شمس نيوز / منى حجازي
مؤخراً، طرحت الولايات المتحدة الأمريكية، مسارًا تفاوضيًا بإجراءات اقتصادية "جزئية" بهدف تحسين الوضع الاقتصادي في مناطق السلطة الفلسطينية، ما يجعلها في حدود نظرتها، حافزًا تشجيعيًا، للفلسطينيين للعودة إلى طاولة التفاوض دون شروط.
المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، دعا إلى تمكين نمو الاقتصاد الفلسطيني وتحسين حياة الفلسطينيين، لتعزيز فرص تحقيق السلام في المنطقة، واستئناف عملية المفاوضات بين الجانبين.
بدورها، حكومة نتنياهو، سبق أن أعلنت أن لديها خطط بشأن الحدود المؤقتة، وما سيرافقها، من دعم اقتصادي،ما دفع الفلسطينيين لرفض تلك الخطط، ورأوا الحدود المؤقتة، بديلاً عن إقامة الدولة الفلسطينية.
فهل سيكون "السلام الاقتصادي" بديلًا عن "السلام السياسي" الذي تبناه البعض الفلسطيني، والقائم على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين، وعودة حق العودة وتقسيم القدس وإزالة المستوطنات؟
التفاف وابتزاز
الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ابراش، اعتبر أن ما طرحه مبعوث ترامب، محاولة للالتفاف على خيار حل الدولتين، ومحاولة لتجاهل جوهر الصراع، إذ أن الصراع "سياسي" يدور حول الحق الفلسطيني في إقامة دولة، وليس مسألة اقتصادية أو إنسانية.
وأضاف، في حديث لـ "شمس نيوز": الطرح تكرار لما تقدم به طوني بلير، حينما حاول أن يتعامل مع القضية الفلسطينية من باب اقتصادي، من تسهيلات ومنح مالية، لكنها محاولة لم تنجح.
وعن أهدافه، قال الكاتب إن "السلام الاقتصادي" ابتزاز للسلطة، وكأن الإدارة الأمريكية تهدد السلطة، إما قبول الحل وإلا إيقاف المساعدات المالية.
وأشار إلى، أن وضع السلطة المالي السيئ لن يسمح لها برفض أي حلول اقتصادية، وبالوقت ذاته لن تقبل أن تكون تلك الحلول نهائية لتجاهل الجانب السياسي من القضية.
فكرة إسرائيلية قديمة
أما الكاتب السياسي، يوسف رزقة، أكد أن طرح "السلام الاقتصادي" فكرة إسرائيلية قديمة جديدة، قدمها شمعون بيرز وبنيامين نتنياهو منذ سنوات سابقة، كبديل لحل الدولتين.
وتابع بالقول لـ "شمس نيوز": رئيس السلطة محمود عباس أعلن رفضه القاطع لهذا الحل، لكن المستحدث الجديد أن الولايات المتحدة الأمريكية، في عهد ترامب لم تذكر خيار "حل الدولتين" في رسائلها أو خطاباتها، إذاً لم تعترف بحل الدولتين.
وحذر رزقة من مخاطر الطرح، الذي يقضي على القضية الفلسطينية، لأنه من المستحيل قيام دولة على أساس حل اقتصادي فقط، ستتمتع بموجبه الضفة الغربية بحكم ذاتي، والشتات الفلسطيني يوطن في أماكن تواجده، ويصبح العرب شركاء في عمليات التصفية والتسوية حسب الرؤية الإسرائيلية، وإشغال الفلسطينيين في الحياة الاقتصادية المزهرة.
الرخاء بديلاً عن الصراع!
بينما اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، سميح شبيب، أن ما تقدم به مبعوث الرئيس الأمريكي الجديد، يهدف إلى التغطية على فشل الدبلوماسية الأمريكية السياسية، وإحداث اختراق، لإحياء عملية "السلام"، أمام اللاءات الإسرائيلية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من حزيران 1967، ووقف الاستيطان، وتقسيم القدس".
وأضاف الكاتب: إسرائيل والولايات المتحدة تريان في التطرف الراهن، وعلى ضوء ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط، من مستجدات لها انعكاساتها على مرآة الصراع، أن الأمور باتت مهيأة وشبه جاهزة، لتمرير "السلام الاقتصادي"، ودفن حل الدولتين، أو وقف الاستيطان، وغيرها من حلول دولية، وإبدالها بحل إسرائيلي، يجعل من الفلسطينيين، قوة عمل، سقفها السياسي، لا يتعدى إدارات مدنية، لا أفق سياسياً لها، وتعيش في حالة اقتصادية، تجعل من العيش وبعض الرخاء بديلاً عن الصراع!