شمس نيوز/توفيق المصري
سجّل فنانون فلسطينيون في قطاع غزة، حضورهم في مجال برامج الكوميديا، من خلال إطلاقهم للعديد من الأعمال التي تعبر عن حالة أهالي غزة والقضايا التي يعانون منها بسخرية وفكاهة، وسهّلت مواقع التواصل الاجتماعي نشر الحلقات من دون قيود أو رقابة.
وعلى الرغم من مناقشة البرامج الكوميدية المحلية، للموضوعات الاجتماعية المختلفة، إلا أنها تثير استياء المشاهدين أحيانًا، من حيث الطريقة والأسلوب في التناول.
"أتابعها لأنها تعمل على معالجة القضايا المختلفة بطرق ساخرة وهذا ما يجذبني، وأشعر بالتسلية والضحك وسط الأجواء الصعبة التي نعيشها".. بهذه الكلمات تحدث الشاب الغزي محمد أبو دون (20 عامًا) بعد أن جلس أمام شاشة التلفاز ينتظر بث حلقة من برنامجه الكوميدي.
وتابع قبل أن تُطفَأ جمرة شوقه بمشاهدة حلقة جديدة من برنامجه المفضل، أنه يشاهد برامج كوميديا منوعة على الصعيد المحلي والعربي.
ويوضح، أنه لا يعنيه استغلال أو خداع الناس في البرامج حتى لو كان واضحًا جدًا، وأن ما يعنيه كمشاهد ومتابع أن تكون في الإطار المنطقي والعقلاني وألا يُستخف بعقله.
على عكس محمد، فالشابة آلاء البرعي (24عامًا)، قالت إنها تشعر بالاستياء تجاه حلقات برنامج كوميدي شاهدتها منذ يومين، وهي من انتاج قناة "محلية"؛ وذلك لافتعالها المشاهد.
تضيف، وهي تنتظر ساعات المساء لمشاهدة برنامجها الكوميدي المفضل، "من الحلقات المستفزة التي شاهدتها في البرنامج الكوميدي المحلي، حلقة غلاء البنزين، ببعض اللقطات، والتي أعتقد أنه كان بمقدور القناة مسحها بالمونتاج؛ لأنها تحوي مشاهد سلبية ولا يفترض أن تخرج عنا كمجتمع فلسطيني".
وما تراه آلاء، جميلاَ ومضحكاَ، في تجسيد القضايا الحقيقة التي يعاني منها المجتمع، كسوء استخدام النشطاء لمواقع التواصل الاجتماعي، وحق العودة واللاجئين.
وتضيف أن البرامج الكوميدية لا تتحكم بالذائقة العامة للناس، وأن لكل مشاهد برنامجه المفضل.
أما رامي أبو شاويش (42عامًا) فيرى أن البرامج الكوميدية ليست للضحك فقط؛ لكنها تسعى لتسليط الضوء على السلبيات والايجابيات في المجتمع.
وانتقد رامي بعض حلقات البرامج الكوميدية المحلية، التي قام خلالها أحد المقدمين بالتنكر بـ"إعاقة" على كرسي متحرك، ويضيف رامي وهو يشعر بذات الاستفزاز أثناء مشاهدته المقطع، "بلا فكرة أو مضمون، وهذا استهزاء بذوي الاحتياجات الخاصة، ولابد تكون الفكرة مبدعة ولها هدف بعيدًا عن السطحية والاستهزاء والاستغلال".
وكسابقيه، يجد المصور الصحافي محمود أبو حصيرة (29 عامًا) في مشاهدة البرامج الكوميدية ملاذًا من السياسة وواقع قطاع غزة المحاصر منذ 10 سنوات، ومحاولة للترويح عن أنفسهم المتعبة.
ويرفض محمود البرامج الكوميدية التي تستغل حاجة الناس لها، والتي تضم مقالب وخوف، وتستغل حالة الناس لإضحاك الجمهور، موضحًا أن من الأشياء "المستفزة" بالنسبة له خلال مشاهدته البرامج الكوميدية، هو ترويع الناس والضحك على معاناتهم أو جهلهم.
وتمنى من الجهات الرقابية على وسائل الاعلام، محاسبة مقدم ومخرج البرنامج وخاصة الذي يروع الناس، وطالب النائب العام بضرورة متابعة هذ البرامج ومحاسبتها على مخالفتها.
واقترح أن يتم عرض حلقات البرامج الكوميدية على أصحاب الرأي والقرار، حتى تكون تحت طائلة المسئولية.