غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "مبادرة السلام العربية" .. هل تبدأ من الياء كما يريد نتنياهو ؟

شمس نيوز/تمام محسن

اختتمت القمة العربية أعمال دورتها الثامنة والعشرون في 29 آذار/مارس الجاري، بتجديد تمسكها بمبادرة "السلام العربية" التي طرحتها قمة بيروت 2002.

ويرى محللون تحدثوا لـ"شمس نيوز"، أن تجديد التمسك بالمبادرة يأتي لمجابهة محاولات إسرائيلية-أمريكية لدفن حل الدولتين والاستعاضة عن "السلام مع الفلسطينيين بسلام مع الدول العربية"، الذي قال عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في شباط/ فبراير، خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه لأول مرة في حياته ولأول مرة منذ إقامة إسرائيل لا تعتبر الدول العربية إسرائيل عدوًا، بل تعتبرها حليفة لها".

وتنص المبادرة العربية لـ "السلام" التي أطلقها العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، في قمة بيروت 2002، على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع "إسرائيل".

لكن أحاديث سرت قبيل القمة حول تعديلات مزمعة على نصوص المبادرة، إذ أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن مبادرة جديدة للسلام ستطرح خلال القمة، وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيحملها للإدارة الأمريكية في لقائه المرتقب مع ترامب بعد عشرة أيام من انعقاد القمة".

تبدأ من الياء !

وقال أبو الغيط في تصريحات صحفية، إنه "في ظل التعنت الاسرائيلي وتراجع المساندة الدولية لحل الدولتين فإن السلطة الفلسطينية ستطرح آليات جديدة-لم يكشف ماهيتها- للتعامل مع القضية الفلسطينية، وكيفية الوصول لدولة فلسطينية مستقلة".

ولاحقًا نفت السلطة الفلسطينية بشكل قاطع، نيتها طرح مبادرة جديدة، لكن ما لبث أبو الغيط حتى عاود التأكيد على تصريحاته.

وفي السياق يرى، الكاتب والمحلل سياسي طلال عوكل، أن إعادة طرح المبادرة العربية للسلام تأتي لمجابهة محاولات إسرائيل إجراء تعديلات على المبادرة العربية مستفيدةً من تأييد الإدارة الأمريكية القوي، ويوضح أن، إسرائيل تريد أن تبدأ بتطبيق المبادرة من الياء بدلًا من الألف بمعنى الحديث عن مؤتمر إقليمي للسلام يبدأ بتطبيع العلاقات مع العرب وصولًا إلى المفاوضات".

وتوقع عوكل، أن المبادرة العربية لن تنجح في تحريك المياه الراكدة لعملية "السلام" في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن الأمر يحتاج إلى إدارة عربية جماعية واستراتيجية شاملة لتطبيق القرارات على أرض الواقع.

قمة مختلفة

فيما بدى سمير عوض أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت، أكثر تفاؤلا، قائلًا: إن قمة عمان مختلفة قليلًا عن سابقاتها والتي عادة ما يكون بيانها الختامي جاهزاً قبل انعقادها.

وأضاف: أن "هذه القمة خلافا لسابقاتها ساهمت في تمكين الموقف الفلسطيني ولم تمارس ضغوطا إضافية على السلطة الفلسطينية".

وأوضح عوض، أن إعادة طرح المبادرة العربية للسلام من جديد يهدف إلى تجميع شتات الموقف العربي وتوحيده، عبر إعادة التأكيد على المبادرة العربية وجعل الموقف الفلسطيني أكثر متانة، وفق كلماته.

وأضاف: "إعادة طرح المبادرة العربية هي الحد الأدنى المقبول من الحلول المطروحة للتسوية بالنسبة للفلسطينيين".

وزاد بالقول: "إسرائيل تريد فرض الهيمنة على الطرف الفلسطيني وما تريد تقديمه من وجهة نظرها حلًا للصراع يجب أن يقبل به الفلسطينيون بدون مفاوضات وهذا المسعى سيفشل تمامًا".

الاختراقات العربية

في الوقت الذي اعتبر الكاتب حسين حجازي، أن لإجماع القادة العرب على المبادرة العربية للسلام أهمية بالغة في هذا التوقيت، مشيرًا إلى أنها تأتي للتأكيد على مبدأ الاستمرارية وإغلاق الاختراقات في الموقف العربي.

لكنه يستدرك بالسؤال: " هل وصلنا إلى هذا الوضع عبر هذا المسار الطويل الممتد منذ أول قمة عربية العام 1964، لنرى في مجرد الثبات على الموقف السياسي أو السلامي العربي، كما لو أنه استثناء أو ميزة استراتيجية نحتفي بها ونمتدحها، بل وننظر اليها كإدارة حكيمة ونصر على (رئيس حكومة الاحتلال) بنيامين نتنياهو؟ ".

ويجيب الكاتب حجازي بالقول:" في وضع وظرف كالذي نتصارع معه، فإن هذه الفرضية صحيحة وتمثل سياسة وذكاء جمعيا... وانتصارًا للروح العربية والقومية".

وأضاف: " ثبات وصلابة وقوة الموقف العربي وإظهار الإرادة العربية الجماعية، التي كانت واضحة في دعم المطالب الفلسطينية والوقوف وراءها في القمة، يقدم الدعم والتشجيع لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الإصرار على تقديم خطته للسلام أو ما يسميها الصفقة الكبرى، من موقع أكثر حيادية وانصافاً للمظلومية الفلسطينية، والشيء نفسه ينطبق على الحليف الأوروبي الذي لا شك أنه كان مرتاحًا لمخرجات هذه القمة".