شمس نيوز/ خاص
يبدو أن القيادة الاسرائيلية، خرجت عن صمتها، وذلك حينما ألمح وزير الجيش الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بأن "اسرائيل" ليس لها يد في جريمة اغتيال الشهيد مازن فقهاء في قطاع غزة في الرابع والعشرين من شهر مارس الماضي.
ويعتبر هذا التعقيب الاسرائيلي الأول على عملية الاغتيال، حيث حاولت "اسرائيل" حرف البوصلة وإخلاء يدها من المسؤولية، من خلال توجيه ليبرمان أصابع الاتهام لحركة حماس، قائلاً: "حماس معروفة بتطرفها وبعمليات التصفية الداخلية"، على حد زعمه.
لكن كل التقديرات تشير إلى، أن الاحتلال هو المتهم الأول في جريمة الاغتيال، خاصة أنها كانت محكمة التخطيط والتدبير، وتم استخدام أدوات جديدة فيها، وهي حادثة جديدة من نوعها شهدها قطاع غزة.
في المقابل، فإن كتاب القسام الجناح العسكري لحماس، على لسان المتحدث باسمها اعتبرت تصريحات ليبرمان "محاولة للهروب من المسؤولية، وتظهر حجم الخوف والضغط الذي يتملك الاحتلال وقادته"، مؤكداً أن الاحتلال هو المسؤول عن الجريمة.
تبريد الأجواء
ويرى مراقبون في أحاديث منفصلة مع وكالة "شمس نيوز"، أن "اسرائيل" أرادت من خلال التصريح تبريد الأجواء الراهنة، للتخفيف من سخونة الأوضاع، خاصة في ظل التهديدات المتواصلة بالرد على العملية.
المختص في الشأن الاسرائيلي وديع عواودة قال: "اسرائيل كعادتها لا تعترف بما تقوم به في مثل هذه العمليات، لكنها في نفس الوقت لا تنفي وقوفها خلف العملية بشكل مطلق".
واعتقد عواودة، أن تصريحات ليبرمان، لها علاقة في موضوع التهديدات المتصاعدة للرد على عملية مازن فقهاء، كون "اسرائيل" لا ترغب بالدخول في خانة الرد، خوفاً من الانزلاق في حرب جديدة لم تكن في الحسبان.
كما توّقع أن، يكون التصريح محاولة لاحتواء الموقف وايصال رسالة لتخفيف حدة رد الفعل، خشية من الاندفاع نحو حرب جديدة.
وأوضح أن حماس رفعت سقف التوقعات من ذاتها، حينما اعتبرت أن عملية الاغتيال تمت بإيدي اسرائيلية، "وهذا أمر محرج لها، أن تدخل جهة اسرائيلية لغزة وتنفذ العملية بهدوء ثم تنسحب"، وفق قوله.
وأيّد ذلك المختص في الشأن الاسرائيلي علاء خضر، بالقول "اسرائيل تريد سحب البساط من تحت حماس، خوفاً من الرد على عملية الاغتيال".
تلميحات حماس
وربط خضر تصريح ليبرمان، بالتلميحات التي أطلقها قادة من حركة حماس، بأن خيوط الجريمة بدأت تتكشف، وأنه اقترب الوصول لمعرفة من يقف خلفها.
وكان آخر التصريحات ما قاله عضو المكتب السياسي لحماس صلاح البردويل، إن خيوط جريمة اغتيال مازن فقها بدأت تتكشف وأن التحقيقات مازالت مستمرة.
وتساءل خضر، "إذا لم تكن اسرائيل خلف عملية الاغتيال كما صرح ليبرمان، لماذا صمتت كل هذه الفترة؟"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ليبرمان يريد إثارة فتنة داخلية في حماس، خاصة أنها تلتزم الصمت ولم ترد حتى اللحظة.
السيناريوهات المتوقعة
في ظل المعطيات السابقة وتبادل التصريحات والاتهامات، فإن المحللين استبعدوا أن يقدم الاحتلال على شن حرب جديدة مع قطاع غزة.
وأكد المحللان، على أن الطرفين غير معنيين بخوض حرب جديدة، كونها ستنعكس سلباً عليهما، خاصة أن كل طرف يعاني من أزمة داخلية لديه.