غزة/شمس نيوز
توافق اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية الـ32 على مجزرة بشعة ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي وعملائهم على مدار ثلاثة أيام في 16 و17 والثامن عشر من أيلول عام 1982، وذهب ضحيتها 3500 من اللاجئين الفلسطينيين الأبرياء والعديد من المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يسكنون في مخيم صبرا وشاتيلا.
وأقدمت قوات الاحتلال بمساعدة الميليشيا اللبنانية مساء ذلك اليوم الذي سبقه على قصف هذين المخيمين وذبحت المئات من الأبرياء والعزل.
وكانت تلك العملية جزءًا من الغزو الإسرائيلي لبيروت الغربية بعد اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل الذي تحالف مع "إسرائيل"، فأوكل الجيش الإسرائيلي عندما كان شارون وزيرًا للجيش مهمة "تفتيش وتطهير" المخيمات لميليشيا الكتائب والجيش اللبناني.
وكان اجتماع سبق المجزرة عقد في مقر القوات اللبنانية بين شارون ورئيس جهاز الأمن في القوات اللبنانية ايلي حبيقة أقرا خلاله إدخال مجموعات من أفراد الأمن الى مخيمي صبرا وشاتيلا استعدادًا للهجوم، وما إن أطبق الظلام حتى بدأت القذائف والصواريخ تتساقط على المخيمين ليفيق المواطنين على هول الصدمة.
ففي هذه البقعة المنكوبة كان العشرات من الذين نجوا من المذبحة يهيمون على وجوههم مذهولين تائهين وقد روعتهم المأساة وتركت في نفوسهم أسى أليمًا بعدما فقدوا كل شيء، أباءهم، أمهاتهم، اخوتهم، أطفالهم، زوجاتهم بيوتهم، صور الأحبة، وأشياءهم الأليفة، ولم يتبق لهم إلا غبار الشوارع وأنقاض المنازل المهدمة.
وأحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاق كل مداخل النجاة للمخيم، وكان الجنود الإسرائيليون يهددون الفارين من الرجال والنساء والأطفال بإطلاق النار عليهم في الحال لقد اجبروا على العودة ومواجهة مصيرهم.
وأجمع المراقبون والمصورون والأجانب العاملون في الهلال الأحمر والمؤسسات الدولية على أن المجزرة بدأت سريعًا وتواصلت دون توقف لمدة أربعين ساعة، قتل خلالها ألاف الأشخاص.
ووفقًا لمراقبين، أطلقت قوات الاحتلال والميليشيا النار على كل من يتحرك في الأزقة، وأجهزوا على عائلات بكاملها خلال تناولها طعام العشاء بعد تحطيم أبواب منازلها، كما قتلت الكثير وهم نيام، وقد وجد فيما بعد في شقق عديدة أطفال لم يتجاوزوا الثالثة والرابعة من عمرهم وهم غارقون في ثياب النوم وأغطيتهم مصبوغة بدمائهم.
وفي حالات كثيرة كان المهاجمون يقطعون أعضاء ضحاياهم قبل القضاء عليهم، لقد حطموا رؤوس بعض الأطفال الرضع على الجدران، ونساء جرى اغتصابهن قبل قتلهن، أما في بعض الحالات فقد سحب الرجال من منازلهم واعدموا في الشارع.
وفيما لم يعرف بالضبط عدد الذين استشهدوا في تلك المجازر البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني واللبناني فقد تراوحت الأعداد التي ذكروها المراسلون والشهود والمحققون من مختلف الأصناف بين عدة مئات وبين بضعة آلاف.
وتشير تقديرات شهود العيان من الصحافيين والعاملين الصحيين والمصورين الأجانب والعرب والناجين من المجازر إلى أن عدد الشهداء يتراوح بين 2000-3000 شهيد ثلثهم من اللبنانيين المقيمين في محيط المخيمين في منطقتي الحرش والحي الغربي.
وتجدر الإشارة إلى أن المقبرة الجماعية المعروفة بمقبرة شهداء صبرا وشاتيلا الواقعة على الطرف الجنوبي للمخيم لا تضم رفات كافة الشهداء بل ذلك الجزء من الشهداء من الذين لم يتح مجال للقتلة لدفنهم قبل انكشاف أمر جرائمهم.