قائمة الموقع

خبر صناعة "البامبو" في غزة تصارع للبقاء!

2017-05-17T09:09:04+03:00

شمس نيوز/ ولاء جبريل

تصوير / حسن الجدي

على باب محل ورشته، مقابل سوق "إفراس"  الشعبي شرق مدينة غزة، يجلس الفلسطيني زكريا المظلوم، مستذكرًا بدايات صناعته لأثاث البامبو، حينما تعلم المهنة منذ صغره على يد أخيه الأكبر.

ولأن صناعة أثاث الخيزران من المهن والحرف اليدوية التي توارثتها الأجيال عن بعضها، أتقن المواطن المظلوم  مهنة صنع أثاث البامبو(الخيزران) من خلال تعلمه فنونها على يد أخيه الكبير، تلك المهنة التي صاحبته منذ نحو أكثر من 52 عامًا.


بدأ المظلوم يتحدث عن بدايات عمله في هذه المهنة بكل استمتاع و ثقة، فيقول: "  لقد بدأت مهنتي تلك بعد أن ورثتها عن أخي الكبير قبل 52 عام، وصناعته تتطلب منا جهد وعمل دؤوب، فالصناعات اليدوية تحتاج إلى الكثير من الدقة والتركيز"، مشيراً إلى أن هناك عدة أنواع للبامبو مثل: الفرنسي و الأكليس والمالكان، فيقوم المظلوم بصنعها بأشكال مختلفة كالمفرغ والمجدول والقصة القديمة والقصة الحديثة.

ويضيف المظلوم تفاصيل قصته،  فيقول:" عملت في مهنتي هذه منذ عام 1967ولكن الحروب التي مرّت على فلسطين في تلك الفترة أثرت على العمل"، إلا أن العمل بدأ يستعيد عافيته فيما بعد، فقد أصبح يصنع الكراسي التراثية القديمة والطاولات الكبيرة والصغيرة، وعكاكيز المسنين وعلاقات للملابس، وأسرة ، وهزازات الأطفال .

ويستورد البامبو من اندونيسيا وفيتنام وسنغافورة، فإقبال الناس عليها كبير، خاصة في الصيف، فهي توضع في الأماكن العامة المفتوحة و في الساحات والتراس والحدائق، وبعضهم يضعها في بيته كنوع من التراث الفلسطيني.

وقارن بين الخيزران والراتان فيقول: "الخيزران لا يقدم و جودته تبقى كما هي، فالخيزران يمكننا بعد عشرين عام ترميمه وإعادته إلى حالته التي كان عليها من قبل، وبالشكل الذي نريده" أما الراتان فهو خيزران مصنع بلاستيكي، وعليه إقبال كبير، فهو رخيص الثمن وأقل تكلفة إلا أن نسبة التلف فيه عالية ولا يمكن ترميمه، فضلًا عن أن الكثير ممن استخدموه يشتكون منه بعد فترة قصيرة،.

ويكمل:  لا يواجه صعوبة في مهنتي أو أيّة خطورة ، مشيرًا إلى أنها تعتبر من أحد أوجه التراث الفلسطيني الذي ورثناه عن أجدادنا معتبرا المحافظة عليه واجب وطني  لكي تبقى هويتنا التي تميزنا عن غيرنا من الشعوب.

لكن المظلوم يشعر اليوم بالضيق، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، فصناعة أثاث البامبو( الخيزران) تعتبر من المهن الأساسية التي أصبحت مصدر رزق وإعالة لكثير من الأسر الفلسطينية، بعد أن توارثتها الأجيال.

 هذه المهنة لم تعد تحظ بالإقبال الجيد في غزة، والسبب في ذلك هو حصار القطاع منذ أكثر من عشر سنوات، والذي أوجد أزمات اقتصادية ، أثرت بشكل كبير على سوق الخيزران بالقطاع، فضلا عن عدم ادخال المواد الخام اللازمة لصناعته.


ويشتكي المواطن المظلوم من قلة الإقبال على أثاث الخيزران، بعدما كانت تدر أرباحًا عليه، واصفًا الأوضاع الحالية بالسيئة والصعبة، وطرق الحصول على المواد الخام باتت صعبة بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.

ووفقًا لموسوعة "ويكييديا"، اندونيسيا كانت من أكثر الدول المصدرة لخشب البامبو، ولكنها امتنعت عن التصدير، لتصبح أحد الدول المصدرة لأثاث البامبو ، وبذلك تكون زادت أرباحها، مشيرًا إلى أن خشب البامبو ينمو في  البلدان الحارة وذات الأمطار الموسمية ما يجعل متانته أعلى، ويمكن تنظيفه بأسهل الطرق من خلال المكانس الكهربائية وغسله بالماء.














اخبار ذات صلة