قائمة الموقع

خبر "مازن الفقهاء".. الغائب الذي سجل حضوره بقاعة الدراسة

2017-04-02T11:57:20+03:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

"الشهداء يعودون فإذا بهم لا يرحلون" فهم نجوم متناثرة تصنع لحظةً مهيبة في سماءنا كلما نظرنا نحو الأعلى، ونكبر وتكبر فينا سير الشهداء، وتتحوّل إلى شيء نقي وجميل.

وسيرة الشهداء المعبدة بالتضحيات، تأبى إلا أن تظل نبراسًا بطيف أرواحها؛ ففي الصباح بعد أن تسللت خيوط الشمس، وجابت معها الطيور سماء قطاع غزة التي حلّقت فيها روح الشهيد مازن الفقها، الذي لم يمضِ أيام على استشهاده.

يوم أمس السبت، حضر زملاء الشهيد مازن كعادتهم لمحاضرة في أروقة جامعة القدس أبو ديس فرع غزة، لكنّ هذه المرة لم تكن عادية.

فما إن انتهى الدكتور بقسم الدراسات العليا بجامعة القدس، إبراهيم أبراش، من تقديمه لمحاضرته، كان يرى فيها وجه طالبه الشهيد مازن يوميًا، بين حضوره، قام بتوزيع نتائج امتحان مادة الجغرافيا السياسية.

قبل أسبوع واحد من رحيل "الفقهاء" كان قد قدّم مع رفاقه امتحان نصف الفصل في مادة الجغرافيا السياسية، ووزع الدكتور أبراش نتائج الاختبار صباح أمس، في نهاية محاضرته.

بتردد وقلبه يعتصر ألمًا على فراقه، نطق أبراش: "ماااز" ولم يكمل، بعد أن خطفت باقي أحرف اسمه عن لسانه؛ فهو صاحب هيبة اتضحت بعد استشهاده.

أصرّ زملائه على معرفة درجة زميلهم الشهيد، فأجباهم أبراش: "حصل مازن على أعلى درجة في الدفعة، 18 من 20 وإجاباته على أسئلة الاختبار نموذجية ودقيقة".

"لحظات مؤلمة كانت عندما وزع الدكتور الابراش نتائج الاختبار النصفي لمساق الجغرافية السياسية".. يتحدث زميل الشهيد مازن، الكاتب والباحث مصطفى ابراهيم (50 عامًا).

ويضيف لـ"شمس نيوز": "منذ سماعي لنتيجة الشهيد مازن، وأنا غير قادر على الكتابة والحديث".

ويسترجع نهاد أبو كشك، بذاكرته، أدق التفاصيل التي ميزت الشهيد مازن.

ويقول أبو كشك، وعيناه تذرفان الدمع: "لقد كان مازن متواضعًا كل التواضع، وصاحب بصمة يتركها في أي مكان يحل به، وعرف الجميع مثابرته رغم أن هذا فصلة الأول في برنامج الماجستير".

"ومن لا يعرف تاريخه المقاوم، لا يمكن أن يتحسس وضعه القيادي ".. يتحدث زميل آخر للشهيد مازن، رجائي الكراكيبي.

صحيح أن جسد مازن قد رحل، لكن ثنايا شخصيته ما تزال تتكشف، وهو صاحب الملامح المثابرة، والمجتهدة، والمقاومة، والعبقة بحب فلسطين.

وأقدم مسلحون مجهولون مساء الجمعة 24 آذار/ مارس الماضي، على اغتيال القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، المحرر المبعد إلى غزة، مازن فقهاء (38 عاما)، في مدينة غزة؛ بإطلاق الرصاص عليه من أسلحة كاتمة للصوت.

تجدر الإشارة إلى أن الشهيد فقهاء؛ من مواليد مدينة طوباس في الضفة الغربية المحتلة؛ وأبعد إلى غزة عقب الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي؛ وتتهمه "إسرائيل" بالوقوف خلف عملية "صفد" التي جاءت انتقاما لاغتيال القيادي البارز في "كتائب القسام" صلاح شحادة؛ ونفذها الشهيد جهاد خالد حمادة عام 2002، وأدت العملية إلى مقتل 9 إسرائيليين.

اخبار ذات صلة