شمس نيوز/القدس المحتلة
كشفت صحيفة " هآرتس" العبرية في عددها الصادر الاثنين، النقاب عن تعمّد ما يسمى بـ"مركز الاحصاء والهجرة" الإسرائيلي، إخفاء حقيقة مفادها أن اسم " مُحمّد" هو الأوّل والاكثر انتشارا في إسرائيل بين المواليد للسنة الحالية، وليس يوسف كما سبق وأن قال المركز المذكور في تقرير له نشر يوم أمس الاحد.
وذكرت الصحيفة أن مركز الاحصاء الإسرائيلي، نشر يوم أمس تقريرًا له بمناسبة رأس السّنة العبرية، بيّن من خلاله أن نحو 8 ملايين و900 ألف نسمة يعيشون في إسرائيل، وأن الإسم يوسف هو أكثر الأسماء انتشارا بين الذكور من مواليد السّنة الجارية.
ولم يوضح التقرير المذكور، إن كانت عملية الاحصاء اقتصرت على المجتمع اليهودي فحسب، ولكنه كان نشر تقريرًا مموهًا، لا يحمل عنوانًا يوضّح الفئة التي سلّطت عليها الاضواء، الى جانب عدم التطرق إلى عدد العرب وكثافتهم السكانية، لأوّل مرة.
ويتضح من فحص سريع لـ"هآرتس" أن مركز الاحصاء الإسرائيلي، عُني بالشريحة اليهودية فقط، ولكن :" يبدو واضحًا أن اسماء عربية دخلت في القائمة، مثل اسم يوسف، الذي يتشارك به اليهود والعرب في البلاد، مما جعله يتصدّر القائمة".
وقالت الصحيفة إن " الاحصاء الإسرائيلي تعمّد إخفاء الأسماء العربية الصرفة، مثل :محمد، وأحمد".
ولم يكن اسم " مُحمّد" في منأى عن التغييب في التقرير الذي نشره المركز الإسرائيلي العام المنصرم، حيث يتضح أن المركز عمد إلى إخفاء الحقيقة، والاكتفاء بنشر الأسماء اليهودية، وأخذ العربية في الحسبان في حال كانت مشابهة أو مشتركة للجانبين، مثل اسم آدم واسع الانتشار.
وتعقيباً على الموضوع، زعمت الناطقة بلسان مركز "الاحصاء والهجرة" الإسرائيلي أن :"التقرير المذكور ينشر عادة تلبية لمطالب فئة بعينها ويشتمل على معلومات حول هذه الفئة فقط، ولكن في حال توجه آخرون فمن الممكن الحصول على تقرير أوسع واشمل".
بدوره، قال الحقوقي الإسرائيلي آمنون باري إنه "كما يبدو أن البعض في مركز الاحصاء الإسرائيلي لا يعجبه الاعتراف بان الإسم الأكثر انتشارا هو اسم عربي، والذين يستعصي عليهم فهم الحقيقة الواضحة بأن هناك عربًا ويهودًا وغيرهم يعيشون في هذه البلاد".
وقال مدير عام جميعة " سيكوي" الحقوقية يون غارليتس إن :"هذه السياسة هي انعكاس وامتداد لسياسة طمس وإقصاء كل ما يتعلق بالعرب، مثل اللغة، الرموز، في تجاهل واضح إلى الوجود العربي والتراث العريق والإلقاء به خارج الإطار".
وأشار إلى أن سياسة "الاقصاء" ليست وليدة اللحظة، " هناك في الكنيست الإسرائيلي وكذلك الحكومة تيارات يمينية تسعى إلى دفع العرب خارج الصورة الحقيقية"، لافتا إلى أن دور مركز الاحصاء لا يجب أن يتخلص بالاندفاع وراء هذه التيارات. على حسب تعبيره.