شمس نيوز/ خاص
تترقب عائلة المواطن "أبو إياد" بشغف موعد مسلسل "باب الحارة" الذي يُعرض عند الساعة العاشرة مساءً طيلة أيام شهر رمضان المبارك، حيث تجمعت العائلة قرب التلفاز في تلك اللحظة.
حالة من الهدوء سادت أرجاء المكان بعد أن التئم جميع أفراد العائلة، حول التلفاز، حينما بدأ المسلسل بالظهور على الشاشة، وكأن كل واحد منهم لا يعرف الآخر، ولا يتحدث معه في تلك الفترة.
بعد مضي 15 دقيقة من المسلسل، وحالة من الاندماج التام بدت على جميع أفراد العائلة، دخلت الزوجة لتسأل عن زوجها عن موعد زيارتهم لأحد أقاربه إلا أن الأخير لم يأبه لذلك وكان رده "بعد ما يخلص المسلسل".
اضطرت الزوجة للجلوس لمتابعة المسلسل رغمًا عنها، نظرًا لعدم التفات أيًا من أفراد عائلتها لها ولندائها، لكن ربما لم تكن "أم إياد" على قناعة بما يدور من أحداث في المسلسل وهو ما روته لنا خلال حديثنا معها "أشعر أن بعض المسلسلات تبث أحداثًا، لا تتوافق مع أطباع وعاداتنا كمسلمين".
وتضيف " مع ذلك أصبحت المسلسلات خلال شهر رمضان، جزءًا من نظام الحياة، ولكن يعيق زيارتنا وتواصلنا مع أقاربنا، كونها تشد أنظار جميع أفراد العائلة".
ربما يختلف الحال بعض الشيء عند عائلة المهندس أبو حازم، الذي لا يرغب بتعلق أطفاله بمشاهدة التلفاز وخاصة ما يُعرض من بعض المسلسلات والبرامج خلال شهر رمضان المبارك.
يستخدم أبو حازم طرقًا مختلفة، لإقناع أبنائه أن الأحداث التي تُعرض في هذه المسلسلات، لا تعود عليهم بأي فائدة، إنما هي مضيعة للوقت، خاصة وأنها بعضها تتعارض أفكارها مع ديننا الإسلامي، وفق قوله.
ومن تلك الطرق، تعليم أطفاله أهمية الصلاة وفوائدها على الانسان، وقراءة القرآن، بالإضافة إلى اصطحابهم إلى زيارة الأقارب، وتعريفهم بالقيم المترتبة على ضرورة صلة الرحم.
ويتذمر أبو حازم وهو أب لأربعة أطفال، من كثرة المسلسلات والبرامج التي تعرض خلال شهر رمضان، حيث يعقب على ذلك "كأنه شهر رمضان للمسلسلات، وليس للعبادة".
دور الأسرة مغيّب
وتعقّب المختصة في شؤون الأسرة دعاء طافش، على تمسك الأطفال بمشاهدة المسلسلات خاصة في رمضان بالقول، إن الإعلام أصبح له دور كبير في تربية الأجيال، خاصة من فئة الأطفال، وهو ما يؤثر سلبًا عليهم، خاصة في ظل غياب ضوابط عليه.
وأوضحت طافش خلال حديثها مع "شمس نيوز"، أن المسلسلات قد تبني علاقة جيدة في "لمّة" العائلة، لكن دون وجود أي هدف محدد، وغياب دور الأسرة والأب تحديدًا في توعية الأطفال بسلبيات هذه المسلسلات التي قد تبث أفكارًا مسمومة.
وأضافت "في ظل غياب الدور الأساسي للأسرة في توعية أطفالهم، حّل التلفاز بديلاً عن ذلك، وهو ما يدفع الأطفال للتمسك في مشاهدة المسلسلات"، مشيرةً إلى أن تأثير هذه المسلسلات في رمضان خاصة، سلبي وتعمل على تفكيك العلاقات الاسرية والاجتماعية.
وأكدت على ضرورة وجود دور الأسرة في توعية وتثقيف أبناءهم، من مخاطر هذه البرامج، والأفكار "الدخيلة" التي قد تزرع مفهوماً خاطئاً لديهم عن القيم الإسلامية والعادات والتقاليد.
يضر بالتواصل
أما د. صفوت دياب المختص في علم الاجتماع، فيرى أن المسلسلات والبرامج التي تبث خلال شهر رمضان، "تضر بالتواصل الاجتماعي" داخل الأسرة وخارجها.
ويشير دياب هذه المسلسلات، إلى أنها "مفرغة من القيم والأخلاق، وتستخدم لحرق الوقت فقط، خاصة أنها تشغل الأسرة بالحديث عن حياتهم العائلية وانشغالاتهم".
ولفت إلى، أن أصحاب القنوات التلفزيونية يصبون كل اهتمامهم بالمسلسلات والبرامج خلال شهر رمضان تحديدًا، إذ أنهم يحاولون تقديم كل ما لديهم، من أجل جذب المشاهد العربي، لكسب أكبر قدر من الاموال.