شمس نيوز/تمام محسن
تصوير/حسن الجدي
أن تجعل طفلًا حزينًا يبستم ليس أمرًا هينًا، لكنه عمل عظيم بلا شك.
حمل أربعة شبان من قطاع غزة على كاهلهم هدفًا لجعل كل أطفال غزة يبتسمون إلى جانب تعليمهم قيمًا وسلوكًا حسنًا في مبادرتهم النوعية "تنيا وكلمنتينا ودينا وعمو محمد"، والتي يقول مؤسسوها إنها الأولى في القطاع.
في سوق الزاوية الشعبي، والمزدحم في مثل هذه الأوقات من العام، تجمع الرباعي المرح يؤدون عروضهم البهلوانية، يشعرون بدواخلهم بفرحة عارمة مع تصفيق واندهاش رواد السوق والمارة.
ويقول أمجد المجدلاوي (28 عامًا)، إن الفكرة راودتهم خلال العمل مع الأطفال في مسرح فلسطين الترفيهي: "لاحظنا أن بعض الأطفال يهابون الدمى التي لا يظهر بها وجه المهرج فبحثنا عن فكرة جديدة لا تثير خوف الأطفال وتعلمهم سلوكيات حسنة"، يضيف.
ويقاطعه زميله فداء اللداوي(32 عامًأ) الذي يؤدي دور "كلمنتينا"، بالقول إن اختيار الشخصيات لم يكن من فراغ، موضحًا أن الفريق درس اختيار الشخصيات لتكون محببة للأطفال وتعبر عن فكرتهم النوعية.
وحول اختيار سوق الزاوية لانطلاقتهم، يوضح أمجد "اختيار سوق الزاوية لأنه من الأسواق التراثية التي يؤمه الكثيرون وهي فرصة لقياس تقبل الناس للفكرة وتعريف الأطفال بالأماكن التراثية وإظهار جمال قطاع غزة".
في عرض آخر في الهواء الطلق أمام ميناء بحر غزة، تحلّق الأطفال حول سندريلا التي تبدو كأنها خرجت للتو من عالم الحكايا، ترتدي فستانها الوردي وتوزع الفرح على الأطفال.
وتقول دينا نصار التي تؤدي دور السندريلا، إنها تفعل ذلك لإسعاد الطفل في ظل أوضاع القطاع الصعبة والتي تنعكس على نفسياتهم بالسلب.
تحاول طفلة صغيرة أن تتأكد بنفسها أن سندريلا حقيقية أمامها الآن، تمسكها يدها تحركها ثم تشاركها اللعب بعد أن تستلم لفكرة وجودها أمامها.
تقول دينا "تفاعل الأطفال بشكل كبير مع العرض خاصة الفتيات. أول ما شافوني فكروني عروسة لعبة (دمية) أحبوا سندريلا وملابسها".
ويسعى الفريق من خلال عروضهم المتجولة لإيصال رسائل تربوية هادفة للأطفال، ويوضح فداء اللداوي "نحن نقوم بتسجيل حلقات تربوية وتعليمية ومشاهد تعكس صورة واقعنا والذي نعيشه وخاصة سلوكيات الاطفال الايجابية والسلبية ولغاية هذه اللحظة تم تنفيذ ثلاث حلقات". لكن نقص التمويل قد يحول دون وصول الفريق إلى وجهته.
ويعتمد الشبان الأربعة الذين وجدوا في المسرح عالمًا يجمعهم، على تمويلهم الشخصي في إنتاج الحلقات، آملين بالحصول على تمويل يدفعهم للاستمرار.
ويخطط القائمون على الفكرة، لإشراك الأطفال في بالتمثيل ولعب أدوار بالبرنامج، مضيفين أنهم تلقوا طلبات من أطفال للمشاركة ضمن الفريق.