شمس نيوز/ وكالات
إنَّ نشر روح الابتكار والإبداع في المنشأة التجاريَّة هو أساس بقائها واستمرارها، فالقليل من قادة الشركات في عالمنا اليوم هم من يحملون فكرة التجديد وينغمسون فيها، ويردد غالبيَّة الموظفين السلبيين بعض الجمل المناقضة للنمو والابتكار التي تدلُّ على القبول الأعمى بأنَّ بعض الأمور لا يمكن تغييرها داخل المنظمة التي يعملون بها.
ووفقاً للمؤلف والمدرب الأميركي، ريتشارد فوستر، الذي ذكر في إحدى محاضراته أنَّ الشركة الناجحة، التي وجدت قبل 50 عاماً في القرن الماضي، كان معدل استمرارها ما يُقارب 67 عاماً، في حين أنَّ الشركات الناجحة في الوقت الراهن لن تتمكن من البقاء لأكثر من 15 عاماً فقط.
ويرى فوستر أنَّ الابتكار هو الحل، كما قال البروفيسور في إدارة الأعمال، قاري بيسانو، في أحد التقارير الصادرة عن مجلة هافارد بيزنس ريفيو، إنَّ التقليد ليس هو الحل، ولا يوجد نظام واحد يلائم جميع الشركات، فليست جميعها تعمل تحت ذات الظروف، لا حرج في التعلم من الآخرين، لكن الخطأ يكمُن في الاعتقاد بأنَّ ما يصلح لشركة «أبل» على سبيل المثال، يتناسب مع مؤسستك أو شركتك.
استناداً على هذه المقدمة نشر موقع مجلة «انتربرينيور» المتخصصة في ريادة الأعم الأربع خطوات رئيسيَّة تساعدك لزرع عقليَّة الابتكار في نشاطك التجاري وهي :
أولا : عليك تخصيص وقت للابتكار والتفكير
أدركت بعض الشركات العالمية هذا المبدأ فطبَّقت استراتيجيات كلاسيكيَّة ساهمت في استبدال بعض الأنشطة الاعتياديَّة بأنشطة تتطلب تركيزاً وإبداعاً أكثر، على سبيل المثال لا الحصر، شركة «جوجل» الشهيرة خصَّصت 20% من كل ساعة عمل للتفكير والابتكار، وشركة التعدين والتصنيع الأميريكيَّة (3M) حدَّدت 15% من وقت الموظف لإجراء بعض آليات التفكير الحديثة .
ويقول الخبراء إنَّ منح الموظفين بعض الوقت للاستراحة واستقطاع أو أخذ 15 إلى 20% من مسؤولياتهم بعيداً عنهم، يزيد من قدرتهم على العمل بشكل خلاّق والتوصل إلى حلول أكثر إبداعيَّة للمعوقات المهنيَّة.
ويشرح جونا لير، الكاتب وخبير علم النفس العصبي الأميركي، سبب نجاح بعض برامج الابتكار التي سارت عليها الشركات الناجحة، وهو أنَّ اللحظات التي تسبق نبوغ حلٍّ إبداعي لإحدى المشاكل والموضوعات، يحدث تدفق مستمر لموجات ألفا، ينبع من النصف الأيمن من الدماغ وهو النصف المرتبط بشكل وثيق بالإبداع والتواصل والإدراك والعواطف المجرَّدة من أي استنتاجات منطقيَّة، وهذه الموجات غالباً ما تُفرز أثناء المشي أو أثناء قضاء الوقت مع الأصدقاء أو أخذ القيلولة.
ثانيا : إنشاء مسارات سهلة للابتكار
وهو أن توضع آليَّة واضحة تسير عليها المنظمة في تطبيق الأفكار والابتكارات، فعلى سبيل المثال شركة 3M تمتلك نظاماً يُدعى Champion أو «البطل»، هذا النظام يتطلب من الموظفين في الأقسام الإداريَّة السفلى القيام بإرسال أفضل الأفكار والمفاهيم بعد عصف ذهني مكثف إلى الإدارة العليا لمراجعتها وتنقيحها ودراسة سُبل تنفيذها. لذا فإنَّ الفشل في العمل على أي من الأفكار المقدَّمة سيضع الموظفين في حالة إحباط ما يُلزم الإدارات بتحويل تلك الأفكار إلى خطط ترى النور.
ثالثا : تشجيع النشاط
الأفكار الأكثر إبداعاً لا تأتي من الجلوس لفترات طويلة في المكتب والتحديق في شاشة الحاسوب، ووفقاً لدراسة حديثة نُشرت في مجلة آفاق علم الأعصاب البشري (Frontiers of Human Neuroscience) خلُصت نتائجها إلى أنَّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يُنجزون بشكل أفضل المهام التي تتطلب أنواعاً مختلفة من التفكير، عن أولئك الأشخاص الأكثر خمولاً.
وذكرت الباحثة لورينزا كولزاتو، بأنَّ ممارسة التمارين بانتظام هي بمثابة أداة تحسين معرفي، تُشجع الإبداع بطرق غير مُكلفة، فعلى المنظمات أن تُشجع الموظفين للتنزه أو التنقل بين المكاتب.
رابعا : توقع الفشل
عليك توقع الفشل وعدم نجاح بعض الأفكار، وبدلاً من إلقاء اللوم على الموظفين أو تلك البرامج، لا بد على المنظمة أن تنظر لتلك الحالات على أنَّها سياق تراكمي سيؤدي في نهاية المطاف إلى نقطة ناجحة بالتأكيد، وبأنَّ تضخيم الفشل سيحدُّ من رغبة الموظفين في الابتكار، وتجنُب ذلك بأي ثمن.