قائمة الموقع

خبر خلاف فقهي في الجزائر حول مرسوم يسمح بـ "تدويخ" الحيوانات قبل ذبحها إسلاميا

2014-04-13T11:12:46+03:00

 

شمس نيوز || الجزائر

أثار مرسوم جزائري حكومي يسمح بـ "تدويخ" الحيوانات بواسطة الصاعق الكهربائي قبل ذبحها، أثار جدلا لدى شرائح مختلفة في المجتمع الجزائري، وذلك نظرا إلى أن الصعق الكهربائي "قد" يقتل الحيوان، مما يعني أن الجزائريين "سيأكلون جيفا مذبوحة"، علما أن المرسوم اتخذ بموافقة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. هذا وقد دخل المرسوم حيز التنفيذ منذ مطلع الشهر الجاري، وقد صدقت عليه وزارات أخرى هي التجارة والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والتنمية الصناعية وترقية الاستثمار، وكذلك وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، إذ عمل المسؤولون فيها على صياغته في الشهر الماضي، بهدف تحقيق "أهداف مشروعة". ووفقا لما جاء في الإعلام الرسمي فان هذه الأهداف هي "التحكم في رقابة المواد الغذائية المصنفة حلال، وكذا تلبية الرغبات المشروعة للمستهلك المسلم من حيث أصل المواد الغذائية ومكوناتها الموضوعة للاستهلاك طبقا للدين الإسلامي".

كما شمل المرسوم تعريفا بالمواد الغذائية التي يتم تصنيفها على أنها حلال، وهي "كل غذاء يباح استهلاكه في الدين الإسلامي"، شريطة ألا يدخل في تركيبته منتجات "غير حلال"، وألا يستخدم في إعداده أو تحويله أو نقله أو تخزينه أدوات أو منشآت غير مطابقة لأحكام النظام التقني الجديد. أما المنتجات "غير الحلال" فهي المنتجات التي يحرم الدين الإسلامي تناولها، مثل الخنزير والميتة والحيوانات والنباتات الخطرة والسامة، وكذلك الحيوانات التي تتم تغذيتها عمدا بالأغذية "غير الحلال"، بالإضافة إلى المشروبات المسكرة أو الضارة. تعقيبا على مرسوم "تدويخ الحيوان قبل ذبحه" أفاد مصدر في وزارة الخارجية الجزائرية بأن اعتماده جاء "لتقنين عمليات التدويخ التي يمارسها عدد من المسالخ في البلاد بصفة غير معلنة"، بغية "اضفاء طابع الحلال عليها"، سيما وأن الوزارة تلقت شكاوى كثيرة يشكك أصحابها في أن تكون لحوم الدجاج، على سبيل المثال، الذي تم تدويخه قبل ذبحه حلال، بحسب المصدر ذاته. كما أضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن إصدار مرسوم يسمح بالتدويخ سيزيل الشكوك بشرعية تناول لحوم الحيوانات التي تعرضت للتدويخ، استنادا إلى فتوى من وزارة الشؤون الدينية التي سمحت بذلك، علاوة على أن هذا المرسوم سيضفي الشرعية على لحوم الدجاج المستوردة، التي تتعرض للتدويخ في البلد المصدر قبل ذبحها. من جانبهم اعترض عدد من المعنيين على مرسوم "التدويخ قبل الذبح"، من هؤلاء رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي والشيخ سليم محمدي المفتش في وزارة الشؤون الدينية، إذ صرح زبدي بأن "جمعية حماية المستهلك تحفظت على هذا المرسوم، رغم علمنا أن مسألة التدويخ ممارسة في العديد من المذابح بصفة غير معلنة، لكن هذا القرار الحكومي جاء ليرسمها وليسمح بها رغم ما عليها من شكوك بشأن مطابقتها للدين الإسلامي".

إلى ذلك يرى زبدي أن تأثير الصعق يختلف من حيوان لآخر، وقد تؤدي جرعة صعق خفيفة إلى قتل دجاجة، بينما لا تتأثر أخرى بجرعة صعق قوية، مما دفعه إلى التساؤل عن الجهة المخولة لتحديد ما إذا كانت الدجاجة نفقت نتيجة التدويخ، مستشهدا ببحوث علمية تؤكد اختلاف درجات تأثر الحيوانات جراء الصعق. أما الشيخ سليم محمدي فعلق قائلا: "ما أعرفه أن الرسول عليه الصلاة والسلام حرم إضعاف الحيوان أو التسبب له بأي ضرر قبل ذبحه، لكني لا أدري على أي أساس وافقت وزارة الشؤون الدينية على تدويخ الحيوان قبل ذبحه"، معتبرا أن الموضوع لا يزال مفتوحا للبحث والنقاش، "لكني أؤكد حرمة أذية الحيوان بأي شكل من الأشكال قبل ذبحه، والأكيد أن الصعق بالكهرباء هو إحدى الوسائل التي تؤذي الحيوان". كما طالب الشيخ محمدي سلطات بلاده بتوخي الدقة والصواب "بما يوافق الشريعة الإسلامية في هذه المسألة"، وذلك كي يأكل الجزائريون لحما حلالا "كما أمر به المولى عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم". هذا وقد عبر جزائريون كثر عن استيائهم وغضبهم إزاء مرسوم "التدويخ"، وأجمعوا على أن قرارا كهذا "لا يمت للإسلام بصلة" مطالبين بإلغائه في أسرع وقت ممكن .

 

اخبار ذات صلة