شمس نيوز/ خاص
حالة من الصدمة عاشها الشارع الفلسطيني إثر اغتيال القائد في كتائب القسام، مازن فقها ليلة أمس، بعيارات نارية أطلقها "مجهولون" من نقطة صفر على رأس وجسد فقها، باستخدام مسدس مزود بكاتم للصوت.
بدورها، حمَلت كتائب القسام مسئولية اغتيال فقها إلى الاحتلال الإسرائيلي، فيما لم يصدر أي تعليق من اجهزة الاحتلال الاسرائيلي حتى اللحظة.
ويعد مازن فقها، وهو من مواليد طوباس بالضفة الغربية، ضمن الأشخاص الذين تضعهم "إسرائيل" على قائمة "التصفية"؛ نظرا لدوره في الإشراف على إدارة العمل العسكري لحماس في الضفة الغربية، وتجنيد العشرات من الخلايا الميدانية هناك، وفق تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عام 2013.
إلى ذلك، اعتبر الخبير في الشأن الأمني والعسكري إبراهيم حبيب، عملية الاغتيال "تغير في قواعد الاشتباك" بين الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
وقال حبيب، إن اغتيال فقها "محطة فارقة في الصراع بين تكتيكات المقاومة والعدو الإسرائيلي"، مرجحا أن يكون رد المقاومة على الاغتيال بـ"عملية استخبارية موازية لهذه العملية إن لم تكن أخطر. لن تكون تقليدية".
واستبعد في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن تنجرف المقاومة نحو ردود فعل تسعى إليها "إسرائيل" من خلال المواجهة وإطلاق الصواريخ.
وهذا ما ذهب إليه أيضا المحلل المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، قائلا: إن العملية "محاولة لجر واستدراج المقاومة إلى ردة فعل للعملية".
من جهة ثانية، أشار أبو عامر، إلى أن هناك "ترحيب إسرائيلي ضمني" أظهرته وسائل الإعلام العبرية التي تناقلت خبر اغتيال فقها، مضيفًا أن الاغتيال والعملية ستمنح نتنياهو ارتياحا وشعورا إيجابيا في ظل أزماته الداخلية المتفاقمة.
فلسطينيا، كان وقع عملية الاغتيال صادما من حيث التوقيت والسلاح المستخدم وتنفيذ العملية داخل قطاع غزة، وأوضح أبو عامر أن "إسرائيل تريد أن تبعث برسالة باغتيالها لأحد المدرجين على قائمة الاغتيالات بفشل المنظومة الأمنية بغزة أمام أهدافها ".
فيما ذهب المحلل السياسي مصطفى الصواف، إلى القول بإن المعركة مع الاحتلال "فتحت أبوابها على مصرعيها"، مستدركا أنها ستكون بطريقة مختلفة عما كانت في السابق.
وذهب الصواف إلى، التأكيد أن المسئول خلف اغتيال فقها هو الموساد الإسرائيلي، موضحا أن عملية الاغتيال لا تختلف عن عملية اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري في يناير الماضي، التي أعلنت إسرائيل لاحقا مسؤوليتها عنها.
وأضاف: "الأسير الشهيد متهم من قبل الاحتلال أنه ممول للعمل العسكري لحماس في الضفة الغربية، وهناك لائحة اتهامه القديمة بحقه لازالت قائمة".
واعتقلت "إسرائيل" الفقهاء، في أغسطس 2002 على خلفية مشاركته في الإعداد لعمليات "عسكرية" في الضفة الغربية، وتم الحكم عليه بتسع مؤبدات وخمسين عاما إضافيا.
وقضى فقهاء، 10 سنوات متواصلة داخل سجون الاحتلال، إلى أن أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، وإبعاده إلى قطاع غزة.
ولم يكن الشهيد فقهاء المقاوم الأول من الضفة المحتلة، الذي يُغتال في قطاع غزة، بعد مسيرة من العطاء والجهاد، تجسيداً للوحة الجهاد الممتدة من الضفة المحتلة إلى قطاع غزة.
وسبق الشهيد فقهاء، المهندس الأول في كتائب القسام يحيى عياش من قرية رافات في الضفة المحتلة، والذي ارتقى نتيجة اغتياله على يد الاحتلال عام 1995م في إحدى منازل شمال القطاع.
وسبق الشهيد عياش بعامين، الشهيد إسلام أبو ارميلة، من سكان مدينة الخليل، الذي استشهد في العام 1994م برفقة الشهيد ابراهيم خليل سلامة على حاجز إيرز شمال قطاع غزة.