شمس نيوز/ خاص
يحسب أهالي قطاع غزة لاستقبال شهر رمضان المبارك هذا العام، ألف حساب، خاصة أنه يأتي في ظروف اقتصادية ومعيشية في غاية الصعوبة، بعد توالي الأزمات التي أثقلت كاهلهم وزادت حدتها منذ قرابة شهرين.
ويهل الشهر الكريم في وقت وصلت فيه الازمات إلى ذروتها، بدءًا من الحصار الاسرائيلي، والانقطاع الكبير في الكهرباء والمياه، وصولًا إلى أزمة خصم رواتب موظفي السلطة بغزة.
في التفاصيل، فقد بدأ مسلسل الأزمات عندما أقرّت حكومة رام الله، خصم 30- 50% من موظفي السلطة في غزة، ثم تبعها فرض ضريبة "البلو" على الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء، ما أدى إلى توقف المحطة عن العمل بشكل كامل، وعودة العمل بجدول 4 ساعات وصل، وما يتبعه بطبيعة الحال انقطاع المياه عن منازل المواطنين.
ما يضع الغزيين في استقبال رمضان بجيوب فارغة، ونفسية مثقلة بالهموم، على خلال الأعوام السابقة، وهو ما لاحظه مراسل "شمس نيوز" على وجوه المواطنين من ملامح الحزن، خلال جولة له، في الأسواق الغزية.
المواطنة أم أحمد سمور (30 عامًا) تُمسك طفلتها وتتجول في سوق الشيخ رضوان بغزة، تبحث عن الحاجيات اللازمة لبيتها وعائلتها خلال شهر رمضان، لكنها تبدو حائرة، كونها لا تمتلك أموالاً كثيرة نظراً لسوء الأوضاع المعيشية التي تعصف بالقطاع.
وتتحدث سمور لـ"شمس نيوز"، عن استعدادها لاستقبال الشهر "رمضان يحتاج إلى مصاريف أكثر بخلاف أشهر، ويزداد فيها متطلبات ولوازم العائلة، لذلك سيكون هذا الشهر صعباً"، موضحةً أنها تعيش في بيت صغير برفقة اطفالها الأربعة، حيث يعمل زوجها في عمل خاص يتقاضى راتباً لا يتجاوز الـ 800 شيكل.
ولم يختلف حال المواطن أبو محمد عايش (38 عامًا) كثيرًا عن سابقته، حيث تجرع من كأس الأزمات، كونه من أحد موظفي السلطة الذين خُصم من رواتبهم.
ويبدو رمضان هذا العام لدى المواطن عايش مختلفًا عن الأعوام الفائتة، نظرًا للضائقة المالية التي حلّت به، وعدم مقدرته على الإيفاء بكل متطلبات عائلته خلال الشهر"، يروي أبو محمد استعداداته لاستقبال لرمضان.
ويضيف أبو محمد لـ "شمس نيوز"، أن خصم الرواتب يضاعف من المعاناة الموجودة أصلاً من الحصار الاسرائيلي وزيادة ساعات قطع الكهرباء.
ويناشد كل الجهات المعنية والمسؤولين بضرورة، حل هذه الأزمات التي تعصف بالقطاع، مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
**الحركة الشرائية
وفي زاوية أخرى، تبدو الأسواق شبه خالية من المواطنين، رغم تكدس البضائع الرمضانية في المحلات، وهو ما يفسر تأثير الأزمات على الحركة الشرائية في الأسواق.
في هذا الإطار، التقى مراسل "شمس نيوز" مع المواطن محمد جبر صاحب أحد محلات البقالة في سوق الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، حيث أكد ضعف إقبال المواطنين على شراء أغراض ولوازم رمضان.
وقال جبر: "تراكم الأزمات في غزة، والتي آخرها الخصم من رواتب موظفي السلطة، أثّر بشكل كبير على حركة الاسواق، مما سيؤدي ذلك إلى تكدس البضائع".
وعن طبيعة أسعار السلع لهذا العام، فقد أوضح أنه لم يطرأ عليها أي تغيير، ولكن الخصومات على الرواتب، أدت إلى ضعف الإقبال، وعدم الشراء.
**عام أصعب!
من جانبه، يرى أمين أبو عيشة المختص في الشأن الاقتصادي، أن قلة الرواتب وانحسار دخل الفرد في القطاع، سينعكس سلباً على القدرة الشرائية لهم، مما سيؤدي ضعف حركة الأسواق أيضًا.
وأوضح أبو عيشة لـ "شمس نيوز"، أن الأوضاع المعيشية هذا العام أصعب من الأعوام السابقة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيدفع المواطنين لشراء السلع الرمضانية الاساسية فقط، وبالحد الأدنى.
وبيّن، أنه سيؤدي إلى نوع من الكساد والركود في الأسواق من جهة، وسيعيق عملية الاستيراد من الخارج من جهة أخرى، مما سيؤدي إلى زيادة العرض للبضائع وقلة الطلب.
وأعرب عن أمله ألا تستمر هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها المواطنين في القطاع، وأن تتدخل الجهات المعنية، لحل تلك الأزمات.