غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر من قتل ياسر عرفات..؟؟

بقلم / أكرم عطا الله

بعد أربعة أيام فقط من دخول الراحل أبو عمار مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي كان قد مات اكلينيكياً وبقي عشرة أيام يعيش على الأجهزة ومن أطرف وأعظم ما قيل حينها أن رئيس المخابرات الفرنسية اتصل بأحد العاملين في الملف الفلسطيني ليبلغه أن عرفات مات اكلينيكياً فرد عليه الأخير "ماذا أفهم؟ هل مات الرجل أم لا؟" فرد مدير المخابرات "في هذه الحالة لكل البشر يمكن أن أقول واثقاً أنه مات، ولكن هذا ياسر عرفات قد يفاجئنا ويصحو من جديد".

عندما كتبنا في بداية الأسبوع عن مهبط ياسر عرفات والمقر القطري الجديد مطالبين بالحفاظ على ارث الراحل كان مؤيدو قطر في الساحة الفلسطينية يردون بلسان واحد " كان الأجدر كشف ومحاسبة قاتليه" في اشارة الى طرف فلسطيني مشارك في عملية القتل أو مقايضة السماح لحماس وقطر أن تفعلا ما تشاءان في ارث الراحل مقابل صمت الكتاب على قاتل عرفات.

كنت قد كتبت في جريدة الأيام عما سقط لدى من معلومات من أطراف فرنسية حول هذا الملف الخطير ولكن هناك من هم مقتنعون برواية تصب في منظومة الدعاية الخاصة بهم ومن السذاجة حقاً أن يعاد نبش قبر الراحل لمعرفة نوع المادة التي قتل فيها الزعيم فهل  نشك في أن فرنسا نفسها لم تكن تعرف حتى قبل أن يغادرها عرفات محمولاً؟ فتلك مسألة تتعلق بالأمن القومي الفرنسي لدولة عظمى يتطلب أمنها معرفة تلك المادة لأنها لو لم تكن ضمن أسلحتها هذا يعني أنها ممكن أن تقف عاجزة أمام اصابات من هذا النوع فيما لو تم استهدافها لذا كان على فرنسا أن تعرف وأن تكتشف الترياق المضاد لكنها عرفت كيف تم استهدافه بعد فوات الأوان وكان جسد الزعيم قد تحطم بعد أن وصل متأخراً.

ما لم يرد في التقرير الفرنسي الذي أعد بعناية تحت أعين المخابرات الفرنسية أن عرفات قتل بالبولونيوم والذي أعطى له بواسطة الاشعاع وهناك كما فهمت وسيلتين أما أن الموساد دخل عن طريق صحفي أجنبي بكاميرا صممت خصيصاً وسلط الاشعاع على رأس الرئيس وإما عن طريق البناية التي اعتلاها الجيش الاسرائيلي خلف مكتب الزعيم وهذه كنا جميعاً شهود عليها ونذكر وليد العمري وهو يغطي لقناة الجزيرة عن الأشعة التي كانت تبث على مكتب الرئيس ورأسه من بناية خلفه.

اسرائيل ليست بتلك السذاجة حتى تستخدم أطرافاً فلسطينية في جريمة كبرى جداً بهذا الحجم ، تصرفت لوحدها وهي المتهم الوحيد بعد مكالمة شارون بوش وورد ما يشبه الاعتراف في كتاب رئيس الموساد "افرايم هاليفي " الذي كان على رأس الجهاز أثناء اغتيال عرفات.

بالعودة للفرنسيين الذين لم يضعوا كل ما يعرفون في التقرير الذي أخرج بهذا الشكل دون اشارة لأحد لأن ذلك كان مريحاً للجميع ، مريحاً لفرنسا حتى لا تتهم بتأجيج الأوضاع من جديد لأن هذا ياسر عرفات وسيزلزل الفلسطينيون الأرض اذا ما ورد الاتهام مباشر فلماذا تتحمل باريس المسئولية عن تفجيرها أمام العالم؟ ومريح لاسرائيل عدم ادانتها أمام العالم ومعروف أن مادة البولونيوم موجودة لدى دول فقط ومنها اسرائيل وهكذا حسب التقرير لم تصبح متهمة وكذلك بالنسبة للفلسطينين أيضاً كان هذا مريحاً للورثة حتى لا تتم مطالبتهم بالثأر للزعيم التاريخي وهي مهمة تفوق قدرتهم أو رغبتهم حتى وهذا كله جرى بمباركة الولايات المتحدة والرئيس بوش الذي كان يعرف بالخطة الاسرائيلية.

الفلسطينيون كعادتهم لا تهمهم الحقائق وخصوصاً اذا خالفت تصوراتهم المسبقة وكذلك اذا كانت معاكسة لمصالحهم أو عندما يكون نقيضها يخدم تلك المصالح لذا بقى اغتيال عرفات كقميص عثمان يستخدمه كل من يريد النيل من الآخر بديماغوجيا مثيرة للحزن على مستوى الصراعات بينهم فحماس تستخدم قتل عرفات للنيل من حركة فتح ووضعها في دائرة الاتهام والقدومي كان قد اتهم الرئيس أبو مازن وأبو مازن يتهم خصمه محمد دحلان ومادام كوادر حركة فتح يوزعون الاتهامات بمقتل زعيمهم على بعضهم بعض فلماذا لا تؤكد حركة حماس تلك الدعاية على نمط وشهد شاهد من أهلها؟

لكن الحقيقة التي تواطأ الجميع على اخفائها وهي أن اسرائيل القاتل الحصري بلا منافس وبلا شريك والسلطة تعرف ذلك وحتى طريقة القتل التي قيلت لها همساً وهذا تم تداوله في معظم الأجهزة الدولية لكن الجميع تعوزه الجرأة لأن هذا عرفات وليس الحريري والقاتل اسرائيل وليس غيرها ، الجميع يتسلى بالبحث عن الحقيقة التي تقترب من عقد ونصف بمن فيهم لجنة التحقيق الخاصة بحركة فتح .

أتذكرون عندما قيل أن نتائج لجنة التحقيق الفتحاوية ستعلن في المؤتمر السابع؟ كانت تلك مدعاة للسخرية لأنهم يعرفون القصة منذ بدايتها كما أعرفها أنا، انتظروا مذكرات مدير المخابرات الفرنسية بعد ثلاثة عقود عندما سيبدأها قائلاً " هذا عرفات قد يفاجئنا ويصحو من جديد" وحتى ذلك الحين تسلوا باتهام بعضكم ما دام العجز والفراغ هو المسيطر على الحالة وامسحوا كل تراثه ان أردتم فلديكم القوة والأجهزة ونحن لدينا فقط ذاكرة الأعزل التي تحفظ بأسنانها تاريخ ياسر عرفات .!!

المقال يعبر عن رأي كاتبه

نقلا عن نبأ برس

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".