شمس نيوز/ خاص
أنهى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبل عدة أيام زيارته إلى العاصمة الامريكية واشنطن، التقى خلالها الرئيس الامريكي دونالد ترامب قبل أن يعقدا مؤتمراً صحفياً في البيت الأبيض.
وأبدى عباس خلال المؤتمر استعداده الكامل لتحقيق السلام مع "اسرائيل" برعاية الولايات المتحدة، إضافة إلى انجاز صفقة تاريخية بالعمل مع ترامب وفق مبدأ حل الدولتين، على حد قوله.
ولاحقًا، أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيزور الأراضي الفلسطينية، للقاء مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، في محاولة لتحقيق صفقة تاريخية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم منذ عقود، وفق مراقبين.
ويبقى السؤال المطروح هنا في ظل الأحداث المتسارعة، هل إبداء الاستعدادات والنوايا الحسنة من الطرفين سيثمر عن عودة المفاوضات بين الجانبين؟
تسجيل انجاز
توّقع الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن يحمل ترامب خلال زيارته المنتظرة للأراضي الفلسطينية ، رؤية خاصة، أو يهيأ الظروف للقاء مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال عوض خلال حديثه مع "شمس نيوز"، إنه من الواضح أن ترامب منشغل في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويريد أن يسجل انجازًا سريعًا في عملية التسوية بين الجانبين.
ويؤيد ذلك، المحلل السياسي محسن أبو رمضان، حيث يرى أن هناك اشارات تدلل على أن الولايات المتحدة تريد تحقيق تسوية تاريخية في إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي بصورة كاملة، من خلال ما يسمى بـ "صفقة القرن".
وقال أبو رمضان في حديثه لـ"شمس نيوز"، إن هذه الإشارات برزت عقب مبعوث الرئيس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، واجتماعه برئيس السلطة عباس، وطلب منه عدة شروط، منها تعميق التنسيق الامني، وتغيير "المناهج التحريضية"، ووقف مخصصات أسر الشهداء والجرحى.
بدون شروط
وإزاء ذلك، فإن الحديث يدور حول استئناف المفاوضات بين الجانبين، بدون شروط مسبقة، وفق ما ذكر المحلل السياسي أبو رمضان.
لكنه يستدرك، إنه رغم الحديث عن مفاوضات بدون شروط، إلا أن هناك شروط واضحة فُرضت على الجانب الفلسطيني، دون أن تُفرض على "اسرائيل" ما يدلل على ازدواجية المعايير.
وأوضح، أن الإدارة الامريكية لا زالت مستمرة في هذه السياسة، مشيرًا إلى أن التسوية القادمة لن تكون إلا قائمة لإرضاء نتنياهو و"اسرائيل"، ولن تضمن للشعب الفلسطيني الحق في السيادة وتقرير المصير.
وذكر أن، موازين القوى تشير بأن أي تسوية في هذه الظروف سواء على المستوى الفلسطيني، أو الاقليمي لن تكون لصالح الفلسطينيين، الذين يعانون من الانقسام السياسي، في ظل انشغال البلدان العربية في ملفاتها الداخلية.
وبالرجوع إلى المحلل عوض، الذي أكد أن الفلسطينيين هم من يبدون النوايا الحسنة فقط، لكن "إسرائيل" لم تتحدث عن ذلك، وهو ما يفسر أن الضغوط ستكون على الجانب الفلسطيني فقط.
بينما ذهب المحلل السياسي سميح شبيب، إلى التأكيد على وجود توجه عربي لإعادة تنشيط المفاوضات وإعادة بث الروح فيه، لأن ما هو قائم من جمود يساعد على بقاء حالة "الإرهاب"، وفق تعبيره.
وتوقع شبيب في مقال له، أن يتمخض عن قمة السعودية ما بين ترامب وملك السعودية وقادة الخليج ورئيس السلطة محمود عباس، لقاءً ثلاثيا امريكيا إسرائيليا فلسطينيا، لتدارس الحالة القائمة وما وصلت إليه المفاوضات من طريق مسدود.
وأوضح أن، الحرص الأمريكي ظهر خلال لقاء زيارة عباس لواشنطن ولقاء ترامب، مشيراً إلى أن القمة الإسلامية في السعودية ستكون فرصة جيدة لإحاطة ترامب بما يقتضيه حل المشكلة الفلسطينية.
وأضاف، "ما ستشهده القمة الثلاثية، في حال عقدها، تصادمات شديدة الوضوح، ما بين الطرحين الفلسطيني والإسرائيلي بما يتنافى مع مقررات الشرعية الدولية، ومبادئ القانون الدولي".