قائمة الموقع

خبر مفاوضات القاهرة.. هل تنتهي بصلح فلسطيني أم بهدنة مع الاحتلال؟

2014-09-23T08:25:36+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

انطلق الوفد الفلسطيني المشارك في لقاءات المصالحة والمفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، ظهر أمس الاثنين في طريقه للعاصمة المصرية "القاهرة" والتي ترعى تلك المفاوضات واللقاءات، لاستكمال جولتها الثانية، والبحث في الوضع الداخلي الفلسطيني.

مناكفات سياسية وخلافات علنية واشتراطات سبقت تحديد موعد لقاء المصالحة بين حركتي فتح وحماس، خصوصاً بعد وقف إطلاق النار بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي الذي تم إعلانه من الأراضي المصرية، بعد معركة سياسية وميدانية صعبة دامت أسابيع عدة.

ويرى مراقبون أن فرص نجاح لقاءات القاهرة سواء المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، أو لقاءات المصالحة بين حماس وفتح ضئيلة جداً، مؤكدين أنها ستكون صعبة وشاقة.

كما وشدد المراقبون في أحاديثهم لـ"شمس نيوز" أنه يجب علينا كفلسطينيين أن نتصالح مع أنفسنا أولاً حتى نتمكن من مواجهة إسرائيل في المفاوضات، منوهين إلى أن مستقبل العلاقات بين حركتي "فتح وحماس" هو الذي سيحدد مستقبل قطاع غزة.

وكان نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وعضو وفد الحركة من الخارج زياد نخالة قال : إن اللقاء الذى تستضيفه القاهرة يوم غد الأربعاء سيكون مجرد اجتماع واحد للاتفاق على جدول الأعمال الخاص بالمفاوضات، بينما ستكون اللقاءات التفصيلية بعد عيد الأضحى.

وأوضح النخالة أن الوفد الفلسطيني سيعقد اجتماعًا أوليًا اليوم الثلاثاء مع المسئولين المصريين، مشيراً إلى أن الاجتماع التفصيلي للفصائل الفلسطينية المرتقب لاحقًا سيتزامن واجتماع القاهرة لإعمار غزة، "وبالتبعية سيكون هناك حوار مع حركتي حماس وفتح لإتمام المصالحة الفلسطينية".

مسألة حيوية

المحلل السياسي حسن عبدو يرى أن مستقبل العلاقات بين حركتي "فتح وحماس" هو الذي سيحدد مستقبل قطاع غزة، مضيفاً: بمعنى أن الوفاق بينهما هو بهذه الأهمية وإلى هذه الدرجة، فلن يكون هناك أفق في قطاع غزة دون أن يكون هناك توافق بين الحركتين، وبالتالي الوصول إلى توافق وطني داخلي بينهما مسألة حيوية وأكثر من ذلك بكثير".

وتابع عبدو خلال حديثه لـ"شمس نيوز": الأمر الثاني هو الوصول إلى اتفاق مع الاحتلال، ومن خلال المتابعة نرى أن لديه رغبة بأن يتم إنهاء الحصار عن قطاع غزة"، مستدركاً حديثه بـ" لكن ليست كنتيجة مباشرة للعدوان، بمعنى أن إسرائيل لا تريد أن يكون رفع الحصار مربوطا بصمود المقاومة ومطالبها".

كما توقع أن لا يتم التوصل إلى اتفاقات سواء مع الجانب الإسرائيلي، أو مع الفلسطينيين أنفسهم، مشيراً إلى أنه سيكون هناك الكثير من الاتفاق على التفاصيل الدقيقة.

وأكد عبدو أن مفاوضات القاهرة التالية صعبة واحتمال نجاحها ضئيل، عازياً ذلك إلى أن هناك مخاطر تهدد الحالة الفلسطينية، إذا ما استمر الانقسام ولم تتوصل فتح وحماس إلى حل.

وقال: هناك صعوبات حقيقية ولا يمكن أن نقدر حجم العقبات التي تقف بين الفلسطينيين للتوصل إلى وفاق وطني، وبين الفلسطينيين من جهة والاحتلال من جهة أخرى".

وأشار المحلل السياسي إلى أن إسرائيل تراقب الشأن الفلسطيني والصحافة العبرية تحدثت عن صعوبة الوفاق الفلسطيني في هذه المرحلة، موضحاً أن إسرائيل تعول على مسألة بقاء الحالة الفلسطينية المنقسمة وعدم وجود وفاق بين كل من "فتح وحماس".

وبعد انتظار دام أسابيع لاستئناف المفاوضات غير المباشرة وبعد عدة تصريحات حول لقاءات المصالحة، عادت مصر مرة أخرى لتقود هذه الحوارات في أرضها والتي تعتبر الراعية الأساسية سواء للمصالحة أو المفاوضات مع إسرائيل منذ البداية وحتى الآن".

لا تبشر بخير

وفي السياق، يرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي وسام عفيفة أنه من الضروري أن يتصالح الفلسطينيون، ليتمكنوا من مواجهة إسرائيل في المفاوضات"، التي وصفها بأنها "ستكون صعبة وقاسية"، مشدداً على "أننا بحاجة لموقف فلسطيني موحد كي نستطيع بشكل جماعي أن نحقق مطالبنا، خصوصاً وأن الاحتلال يستفيد من الثغرات والخلافات الفلسطينية الفلسطينية".

ولفت عفيفة في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن المعطيات التي كانت قبل اللقاء الفلسطيني كانت لا تبشر بخير، في ضوء المواقف الصادمة عقب العدوان وانتهاء الحرب، معتبراً أن هناك تصريحات من بعض أفراد السلطة وحركة فتح كانت كلها ابتزاز للمقاومة وغزة ولحماس، مقابل المساهمة في إعمار غزة ورفع الحصار.

وأضاف: هذا موقف للأسف انتهازي لا يتناسب مع روح الوطنية ولا مع احتياجاتنا كفلسطينيين في المرحلة اللاحقة، ولكن أمر الحوار الفلسطيني واستكمال المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، ربما دفعت الأطراف الفلسطينية لإتمام الموقف الفلسطيني حسب الحالة التي كان بها خلال الحرب".

وحول تزامن لقاء المصالحة والمفاوضات مع الاحتلال وفي نفس المكان، عزى المحلل عفيفة أسباب هذا التزامن إلى أن الراعي واحد وهو الضامن لوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات غير المباشرة، منوهاً إلى أن السبب الآخر هو الأزمة الداخلية وحالة الانقسام التي غيبت السلطة وحكومة الوفاق عن قطاع غزة حتى هذه اللحظة.

ونبه الكاتب الصحفي إلى أنه من مصلحة الجانب الإسرائيلي أن يبقى الانقسام الفلسطيني، والدخول بمفاوضات معهم لانتهاز الفرصة بسبب ضعف موقفهم، حسب عفيفة.

وأردف بالقول: هذا الانقسام يصب في مصلحة إسرائيل ويقوي موقفها، ويضر القضية الفلسطينية بشكل عام، سواء من زاوية القضايا الرئيسية كالاستيطان والأسرى والقدس أو غيرها من القضايا".

وكان وزير الشؤون الاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس قد شكك بجدوى حوارات القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية، بسبب تمسك حركة المقاومة الإسلامية حماس بسلاحها.

وقال شتاينتس في حديث نقلته القناة العبرية العاشرة إن فرصة نجاح المحادثات ضعيفة في ظل عدم استعداد حماس لنزع السلاح من القطاع، منوهًا إلى أن ذلك سيجعل من الصعب تحقيق اتفاق بعيد الأمد بين الجانبين.

اخبار ذات صلة