شمس نيوز / عبدالله عبيد
حصد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق، أعلى الأصوات في الانتخابات الداخلية على رئاسة المكتب السياسي بعد منافسة شديدة جدًا مع خمسة من قيادات الحركة هم موسى أبو مرزوق ومحمد نزال وصالح العاروري.
حيث أعلن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل مساء اليوم السبت، عن فوز نائبه السابق إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لدورته الجديدة.
وجرت الانتخابات اليوم في غزة والدوحة في وقت متزامن، بواسطة نظام الربط التلفزيوني "الفيديو كونفرنس".
سيحدث تغييرات
محللون سياسيون رأوا خلال أحاديثهم لـ"شمس نيوز"، أن شخصية هنية ستحدث تغييرات واختراقات، لما تحمله من مرونة عالية، مشددين في الوقت ذاته على أن هناك ملفات فلسطينية ستبقى عالقة دون تغيير يذكر كملف المصالحة الفلسطينية.
من جهته، قال المحلل السياسي المقرب من حركة حماس، إبراهيم المدهون، " لا شك أن وجود شخصية إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحماس، ستحدث اختراقات في بعض الملفات الفلسطينية، وسيحرك المياه الراكدة وسيحدث تغيرات وإن كانت هذه التغيرات ليست استراتيجية".
وأضاف المدهون في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن السيد هنية يحمل رؤية واضحة بجانب الكثير من القضايا المعقدة، معللاً ذلك بأنه كان نائباً لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وكان مطّلعا على تفاصيل الداخل والخارج.
وأوضح أن قرارات هنية سيكون فيها نوع من القبول والدعم والإسناد على المستوى المؤسساتي، وذلك لأنه كان رئيساً للحركة في غزة ولديه علاقة جيدة بكتائب القسام، كما أن علاقته بقائد حماس في غزة الحالي يحيى السنوار جيدة.
وعن الملفات الفلسطينية الداخلية، بيّن المحلل المدهون أن الملفات الفلسطينية الداخلية معقدة ولا تنتظر حركة حماس بل تحتاج إلى أطراف متعددة منها السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن انتخاب هنية رئيسا لها ربما يعطي قبول ايجابي من قبل رئيس السلطة محمود عباس لها، خصوصاً أنه كان بينهما اتصالات عندما كان هنية رئيسا للحكومة السابقة.
وكان هنية قد شغل مناصب حركية ورسمية منذ انخراطه في العمل مع جماعة الإخوان المسلمين بغزة عام 1983، منها رئيس مكتب مؤسس الحركة الشهيد أحمد ياسين، وعضو المكتب السياسي، ورئيس قائمة الحركة بانتخابات 2006، ومن ثم رئيس للحكومة الفلسطينية عام 2007، ونائب رئيس الحركة، وقائدًا لحماس في غزة.
وثيقة مرنة
في ذات السياق، اعتبر المحلل السياسي أكرم عطاالله أن انتخاب هنية رئيسا للمكتب السياسي لحماس سيحدث تغييرات واسعة على مستوى الحركة، "خصوصاً وأنه جاء بعد وثيقة مرنة".
وقال عطا الله خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، إن رئاسة هنية للمكتب السياسي سيقع عليه دور مركزي كبير، وهو شخصية مرنة أتت بعد وثيقة مرنة، وبالتالي من السهل تسويق حركة حماس ككل على الخارج"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن حماس الداخل ستكون قريبة جداً من حماس الخارج بعد انتخابها هنية.
وأضاف "هنية لحماس ككل والسنوار حماس غزة وبينهما تقارب في وجهات النظر وسيكون سهلا التواصل بينهما وتسويق الحركة للعالم الخارجي"، لافتاً إلى أنه سيكون هناك نوع من التواصل مع الدول العربية والأجنبية في عهد هنية .
واستدرك عطا الله بالقول " ولكن لن يصل للحد الذي تفتح فيه جميع الأبواب على حركة حماس، لأنه مطلوب منها مزيداً من المرونة"، مشيراً إلى أن قطاع غزة سيبقى كما هو الآن ولن يحدث فيه أي تغييرات كبيرة.
وأردف قائلاً" لن يكون هناك تغيرا كبيراً في غزة الامور ستبقى كما هي بدون تغييرات تذكر لا نتوقع مصالحة كبيرة بين الجانبين لأن الامور لا زالت معقدة بشكل كبير".
وبعد فوز هنية في انتخابات الحركة أكد خالد مشعل، على أن قيادة حركته وقواعدها تصطف خلف إسماعيل هنية، مشدداً على رسوخ الوحدة الداخلية في الحركة خلف القائد الجديد هنية.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت، إنها أنهت المرحلة الأخيرة من انتخاباتها الداخلية، وتم خلالها انتخاب الأستاذ إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي.
وشددت الحركة في تصريح صحفي، على أن انتخاب هنية تأكيد على أن حركة حماس حركة قوية شورية مؤسساتية متجددة تؤمن بالديمقراطية وتحترم نتائجها.
ونوهت الحركة إلى أنها بقيادتها الجديدة على سلم أولوياتها مواصلة وتكثيف الجهود الرامية إلى تمتين وتقوية العلاقات الفلسطينية الداخلية وترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا.