتجاوز ما تردد أو فشل فيه أسلافه السابقون... الرجل بدأ فعليا التحرك تجاه العنوان، والعنوان هو الطرف الفلسطيني".