شمس نيوز/ هيئة التحرير
اختصر السفير القطري محمد العمادي، الكثير على سكان قطاع غزة المترقبين لانفراجة قريبة، قائلًا "للأسف الأوضاع تتجه نحو الأسوأ"، فلا يكاد القطاع يخرج من عنق الزجاج، حتى تطيح به أزمة جديدة.
تصريحات العمادي تأتي قبل ساعات من وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحركة "حماس" التي تدير القطاع بـ"الإرهابية"، في قمة حضرها نحو 50 دولة عربية وإسلامية بالرياض.
أيّ "أسوأ" يقصد العمادي؟
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله، يرى أن هناك موجة عالمية أكبر من حماس وقطر، تجلّت بوضوح في تصريحات ترامب حول توصيف حماس "بالإرهاب".
وقال لـ "شمس نيوز"، هناك تعامل جديد مع قطاع غزة ولا أعتقد أن قطر ستكون خارج هذا النظام الدولي، فهي لا تستطيع أن تقرر وحدها خارج سربه ".
وأشار إلى، أن السلطة الفلسطينية خلال الأيام القادمة ستقرر إذ ما كانت ستوقف إمداد القطاع بالكهرباء، عبر الخطوط الإسرائيلية المغذية له أم لا، ما يضع القطاع أمام أزمة جديدة.
وكانت السلطة اتخذت، مؤخرًا، مجموعة من الإجراءات "العقابية" تجاه قطاع غزة، زعمت بأنها جاءت ردًا على تشكيل حماس هيئة خاصة بإدارة قطاع غزة، وتعطيل حكومة الوفاق من القيام بمهامها.
بين الممكن والاستبعاد
وزاد عطا الله بالقول: نحن أمام إجراءات من قبل السلطة الفلسطينية وضغوطات، كما أننا أمام مصالحة لم تتم، إلى جانب زيادة حدة الخلافات السياسية الداخلية، وتعثر الوصول إلى حلول للأزمات الراهنة، كل ذلك من الممكن أن يؤدي إلى صدام عسكري مع "إسرائيل".
من جهة ثانية، توقع المحلل السياسي طلال عوكل، أن "الأسوأ" يشير إلى المزيد من الضغوطات وتفاقم الأزمات القائمة بالفعل، كالكهرباء والمياه والرواتب والمعابر، لافتًا إلى أن العمادي ليس بمحلل سياسي إنما دبلوماسي لديه معلومات رسمية.
وقال: " قطر دولة قريبة من أمريكا، وتصريحات ترامب لها ما بعدها من ترتيبات أكبر للضغط على حماس من الإدارة القطرية".
لكنه استبعد على خلاف عطا الله، أن تحمل الأيام القادمة أي مواجهات عسكرية مع الجانب الإسرائيلي.
فيما ذهب مصطفي الصواف، المحلل السياسي المقرب من حركة "حماس"، إلى أبعد من سابقيه، قائلًا: إن "تصريحات العمادي تدلل على أنه لا استجابة من قبل رئيس السلطة محمود عباس على المبادرات القطرية لحل الأزمات الراهنة بغزة".
وأضاف، أن محاولات قطر لإصلاح ما يعانيه القطاع من أزمات أصبحت تفوق قدرتها.
وحول تصريحات ترامب، أشار الصواف أنها "ليست جديدة"، مضيفًا أن حماس مدرجة على قائمة الإرهاب في لوائح الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك، في وقت تتطلع فيه حركة حماس لكسر عزلتها السياسية بعد إصدار وثيقة سياسية جديدة وصفها مراقبون بـ"المرنة".
وقال الصواف، إن حماس تتجه نحو بذل الجهود لإثبات أنها حركة تحررية فلسطينية لا تعمل لصالح أي جهة خارجية، فمن حق الشعوب المحتلة أن تحارب المحتل، وتستند في ذلك إلى شرائع دولية، كما تستمر في توضيح "وثيقتها" السياسية الجديدة، محاولةً منها إلى حشد المناصرين لها.