شمس نيوز/ خاص
يُصّر الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال على مواصلة اضرابهم المفتوح عن الطعام، لليوم الثامن على التوالي، احتجاجاً على الاجراءات التي تنتهجها ما تسمى إدارة "مصلحة السجون" ضدهم.
وبدأ أكثر من 1500 أسير فلسطيني إضرابهم المفتوح عن الطعام في معركة "الحرية والكرامة" في السابع عشر من شهر نيسان الجاري، بالتزامن مع يوم الأسير، للمطالبة بتحسين ظروفهم في السجون، وسط رفض وتعنت اسرائيلي واضح لتلبية مطالبهم.
لكن سلطات الاحتلال ترفض الاستجابة بكل الأحوال على أي مطالب للأسرى، بل تواجهها بفرض المزيد من العقوبات والاجراءات ضد الأسرى، وشن حملات قمع ضدهم واقتحامات للسجون.
وللمرة الاولى في تاريخ إضرابات الأسرى، اتخذت ما تمسى "إدارة مصلحة سجون الاحتلال" بعض الإجراءات لمواجهة خطوة الأسرى.
إلى جانب، إقامة مستشفى ميداني في صحراء النقب لاستقبال الأسرى المضربين ورفض استقبالهم في المستشفيات المدنية الإسرائيلية، وحجب المحطات التلفزيونية المحلية والعربية ووسائل التواصل مع العالم الخارجي.
ومن بين تصريحات قادة الاحتلال الرافضة للاستجابة لمطالب الأسرى، ما أكده وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي جلعاد أردان، بأن وزارته لن تخضع لأي مطلب في ظل الإضراب عن الطعام، وفق قوله.
*** ارباك اسرائيلي
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي والمحرر خضر عدنان، إن استمرار اضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي أحدث إرباكًا لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار عدنان في حديث لـ"شمس نيوز"، إلى أن تصريحات قادة الاحتلال ودعواتهم لإعدام الأسرى أو تركهم مضربين حتى الموت، بالإضافة لقيام المستوطنين باستفزاز حراك الأسرى من خلال إقامة حفلات الشواء بجانب السجون، دليل واضح على أن الاضراب وسيلة مقاومة فلسطينية بامتياز وموقف لرفض للاحتلال.
***زيادة الاشتباك
كما توقع عدنان، أنه في حال استمر اضراب الأسرى فإنه سيزيد من احتمالات الاشتباك مع قوات الاحتلال في نقاط التماس، فضلًا عن تصعيد الأسرى غير المضربين ودخول أفواج جديدة بالأضراب .
وحول المطلوب على المستوى الشعبي لمساندة اضراب الأسرى، قال عدنان : يجب على الجميع أن يصدقوا الإضراب وألا يلتفتوا لشائعات الاحتلال، فهذا الاضراب ليس لتحسين موقع أحد ولا لتحقيق أهداف شخص أو تنظيم معين، بل إضراب للكرامة ونيل الحرية واستعادة الحقوق وتحقيق إنجازات جديدة للحركة الأسيرة "، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة الوحدة بالميدان لمواجهة سياسات سلطات الاحتلال بحق الأسرى.
ولفت القيادي عدنان، إلى أن السلطة بإمكانها فعل الكثير من خلال المؤسسات و المنظمات الدولية من أجل مساندة الاسرى وإيصال صوتهم، فضلًا عما يجب أن تقوم به النخب الفلسطينية في الداخل والخارج لإيصال ألم وأمل الأسرى للعالم.
**الاهمال الطبي
بدوره أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع، أن أطباء مصلحة السجون الإسرائيلية "جزء من عملية القتل الصامت والممنهج بحق الأسرى عبر ارتكابهم لأخطاء طبية متعمدة وممارسة الإهمال الطبي".
وشدد قراقع في تصريحات صحفية، على أن أطباء الاحتلال جزء من عملية التعذيب ويستخدمون لهذا الغرض.
وطالب قراقع بمحاكمة الأطباء الإسرائيليين العاملين في مصلحة سجون الاحتلال لمشاركتهم في سياسة الإهمال الطبي وقمع الأسرى.
ويشارك في الإضراب أسرى من كافة الفصائل، ويقودهم عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" الأسير مروان البرغوثي.
ويذكر أن، الإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بـ "معركة الأمعاء الخاوية"، هو امتناع المعتقل عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح، وهي خطوة يضطر إليها الأسرى، إذ أنها تعتبر الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجؤون إليها لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة – جسدية ونفسية- على الأسرى وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم.