شمس نيوز / عبدالله عبيد
كشف موقع إسرائيلي عن عزم الولايات المتحدة، توجيه ضربة عسكرية ضد معاقل تنظيم الدولة "داعش" في سيناء، بصواريخ "توماهوك"، الأمر الذي وضع العديد من التساؤلات حول جدية مسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمساعدة الجيش المصري في القضاء على "داعش" بسيناء.
وبحسب ما أورده موقع "ديبكا" العبري، نقلًا عن مصادر عسكرية ومصادر متخصصة في مجال مكافحة "الإرهاب" -على حد قوله- فإن الأسطول الأمريكي يستعد لتوجيه ضربة صاروخية باستخدام صواريخ "توماهوك" تستهدف تنظيم "داعش" في سيناء المصرية.
وتنشط في شمال سيناء عدة تنظيمات؛ أبرزها تنظيم "أجناد مصر"، و"أنصار بيت المقدس" الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية، وغيّر اسمه لاحقًا إلى "ولاية سيناء".
ووفقًا للموقع الإسرائيلي، في حال القيام بخطوة من هذا النوع فإن الحديث سيجري وقتها عن صعود جديد في المسار الأمريكي نحو محاربة "داعش"، حيث نقل عن المصادر التي لم يسمها أن نقاشًا أجري في الفترة الأخيرة بين الجانب الأمريكي وبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارة الأخير إلى واشنطن في الثالث من نيسان/ أبريل الجاري في هذا الصدد.
مساعدة أمريكا
بهذا الصدد، استبعد خبيران مصريان مختصان في الشأن العسكري إقدام الرئيس الامريكي ترمب على توجيه ضربة عسكرية لـ"داعش" في سيناء، مؤكدين في الوقت ذاته أن أمريكا قد تساعد الجيش المصري بتقديم مساعدات له لمحاربة تنظيم الدولة.
وأكد الخبير العسكري اللواء الركن المصري، طلعت مسلم، أن أمريكا قد تساعد الجيش المصري في محاربة "داعش"، مستدركًا "لكن لا تستطيع أن تشترك بأسلحتها في سيناء".
وقال مسلم في حديثه لـ"شمس نيوز"، إن" أمريكا قد تساعد مصر من خلال القبض على إرهابيين وتقديم معلومات استخباراتية عن معاقل تنظيم الدولة، دون أن تشرك أسلحتها"، مستبعداً تدخل مباشر من الولايات المتحدة في سيناء، أمام رفض القيادة المصرية ذلك.
وتوقع، أنه في حال شاركت الولايات المتحدة في سيناء فإنها ستشارك من خلال تعاون دولي، "وهذا يأتي في إطار التحالف الدولي ضد داعش"، على حد اعتباره.
وبحسب الخبير العسكري، فإن الإمكانيات المصرية أكبر بكثير من الإمكانيات التي تملكها عناصر "داعش" بسيناء، مشيرًا إلى أن هذه الإمكانيات تساعد الجيش المصري في محاربة تنظيم الدولة.
وكان موقع "ديبكا" الإسرائيلي، قد ذكر في تقرير أن الرئيس السيسي شرح لنظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، مدى صعوبة التغلب على "داعش" في سيناء، بمنطقة جبل الحلال الواقعة وسط شبه الجزيرة، التي تشبه صعوبتها منطقة "تورا بورا" بولاية "ننكرهار" شرقي أفغانستان.
وأشار الموقع إلى، أن "تلك المنطقة تشبه المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، حيث تكتظ بالكهوف والمغارات التي توفر ملاذًا آمنًا للعناصر "الإرهابية"، فضلاً عن الأنفاق التي حفرتها تلك العناصر تحت الأرض"، مضيفًا أن الولايات المتحدة استخدمت قنابل GBU-43/B قبل أيام، كي يمكنها التغلب على هذه الكهوف في أفغانستان.
زعزعة الاستقرار
بدوره، استبعد الخبير العسكري اللواء عبد الرافع درويش، أي تدخل عسكري أمريكي في مصر لمواجهة تنظيم "داعش" وتحديدًا في سيناء، قائلاً: "التقرير الإسرائيلي الهدف منه زعزعة الاستقرار داخل الدولة المصرية".
وأوضح درويش في تصريحات صحافية، أن "الدولة المصرية لا تحتاج لمن يحارب نيابة عنها، فالجيش المصري قادر على التصدي لـ"داعش" سواء في سيناء أو في أي مكان داخل الحدود المصرية".
ويرى أن "هناك حالتين يمكن أن توجه فيهما أمريكا ضربة لمعاقل الإرهاب بسيناء، أولهما: أن يكون هناك اتفاق يعطي الحق لأمريكا بالتدخل في سيناء، أو أن تعطي الدولة المصرية الضوء الأخضر لها لتوجيه ضربة عسكرية ضد داعش".
يشار إلى أن القاهرة تنفي شكلًا ومضمونًا إمكانية السماح لقوات أجنبية القيام بعمليات عسكرية على أراضيها، كما ترفض السماح بإنشاء أية قواعد أجنبية داخل حدودها بما في ذلك لصالح دول حليفة، مؤكدة أنها قادرة على دحر "التنظيمات الإرهابية"، وتتحدث من آن إلى آخر عن نجاحات ضد "العناصر المتشددة" في سيناء، وفق تعبيرها.
ومنذ سبتمبر 2013، تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية حملة عسكرية موسعة؛ لتعقب عناصر تنظيم الدولة "داعش" في عدد من المحافظات وخاصة في سيناء، حيث تتهمها بالوقوف وراء استهداف قواتها ومقارهم الأمنية.
وأعلنت "هيئة مكافحة الإرهاب" الإسرائيلية، أخيرًا، أن معبر طابا الحدودي مع مصر سيبقى مغلقًا في وجه الإسرائيليين حتى إشعار آخر.
وبحسب الهيئة، فإن القرار اتخذ خلال تقدير موقف أُجري أمس الأربعاء، وجاء في قرار الهيئة أن "القرار سيعاد دراسته في الأيام المقبلة بشكل مستمر ووفقاً لتطور الأوضاع في سيناء".