غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر عائلة سعود تشتري الحكم من ترامب..!!

بقلم / أكرم عطا الله

ليس هناك عاقل يمكن أن يفهم مئات المليارات التي دفعت فجأة للولايات المتحدة فهذه المبالغ التي اقتربت من نصف تيلريون دولار جاءت مفاجئة ، وليس هناك عاقل ممكن أن يتصور أن حجم العلاقات الثنائية والتبادل التجاري بين الدولتين يمكن أن يصل الى هذه الأرقام التي لم نسمع عنها في أية اتفاقيات بين الدول.

ما حصل لا يجب أن يشغل بال رجال الاقتصاد فمن سيصدق أن السعودية ستستهلك من البضائع الأميركية خلال العقد القادم ما معدله 50 مليار دولار للعام الواحد ؟ هذا شيء خيالي، فما حصل هو أكبر رشوة تاريخية يقدمها نظام حكم مقابل بقاؤه في السلطة لرئيس أميركي جاء غاضباً مما فعلته هذه الأسرة على امتداد سنوات سابقة ولم يخف نيته استهدافها ومعاقبتها عند اكتشافه حجم دعمها للعنف والتطرف في المنطقة.

أصيبت الأسرة الحاكمة بالذعر فأرسلت على عجل ابن الملك وزير الدفاع الشاب محمد بن سلمان للقاء الرئيس ترامب وواضح أن الصفقة مع رئيس جاء من عالم التجارة والمال قد تمت في ذلك اللقاء الذي أحدث تحولاً في موقف الرئيس من اعتباره للسعودية دولة الداعمة للارهاب ينبغي معاقبتها بقانون جاستا وغيره الى دولة مقاتلة ضد الارهاب بل وتمخضت القمة التي عقدت بالأمس من أن تكون السعودية مقراً للمركز العالمي لمكافحة التطرف وهو ما آثار سخرية ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي.

التطرف مركزه السعودية فقد نما وترعرع في تلك البيئة الصحراوية المتخلفة والمواطن السعودي العادي هو حالة تطرفية بالمعنى الاجتماعي ومفهومه للمرأة مفهوم متوحش وكذلك رؤيته للآخر وليس من المصادفة أن أكثر قتلى الحركات المتطرفة في سوريا هم من السعوديين، انها البيئة الصحراوية الوهابية التي دفع العرب ثمن تحجرها وتخلفها.

تلك البيئة التي أدرك العالم خلال الأعوام الأخيرة أنها الحاضنة الأكبر للتطرف ودفيئته الكبرى والولايات المتحدة وصلت لتلك النتيجة لذا توعد الرئيس ترامب السعودية متعهداً أن يعالج التطرف ليس بنتائجه بل أسبابه وبيئته وجذوره وثقافته التي تنمو في ظلال الحكم الأسرة المالكة في الرياض وهنا كانت معادلة التاجر الخبير دونالد ترامب هل يقتلع ذلك الحكم أم تدفع تلك الأسرة ثمن بقاءها وهي جاهزة مستعدة لأن تدفع بكل امكانيات المملكة ومدخرات الشعب السعودي وثرواته مقابل أن تستمر في الحكم.

رفع ترامب في البداية سيف التهديد ليرفع السعر المطلوب، أدرك أنه يتعامل مع مجموعة من البدو السذج ولديهم من الأموال ما يغطي قارة بأكملها، وقد حصل على ما يريد وحين سأله الصحفيون بالأمس بعد توقيعه الاتفاقيات بمئات المليارات كان في ذروة سعادته لسرعة انجاز الصفقة قال "لقد كان ذلك يوماً رائعاً استثمارات هائلة في الولايات المتحدة، استثمارات بمئات المليارات من الدولارات الى داخل الولايات المتحدة، والوظائف والوظائف والوظائف" هكذا كررها ثلاث مرات بنشوة التاجر الذي خطط جيداً لفريسته الخائفة والتي كانت مستعدة لكل شيء.

هل تحتاج السعودية إلى أسلحة بمائة وعشرة مليار دولار ؟ وهل هناك جيش سعودي مؤهل لاستهلاك هذا الرقم من السلاح .. ولتقريب المقارنة فقد كانت موازنة الدفاع السعودية أكبر من موازنة الدفاع الروسية خلال سنوات ما قبل 2015 كثالث أكبر موازنة دفاعية على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة والصين .. ويمكن لأي مواطن أن يعقد مقارنة بين قدرات روسيا والسعودية ليعرف ماذا يعني السلاح لدى دولة مثل السعودية ولماذا تتفق هذه المبالغ في الوقت الذي تصيبنا فيه الاختراعات العسكرية الروسية بالدهشة في مجاراتها لأعتى وأحدث الأسلحة الأميركية والعالمية.

هذا هو العبث بمقدرات الأمة تقدم السعودية نموذجه الأكثر رداءة ، كيف يمكن تقديم العزاء لأمة فقيرة تدخر طوال عمرها لتسقط فريضة الحج ثم تكتشف أن ما ادخرته ذهب لايجاد وظائف ورفاهية للأميركان هكذا بكل بساطة وغضب .. هل ذهب مظفر النواب بعيدا حين قال " كافر من يحج بدون سلاح "؟ والأسوأ أن ترعى السعودية قمة تكتشف أن حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي منظمات ارهابية .. الارهاب هو منتج سعودي وهابي حصري وليس فلسطيني أو لبناني فهذه الشعوب ومنتجها هم مقاتلوا حرية ،سعودي بالتاريخ والأرقام أما هؤلاء الذين تم تصنيفهم هم أعداء إسرائيل .. ليتها توقفت عند اكتشاف هز الفنجان.

إن أمة يحركها رسام مجنون في فرنسا ويدفعها للشوارع إذا ما اقترب قلمه مخربشا بغباء عابر من الرسول الكريم ولا يحركها كل هذا التدنيس لارض الرسول هي أمة تشبه قادتها ولو كانت غير ذلك لما حصل ما حصل بالأمس على أرض الرسالة ، ومن يحكم أمة بهذا المستوى من السذاجة يفعل أكثر من ذلك من دون حساب.

نقلا عن / نبأ برس

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه


"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".