قائمة الموقع

خبر في ذروة ملهاتنا نسينا اسرائيل..!

2017-06-12T14:01:51+03:00

بقلم / أكرم عطا الله

من حق اسرائيل أن تقيم احتفالات في طول البلاد وعرضها لهذا العام وهذا الشهرفي ذكرى اليوبيل الذهبي لاحتلالها ما تبقى من فلسطين التاريخية عندما احتلت الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ومرتفعات الجولان والتي سميت بالنكسة بل كانت نكبة أكبر من التي سبقتها، تحتفل اسرائيل في أبهى عصورها الذهبية ونحن العرب في أكثر العصور انحطاطاً.

قد تصلح هذه الذكرى الكئيبة مقياساً لأهواء السياسة العربية وأولوياتها، لم تكتب صحف العرب عن النكسة وبالكاد مرت وسط خبر عابر أو ترديداً لأخبار اسرائيلية تستذكر انتصاراتها قبل خمسة عقود، حتى نحن الفلسطينيون أصحاب القضية جرفتنا النكسات المتلاحقة التي يصنعها العرب الى وديان الكراهية وبحار الدم وهزلية الصراعات بين الدول العربية ليبدو الكتابة عن اسرائيل واحتلالها واستيطانها وعربدتها شيء من ترف المثقف فكل يوم يصدمنا العرب والفلسطينيون بعبثهم ويضعون أمامنا قضية عاجلة ملحة تحرف أقلامنا رغماً عنها بعيداً عن قضية العرب الأولى وقضيتنا المقدسة.

في كتابهما عن حرب حزيران كتب الثنائي تشرشل الابن والحفيد أن القيادة الاسرائيلية كانت تحتفل بعد الحرب بتلك المفاجأة التي تحققت قائلين "كانوا يفتحون زجاجات الشامبانيا ويصرخون لكنهم في الحقيقة كانوا سكارى بخمر الانتصار أصلاً باستثناء شاباً هو أصغرهم كان يجلس جانباً وهو رئيس الأركان اسحق رابين وعندما سئل عن عدم مشاركته لهم أجاب هذه أراضي عربية سنعيدها لأصحابها يوماً عندما يتحقق السلام".

بعد خمسة عقود يتسول العرب السلام والأرض معاً بل وأكثر يتسولون العلاقات مع اسرائيل ويأكلون بعضهم وتنزوي اسرائيل جانباً تنتظر أن يتم انضاجهم على مهل تلتهم من تريد وفقاً لمعاييرها وفيما كان رابين ينتظر اعادة الأرض كان العرب في الخرطوم يرفعون شعار "ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة" لنكتشف أن القوة العربية عبارة عن وهم وأن الجيوش أشبه بحالة كرتونية وبعد الصراع الطويل أن الأولوية العربية ليست اسرائيل بل هم أنفسهم فأية أمة هذه وأي عقل هذا الذي يستطيع تبرير هذا الانقلاب لابد وأنه عقل مختل.

لم تعد اسرائيل أولوياتنا لا الدول ولا المنظمات ولا النخب السياسية ولا الكتاب الذين تصدمهم الحالة العربية بأحداث متسارعة كلنا انزلقنا الى تلك الملهاة فيما تعيش اسرائيل لحظة النشوة مرتين مرة باحتفال اليوبيل لاحتلال القدس والأراضي العربية ومرة بحالة التآكل العربية والفلسطينية على حد سواء، كم هي محظوظة أن هذا المستوى الذي يطحن نفسه هو عدوها المفترض.

هذا الأسبوع وفي ذروة الغيبوبة العربية التي تتمدد في عواصمها كان النشاط الاستيطاني غائباً حتى من عناوين الأخبار وتمارسه اسرائيل بلا حسيب ولا رقيب ولم يتناوله السياسيون ولا الكتاب، هذا الأسبوع كان نتنياهو يستغل اللحظة التاريخية ليفرغ ما في جعبته تجاه مستقبل الفلسطينيون المشغولون بصراعاتهم ليطالب بانهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ما كشف منطق التفكير الاسرائيلي تجاه اللاجئين وحق العودة ما يعني أن اسرائيل تتجه لاسدال الستار على القضية الوطنية ككل والتي أنشئت الثورة الفلسطينية لهدف واحد ووحيد وهو عودة الشعب الى دياره التي هجر منها وبغض النظر عن مجريات العقود اللاحقة وهبوط السقف العربيالذي كسر ظهر الفلسطيني لكن النوايا الاسرائيلية بات من الواضح أنها تريد أن تضرب ضربتها وسط الانشغال العربي بصراعاته وتآكله الداخلي.

بالأمس صادقت اللجنة الوزارية الاسرائيلية للتشريع على اقتطاع مخصصات الأسرى هذا أمر خطير والأخطر أننا نكتشف أن اسرائيل تتحكم لدينا بالتفاصيل صحيح أن الاقتراح جاء من المعارضة الاسرائيلية للمزاودة على حكومة اليمين وفيما كانت اسرائيل تمرر هذا الاقتراح كانت عيون الفلسطينين تتجه صوب القاهرة باحثة عن انفراجة لغزة قد يحدثها بعض الترميم لخلافات الفلسطينين التي لم تتوقف وأحدثوا كل هذا ببعضهم عل ذلك ما يفتح معبر رفح.

لقد تراجعت الأولوية الوطنية ولم تعد الدولة والقدس والاستقلال أولوية بل الحكم وأدواته وأقل من ذلك كهرباء ومعبر وهذا أمر طبيعي بسبب سوء ادارة الفلسطينين لقضيتهم وعلينا الاعتراف أن كل ما يحدث من مجد لاسرائيل نحن سببه الوحيد، يحق لها أن تحتفل مزهوة وسط خيباتنا المتلاحقة وقضايانا ومعاركنا التي تشبه صراعات الأولاد في رياض الأطفال..!!!

المقال يعبر عن رأي كاتبه

نقلا عن / نبأ برس

 

اخبار ذات صلة