شمس نيوز/تمام محسن
في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، مطلع شهر رمضان المبارك، استقبل أهالي الأسرى خبر انتصار ذويهم المضربين عن الطعام لليوم الأربعين على التوالي.
"إدارة مصلحة السجون توافق على التفاوض مع قيادة الإضراب لبحث مطالبهم " هذا عنوان الخبر الذي أبرقته به وسائل الإعلام.. لكن التفاصيل لا تزال غير معلنة!
بينما لا يزال مراسلو الصحف في مكاتبهم، تقاطر أهالي الأسرى والمتضامنون إلى خيمة الاعتصام المقامة في ساحة السرايا وسط مدينة غزة(معتقل أنصار سابقًا) تحملهم فرحة الانتصار.
وعلى غير العادة غابت الجمل المعلّبة والخطب الرنانة لتحل مكانها الزغاريد والأغاني الوطنية، وعلى رغم من الصيام دارت قطع الشوكولاتة على المتواجدين في الخيمة.
"قلبي بيرقص" بهذه الكلمات اختصرت والدة الأسير ضياء الأغا علينا وعليها عناء وصف فرحتها بخبر تعليق الإضراب، تقول عيّدنا في أول يوم برمضان ...هذا النصر للأمهات وللشعب الفلسطيني بأكمله".
ضياء الأغا المعتقل في سجون الاحتلال منذ سبتمبر 1992، ويقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة، خاض الإضراب إلى جانب أكثر من 1800 أسير فلسطيني للمطالبة بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها والعلاج الطبي للأسرى المرضى، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.
وحتى مساء الأمس، لم تكن هناك أي إشارات حول بدء المفاوضات بين إدارة مصلحة السجون وقيادة الإضراب، حتى أخذ القلق ينهش قلوب أمهات الأسرى خوفًا على ذويهن.
وتقول أم ضياء بكلمات سريعة، "خلال الأربعين يوم الإضراب في الأربعين كنا قلقين وبنعاني معاناة شديدة. كنت أخاف يجي رمضان وأولادنا لسا مضربين عن الطعام"، مشيرةً إلى أنه جرى نقل الأسير ضياء بين أربعة سجون إسرائيلية خلال الإضراب.
من جهة ثانية، الأسير المحرر محمد حشاش (53 عامًا)، والذي خاض أربعة إضرابات خلال فترة اعتقاله في سجون الاعتقال، يقول "ننتظر الأخبار السعيدة، لن نقبل باستقبال أخبار سيئة" بعد أربعين يومًا من المعاناة.
ولا يخفي صوته الرزين قلقه حول تفاصيل الاتفاق، لكنه يستدرك مطمئنًا نفسه "حتى لو لم يتم تحقيق مطالب الإضراب.. فلا مجال للرجوع إلى الوراء".
ويتابع، "انتابني القلق مؤخرًا كيف سيوائم المضربين بين إضرابهم وصوم الشهر الفضيل. لكنني واثق من إخواني في السجون".
وصباح اليوم السبت، أعلن عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى، تعليق الأسرى إضرابهم، بعد التوصل لاتفاق مع لجنة الاضراب بقيادة الأسير مروان البرغوثي حول مطالبهم الانسانية.
وأوضح قراقع، في تصريحات صحافية، أن المفاوضات في سجن عسقلان، استمرت لأكثر من 20 ساعة حضرها القائد مروان البرغوثي وقيادة الاضراب للمفاوضات، مع مصلحة السجون التي كانت رافضة حتى ساعات قريبة مجرد فكرة الحديث مع البرغوثي وقيادة الاضراب.
وفي مؤتمر صحافي، في مدينة رام الله، قالت اللجنة الوطنية للإضراب إن بنود الاتفاق سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.
لكن صحيفة "هآرتس"، ذكرت أن محادثات لاحقة بين مصلحة السجون وبين قيادة الأسرى من المتوقع أن تشمل المحادثات ساعات إغلاق الأقسام في السجون، وإعادة ظروف إعداد الأكل إلى ما كانت عليه في السابق، وإتاحة المجال لاستكمال تعليمهم.