شمس نيوز/ توفيق المصري
تصوير/ حسن الجدي
تراقب أم محمد نبض حفيدتها من خلف الزجاج والأجهزة الطبية، وفجأة بعد أن رمشت عيناها، غفلت عن متابعة ذلك المشهد الذي يحتاج لملاحظته بضع دقائق من التركيز والتمعن حتى تلحظ نبضها، وصرخت بفزع "يا دكتور إلحقني".
ذلك المشهد يتكرر يوميًا مع أم محمد هاشم (47 عامًا)، منذ أن وضعت ابنتها حفيدتها قبل ثلاثة أشهر، والتي تبين بعد ولادتها أنها تعاني من مشكلةٍ صحيةٍ في أمعائها، أدت إلى تدنٍ في وزنها مما استدعى بقاءها في حضانة مجمع الشفاء الطبي في غزة "تحت الملاحظة".
تقول أبو هاشم وقد استعادة رؤية نبضها واطمأن قلبها أنها ما زالت على قيد الحياة: "نتخيل يوماً أن تتوقف هذه الأجهزة فجأة بسبب أزمة الكهرباء التي تعاني منها غزة".
وتضيف: "يومياً أزورها مع والدتها، ورؤيتنا لها من خلف الأجهزة مؤلم للغاية ولكن في نفس الوقت يمنحنا أمل أنها لا تزال تنبض بالحياة".
وتوضح الجدة أم محمد، أن ولادة ابنتها كانت متعثرة، وأنها عانت من آلامٍ جمَّة، وأن هذا الأمر أثر على الجنين، وتحمد الله أنها بقيت على قيد الحياة.
وتناشد أبو هاشم المجتمع الدولي والجهات المعنية بتوفير الوقود لتشغيل محطة الكهرباء، على الأقل للمستشفيات التي تعج يومياً بالمرضى.
أما أحمد وزوجته علياء، فقررا توديع حضانة مجمع الشفاء الطبي، على أصوات الزغاريد مع قرع طبول "الفدعوس"، بعد أن طوال 26 يومًا من القلق على حياة توأمهما الذي رزقوا به بعد مضي 16 عامًا على زواجهم.
يستذكر أحمد أوقات تواجد التوأم في الحضانة، لولادتهم بمشاكل صحة، أنه كان يتملّكهم القلق، خاصة مع اشتداد أزمة الكهرباء على قطاع غزة.
ويقول أحمد: "كل آمال عائلات الأطفال معلقة بالكهرباء، وأرواح عشرات الأطفال داخل الحضانة مربوطة بالكهرباء، حتى رمش الكهرباء كانت تتسبب لنا بقلق".
ويتابع وهو يحمد الله على خروجه توأمه بسلامة تامة، "أتمنى من القادة الفلسطينيين أن يجنبوا الأطفال المرضى المناكفات السياسية".
الصحة تحذر**
من جانبه، قال رئيس قسم الحضانة في مجمع الشفاء الطبي د. علام أبو حامدة، إن الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وأزمة الوقود ينذران بكارثة حقيقية ستصيب الحضانة، إذا لم يتم تدارك الأمر في أقرب وقت.
وبين أبو حامدة، أن بعض أجهزة الحضانة أصابها العطب، نتيجة الانقطاع المتكرر للكهرباء، كما تواجه وزارة الصحة مشكلة في توفير قطع غيار لها بسبب عدم توافرها في السوق المحلي.
وشدد على أن الأطفال "الخدج" حالات حساسة جداً، وأنها تحتاج إلى الرعاية التامة، والمراقبة الحثيثة، "حيث إن جميع الأجهزة داخل الحضانة تعتمد على التيار الكهربائي بشكل متواصل على مدار الساعة"، وفق قوله.
وحذر أبو حامدة، من وفاة بعض الأطفال الموجودين في القسم في حال استمرار أزمة الكهرباء والوقود، لأن الكادر الطبي لن يستطيع حينها التدخل لإنقاذ حياتهم.