غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مفارقات الأزمة الخليجية العصية على الفهم..!!

 بقلم/أكرم عطالله

عندما تكون الأزمة بين السعودية وقطر هذا يعني أنها بين طرفين أحدثا كل هذا الخراب للأمة العربية، الأولى التي صدرت لنا كل هذا العنف منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وحرب أفغانستان والمجاهدين العرب مرورًا بكل هذا الدعم للمتطرفين الذين عاثوا فسادًا في سوريا، أما الثانية وكأنها تسلمت الراية من الرياض لتفعل في سنوات قليلة ما فعلته الأولى على امتداد العقود الماضية فقد أعادت ليبيا الى عصر صراعات القبائل بعد أن قادت الناتو لإسقاط القذافي ثم انتقلت تحرق الأخضر واليابس في سوريا بمالها وأساطيلها الإعلامية ومنظريها.

الأهم أن هذه الصراعات في الخليج لا يمكن أن تخرج الى حد تهديد المصالح الأميركية باعتبار منطقة الخليج العربي منطقة نفوذ الولايات المتحدة الأميركية كما قال وزير الخارجية الأشهر هنري كيسنجر وبالتالي فان هذا الصراع الجديد الذي انفتح فجأة بين العرب سيصب في النهاية في الجيب الأميركي لذا ستكون كل الأدوات التي اندفعت سواء ضد قطر أو معها بما فيها تركيا وإيران ليسوا أكثر من لاعبي أدوار في المسرح الأميركي الذي يعرف أين سيجر الأزمة وأين ومتى يقرر وقفها.

لكن عديد من المفارقات العصية على الفهم بل وتصيب كل المتابعين للسياسة والمحللين والمراقبين باندهاشة كبيرة فالتحولات كانت أكبر من أن يتم قياسها وفقاً لنظريات العلوم السياسية أو حتى وفقاً لنظريات المصالح ولا تصلح فيها أدوات التحليل السياسي والاقتصادي بل وربما يحتاج الأمر الى التحليل النفسي الأقرب لفهم سيكولوجية القبائل المتحاربة واليكم بعض منها.

_ تحالفًا هو الأكثر متانة بين السعودية وقطر ضد سوريا والجيش السوري دفعت فيه الدولتان ثروات شعوبهما وتفرغت خلال السنوات الماضية لهذا الملف بتوافق تام الى الدرجة التي هددتا فيها قبل فترة بدخول قواتهما البرية الى سوريا لهزيمة الجيش السوري بالاستناد الى قوى وفصائل يتلقيان الدعم والسلاح من الرياض والدوحة يغطيهما أسطولاً اعلامياً تابع للدولتين، الآن تتهم السعودية قطر بدعم القوى المتطرفة كيف يمكن فهمه؟

_ لو قال محلل قبل شهر بأن ايران التي دارت خلال السنوات الست الماضية بينها وبين قطر معركة كسر عظم حادة يمكن أن تتحالف مع الدوحة لأصبح محل سخرية لأن وضوح الحرب في سوريا كان بين طرفين رئيسيين قطر التي دفعت كل هذه الامكانيات لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وايران التي وضعت أقدامها بالأرض حتى لا يسقط الرئيس بشار وقد دعمت قطر كل القوى التي كانت تقاتل على الأرض في سبيل هذا الهدف جبهة النصرة وأحرار الشام ولواء التوحيد وجيش الاسلام وجبهة ثوار سوريا وتجمع أحفاد الرسول كل هؤلاء الذين تلقى بعضهم صواريخ التاو وحقائب الأموال والأسلحة من قطر للقتال ضد جيش سوريا وقوات حزب الله والمليشيا الايرانية كيف يمكن فهم ذلك أيضاً؟

_ إسرائيل التي بدت تشجع ما يحدث من خلاف في الخليج ضد قطر باعتبارها الداعم الأكبر لحركة حماس هي نفسها التي توفر كل التسهيلات اللازمة لدخول السفير القطري العمادي الى قطاع غزة بل وأكثر فان السفير القطري دائم التنسيق مع وزارة الدفاع الاسرائيلية ومباشرة مع ليبرمان فكيف نفهم هذا أيضاً من اسرائيل التي تتخذ هذا الموقف من دولة مفتوحة العلاقات معها على مصراعيها وبالأمس اعترف السفير القطري في واشنطن بأن الدور الذي تلعبه قطر بين اسرائيل وحماس هو مجرد مهمة تقوم بها بطلب أميركي.

_ الفلسطينيون الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل النزاعات العربية بل أن أي منها يتصدر الأولوية محدثاً تراجعاً لحضور القضية الفلسطينية يقفون على الحياد من هذه الأزمة فيما قبل عامين كانوا يتسابقون "السلطة الفلسطينية وحركة حماس "في اعلان دعمهم للحرب على اليمن التي عرفت بعاصفة الحزم، اليمن مجموعة من الفقراء مثلنا نندفع ضدهم بلا حساب أما قطر التي تعد كيسًا من الأموال والمصالح والمشاريع والشركات فندعي الوحدة والحياد كيف يمكن فهم ذلك بالمعنى الأخلاقي لثورة أو لقوى ثورية يفترض أن تكون مواقفها نابعة من الحق والظلم كما تتعرض له وليس من اعتبارات مالية ؟

_ الأكثر مدعاة للدهشة هو الموقف الأميركي وخصوصاً موقف الرئيس الذي اعتبر أن الاجراءات ضد قطر هي بداية لنهاية الارهاب وكأن دعم قطر لكل المجموعات المتشددة كان من خلف المراقبة الأميركية لكن الرئيس الأميركي يعرف تماماً أن استمرار الضغط على قطر يعني مزيداً من اضعاف للموقف أمام واشنطن التي تهدد بنقل القاعدة الأميركية من هناك ما يؤهلها أكثر للابتزاز تمهيداً لصفقة على غرار السعودية يساهم في انضاجها كل الذين دخلوا على خط الأزمة من عرب أو غير عرب سواء بجهل أو بانتهازية هكذا تبدو المنطقة بالنسبة لترامب كيس كبير من الأموال في يد مجموعة من البدو يقتلون بعضهم ويدمرون البلدان..!!

المصدر: نبأ برس

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".