شمس نيوز/ توفيق المصري
تحرك الرماد بعد سكون، وعادت الحجارة لترتص ولتستجمع قواها، كصحراء جرداء زارتها الماء، وشرعت نسمات الصباح لتنسج خيوطها ولتنفذ عبر أزقته وشوارعه وأرضه وسماءه؛ لتغسل عنه أوجاع عاشها قبل ثلاثة أعوام.
(160) شهيداً، و3 آلاف منزل مدمر بشكل كليّ، و10 آلاف بشكل جزئي، حصيلة ما خلفته الحرب الأخيرة عام 2014 في حي الشجاعية.
وعلى رغم من هذه الكارثة الإنسانية، إلا أن الحياة عادت إلى مراكبها واسترجع الناس مقومات البقاء من جديد.
على يمين الطريق ويساره في سوق الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة، وهو أحد الأسواق الشعبية في القطاع، عادت المحلات لفتح أبوابها، وعاد الباعة لرسم الابتسامة على وجوههم، تعويضًا عن لحظات الفرح التي فاتتهم، واحتفاءً بالشهر الفضيل.
لكن مشاعر أهالي الحي تبقى مؤججة، يخالجها حزن دفين، مستذكرين أبنائهم الذين غابوا عن الموائد الرمضانية، والبيوت التي احتضنتهم واحتوت ذاكرتهم، لم تفلح جهود الإعمار ومرافق الحياة الجديدة في إخماد جذوتها.